السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انقسام بين النساء حولها عمليات تجميل تفصل الزوجات بمقاسات مزاجية الأزواج «أجريت بعض العمليات التجميلية بناء على رغبة زوجي»، بتلك الكلمات ابتدأت رنا حديثها لنا عن رغبته الملحة الدائمة عليها بتغيير أجزاء من جسدها بغية أن يستمتع بجمالها بشكل دائم ومستمر، رنا لم تكن حالة شاذة أو متفردة فمثل حالاتها العديد من النساء اللاتي يسعين لإعادة أزواجهن إلى عش الزوجية من خلال التغيير في أجزاء من الجسد أو الوجه، وتكون من خلال عملية تجميلية أو من خلال تغيير بعض أجزاء الوجه كالأنف أو الجبين أو الشفايف، ويكون بناء على رغبته أو استشعارا منها بوجوب عمل ذلك. النساء انقسمن لفريقين في هذا الأمر فاكدت بعضهن أنهن يسعين لجذب أزواجهن مرة أخرى للحياة الزوجية وسط المغريات التي يجدها الزواج في كل مكان مما يجعله يفكر بالاقتران بأخرى، وأخريات يرفضن هذه الفكرة حتى لو قام أزواجهن بالاقتران بأخريات واعتبرن أنهن يخفن من عقوبة رب العباد، ولديهن قناعة في الجمال الذي أودعه الله في أجسادهن. فتح هذا المف وطرح على طاولة الشرعيين والمختصين والمهتمين، وخرج بالسطور التالية: اعتبرت نادية محمد أنها لا تستبعد أن تقوم بعملية تجميل في المستقبل؛ لكي تحافظ على جمالها بشكل دائم، بقولها: «الجمال لا يدوم ومن الطبيعي أن تجد المرأة نفسها بعد سن معين تعاني من بعض التغيرات في وجهها أو جسدها، فتلجأ لإجراء بعض التغييرات البسيطة التي لا تسبب لها الضرر»، ونصحت نادية كافة النساء بأخذ الحيطة والحذر في اللجوء لعمليات التجميل، لإنها ربما تسبب لها في أمور لا تريدها فتتحسر عليها فيما بعد، ورأت أن رغبة الأزواج تأتي دائما وبشكل مستمر. ووافقتها الرأي نهى سالم بقولها: «للاسف العديد من الأزواج يتذمرون من زوجاتهم بشكل مستمر ولا يشاهدون أنفسهم أو التغيرات الكبيرة التي تطرأ عليهم خلال سنوات الزواج»، وأكدت أنها ستقدم على عملية التجميل إذا رأت أن زوجها يريد ذلك أو أنه يريد الارتباط بآخرى لإنه شر لابد منه؛ حتى تحافظ على حياتها الزوجية دون ضرة تتقاسم معها الحياة. وألمحت أم مالك إلى أن كثير من النساء يتجهن لعمليات التجميل ويتحسرن على ذلك بعد وقت قصير من القيام بها، بقولها: «نجد أن القيام ببعض التغييرات للوجة أو الخدود أو الشفاة أو الجبين لا يستمر لوقت طويل، فتلجأ بعد كل فترة لتلك العيادات باحثة عن إعادة ما فقدته»، وأكدت أن العديد من الأزواج يريدون رؤية زوجاتهم في أفضل حلة في وحتى مع مرور الوقت. رفض ناعم ورفضت أم نجود أن تقوم بإية عملية تجميلية مستقبلا حتى وإن كلفها ذلك إقدام زوجها على الزواج بأخرى، قائلة: «يجب الرضا بما وهب الله لنا من الجمال الآلهي»، ووافقتها الرأي أم سلوى قائلة: «للأسف العديد من الأزواج يريدون زوجاتهم دائما جميلات رائعات، بدون تقدير للمسؤولية الملقاة على كاهلهن من مسؤولية منزلية إلى تربية الأبناء». ومن جانب الأزواج، فقد أعتبر أبو بكر المحضار أنه راضٍ بما وهبه الله في زوجتيه، ونصح الذين يقدمون بالزواج بأخرى بأخذ الحيطة والحذر لإن مقومات الحياة أصبحت صعبة خلال السنوات الآخيرة، وخالفه الرأي أبو موسى قائلا: «من الصعب العيش مع إمراة لا تغير أي شيء من حياتها ولا شكلها، فلا بد من يقوم بالإتجاه بالزواج بأخرى حتى تعتني المرأة الأولى بنفسها وتقوم بالواجب الذي كتبه الله عليها تجاه زوجها». رقم كبير من جانبه، كشف أستاذ واستشاري جراحة التجميل الدكتور محمد عيد أن عيادته تستقبل شهريا 6000 مراجعة، وتقوم سنويا بألفي عملية تجميل، بواقع 150 إلى 180عملية في الشهر بين عملية بسيطة إلى كبيرة، وأعتبر أن التجميل من حيث المبدأ له عدة حاجات بقوله: «كل إنسان يطمح للكمال إلى أقصى الحدود، فإذا استطاع أن يحسن من شكله أو مظهره فيستحسن ألا يتوانى في فعل ذلك، حيث إن البعض يعاني من التشوه أو الإنعواج وهؤلاء تكون لهم الرغبة أكبر في التحسين مما يعانونه». وأشار إلى عدم وجود أمراض تمنع عمليات التجميل إلا إذا كان مرض يمنع تخديرها، وأكد أنها لو حدثت ستكون نادرة جدا، بقوله: «التغييرات البسيطة كحقنة البوتكس ليس لها تأثير