قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إنه يمكن للولايات المتحدة أن تفخر بمرحلة ما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، في ظل كون المكتسبات التي حققتها البلاد تفوق العثرات والأخطاء.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم إلى الذكرى العاشرة للهجمات، وإلى ما وصفته بفوز زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في إضفاء أجواء القلق على الأميركيين على مدار العشر سنوات الماضية، وإلى اتخاذهم ردود فعل مبالغا فيها.
ولكن الصحيفة ترى أن الهجمات على مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أسهمت في تنبيه الأميركيين لمخاطر حقيقية لم تتم ملاحظتها سابقا، مما أسفر عن تأمين عيش الأميركيين بسلام طوال العقد الماضي, في ظل رد الولايات المتحدة على تلك المخاطر بطريقة يحق للأميركيين الفخر بها.
وأوضحت أن رد فعل الأميركيين إثر الهجمات وصل إلى درجة الحد من الحريات المدنية، وإلى بناء البلاد جهازا أمنيا داخليا قويا، وإلى التخبط في مغامرات جديدة في الخارج، وهي التي أسفرت عن ولادة أعداء جدد لأميركا لم يكونوا موجودين سابقا، وإلى استنزاف الاقتصاد الأميركي، وتشتت ذهن الأمة الأميركية في مشاكل متعددة كبيرة.
كما أن الأميركيين –والقول لواشنطن بوست- لطخوا سمعتهم من خلال إساءة معاملة السجناء الأجانب، وخاصة في ظل استخدام أساليب تعذيب بحق المعتقلين وصلت حدَّ الإيهام بالغرق.
ولكن الولايات المتحدة في المقابل حدت من مخاطر تنظيم القاعدة الذي كان يهددها، وتمكنت من تطوير ونشر الديمقراطية في مناطق مختلفة من العالم، وحمتها من أن تصبح مرتعا "للإرهاب".
وفي حين أشارت الصحيفة إلى تقليص الحريات الشخصية وما شابه ذلك من ضغوط على الأميركيين، قالت إن ذلك التقليص للحريات لم يبلغ حدا كبيرا، مضيفة أن البلاد حققت مكتسبات شتى على مدار سنوات العقد الماضي، أبرزها حماية البلاد والأميركيين من شر هجمات "إرهابية" جديدة كبيرة، موحية أن مكتسبات البلاد تبقى أكبر وأكثر من هفواتها.