عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض، والآخر رأي العين نار تأجج، فإما أَدْرَكَنَّ أحدٌ فليأت النهر الذي يراه ناراً، وليغمض ثم ليطأطئ رأسه فيشرب منه؛ فإنه ماء بارد، وإن الدجال ممسوح العين عليها ظَفَرةٌ غليظة مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب ) رواه مسلم المفردات ظفرة: جلدة تخرج في العين من الجانب الذي يلي الأنف. ممسوح: مطموس. المعنى الإجمالي "الدجال" مأخوذ من الدَجَلِ وهو الكذب، وهو عَلَمٌ على شخص يظهر في آخر الزمان يدعي الربوبية، ويجري الله على يديه من العجائب والخوارق ما تعظم به الفتنة على البشر، ويُحدث خروجه اهتزازاً وتشكيكاً في العقائد، فينقسم الناس في شأنه بين مصدق مقتنع، وتابع راغب أو راهب، وبين مكذب فار من فتنته . ولعظيم فتنته حذر الأنبياء أممهم منه، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - من أكثرهم تحذيراً، حيث بيّن للأمة شأنه، وفصّل في أمره، فوصف شكله وخلْقَه، وبين خوارقه ووجوه دجله، وأوضح أتباعه ومريديه، وأعلم الأمة بمدة لبثه ومكثه في الأرض، وطريقة موته ومن يقتله في تفصيل دقيق شمل حياة الدجال كلها؛ نصحاً للأمة وصيانة لدينها أن يداخله تشكيك أو ريب . وأوضح النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث بعضاً من صفاته، فبين أن معه نهرين، أحدهما ماءٌ أبيض فيما يظهر للناس، والآخر نارٌ تتأجج فيما يظهر للناس، وأوصى - صلى الله عليه وسلم - من أدرك ذلك أن يغمض عينيه، ويدخل النهر الذي يراه ناراً فإن حقيقته ماءٌ باردٌ, وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن إحدى عيني الدجال مطموسة بجلدة نبتت في جانبها، ولزيادة بيان حاله للمؤمنين فقد وصم الله الدجال بعيب يبطل سحره ودجله، فكُتِبَ بين عينيه "كافر" يقرأه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب . الفوائد العقدية 1- خروج الدجال من علامات الساعة الكبرى . 2- رحمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بأمته في تحذيرهم منه . 3- فتنة الدجال تكون بالمظاهر دون الحقائق. 4- رحمة الله بعباده حيث جعل من شكل الدجال ما يدل على بطلان دعوته، فشوّهَ خلْقَهَ، وكتب حكمه بين عينيه. 5- إثبات الكرامة للمؤمنين الأميين بقراءة ما كتب على جبين الدجال .