أبدا، ونحرص على عمل التحاليل والفحوصات اللازمة». التعامل الذكي وشنت المستشارة الأسرية الدكتورة هاجر نياز هجوما على النساء اللاتي يشرن إلى أن الزوج هو الذي يرغمهن على القيام بعمليات التجميل، ويتجهن لذلك مجبرات، بقولها: «يجب أن يكون للمرأة شخصيتها وكيانها المستقل، حيث إن الزواج عقد شراكة وليس تملك، مشددة على أنه لاينبغي للزوجة أن تفرض على الزوج ما لايريد، مؤكدة على أن هذه الأمور السطحية تفسد العشرة بين الزوجين» ورأت نياز أن عقل الرجل أكبر من أن ينظر لمثل هذه الأمور التي لا تعدو سطحية، واعتبرت أن المرأة عندما تتجه لتلك العيادات ليس بأمر الرجل؛ بل برغبتها وتنسب ذلك للرجل، حيث إن المرأة إذا أرادت أن تحافظ على زوجها تستطيع ذلك من خلال الذكاء في التعامل معه وسوف تصل لكل ما تريد. وعن تأكيد بعض النساء أنها تخاف من يجلىء الزوج للثانية، أضافت: «الزواج مكتوب ومقدر وهو من الأرزاق، حيث يجب للمرأة أن تفصل بين المقدر والآجل أو العيب الذي فيها». سلاح ذو حدين مشيرة إلى عمليات التجميل سلاح ذو حدين يمكن أن يستخدم بالشكل الصحيح أو في غير موضعه، وأضافت «الأولى يكون للمراة التي تعاني من تشوه أو حروق فإن نتائج هذا سيكون إيجابية عليها وعلى أسرتها وأبنائها، والثاني يكون للتي تجري خلف العيادات التجميلية للبحث عن الجمال بدعوه ذهابه كقن البوتكس في نفخ الخدود والشفايف». وأشارت نياز إلى أن من أهم الأسباب التي تجعل المرأة تتجه للتغيير في جسدها تكمن في ضعف الوازع الديني، والفراغ بكافة أنواع وخاصة العاطفي، وتتجه لأمور منافيه لخلقها وسطحية، وتتخلى من خلالها على ثقافتها. أباحاها عند وجود الحاجة كالحروق والمرض والتشويه .. المفتي والحكمي : لا يجوز طاعة الزوج في إجراء عمليات التجميل نعيم تميم الحكيم : شدد مفتي عام المملكة ورئيس هية كبار العلماء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ على عدم جواز إجراء عمليات التجميل بدون حاجة ملحة كوجود الحروق أو وجود تشوه بحاجة لعملية تجميلية. وقال لايوجد مبرر شرعي لإجراء عمليات التجميل سواء أكانت هذه العمليات بطلب الزوج أو برغبة الزوجة»، مشددا على أنه أمر غير جائز شرعا. ووافقه الرأي عضو هيئة كبار العلماء عضو مجلس القضاء الأعلى الدكتور علي بن عباس الحكمي الذي أكد على عدم جواز إجراء العلميات التجميلية واستشهد بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لعن الله النامصة والمتنمصة والواصلة والواشمة والمستوشمة والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله). وبين الحكمي، أن الذهاب لمراكز التجميل لإجراء العمليات غير جائز، وأضاف «إذا كان النمص وتفليج الأسنان محرما ويعتبر من كبائر الذنوب، فإن إجراء عمليات التجميل بدون حاجة كمرض أو حرق أو تشويه يعتبر أشد حراما، مشددا على أن المرأة التي تجري عمليات التجميل لمجرد الزينة يعتبر محرما ويدخل في سياق التغيير لخلق لله. وعد الحكمي أي عملية تجميل سواء كانت لتكبير أو تصغير أو تعديل أحد أعضاء الجسم يعتبر محرما. ولفت عضو هيئة كبار العلماء إلى أن المرأة يجب أن لا تطيع زوجها في قضايا عمليات التجميل؛ لأنه لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق. مشيرا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة ولا يجوز لعن فاعل المباح. والواصلة: هي التي تصل شعرها بغيره، أو شعر غيرها. والمستوصلة: الموصول شعرها بأمرها، فهذا لا يجوز للخبر، لما روت عائشة رضي الله عنها {أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن ابنتي عروس وقد تمزق شعرها، أفأصله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لعنت الواصلة، والمستوصلة} . وبين الحكمي أن هذه الأمور فيها لعن فمن باب أولى أن عمليات التجميل أكثر حرمة، وأشار إلى أن عمليات التجميل تسبب أضرارا كثيرا على المراة لما فيها من حقن لمواد كيميائية وإدخال أشياء غريبة للجسم والله تعالى يقول «ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة». وخلص الحكمي إلى أن عمليات التجميل عبث في الجسم ويترتب عليه أضرار صحية وقبل كل شيء معصية لله عزوجل. لكم ودي وردي وحبي