هوميوباثي أو homeopathy نوع من الطب البديل أو الطب المدمج أو التجانسي هي كلمة مشتقة من اللغة اليونانية حيث أن "هوميو" تعني المثل و "باثوز" تعني المعاناة. إن المعالجة المثلية هي نوعا من الأنواع العديدة للعلاجات البديلة، ويعتمد هذا النوع من العلاج على أساس علاج المثل بالمثل. ونعني بهذا أن علاج مرض ما يتم عن طريق اعطاء المصاب جرعات من مادة لو أعطيت لشخص معافى لأحدثت عنده أعراضا تشبه أعراض المرض المطلوب علاجه. لقد بدأ هذا العلاج في عهد أبقراط في القرن الرابع قبل الميلاد، إلا أنه بقي مهملا حتى القرن التاسع عشر بعد أن ظهرت على الطبيب الألماني الأصل "صاموئيل هانمان" أعراض الملاريا إثر تجرعه لمادة "الكينين" (مادة تستخدم في علاج مرض الملاريا). وبدافع من الفضول قام الدكتور هانمان بتجربة مواد أخرى كالزرنيخ وحشيشة ست الحسن والزئبق على بعض الأصحاء، فقادته تجاربه الى اكتشاف انه كلما سعى الى تقليل التركيز لجعل المحلول اكثر أمنا، كلما كانت الاستجابة أقوى. انتشرت افكار الدكتور هانمان الى بريطانيا، حتى أن الملكة أديلايد زوجة الملك ويليام الرابع كانت أولى أفراد العائلة الحاكمة في اللجوء لهذا العلاج فتبعها في ذلك الكثيرون. وبسبب زيادة شعبية المعالجة المثلية في بريطانيا تم افتتاح أول مستشفى متخصص في لندن عام 1850. أما الملكة الحالية فلديها طبيب المعالجة المثلية الخاص بها، ولا تسافر قط الا برفقة ذلك الصندوق الأسود الذي يحتوي على مواد لم يسمع باسمائها الاطباء. إن الأسلوب الاعتيادي الذي يتبعه الاطباء للتغلب على الداء ينصب على وصف أدوية تقوم بقمع الاعراض التي تظهر على المريض كارتفاع درجة الحرارة، القيء الخ.... أما المعالجة المثلية فتعتبر مثل هذه الاعراض دلائل على ان اجهزة الجسم تخوض حربا ضد المرض، لذا نجدها تتجه نحو اعطاء أدوية تؤدي الى إحداث تغييرات في الجسم تشبه أعراض المرض، تقوم هذه التغييرات بحث القدرة الذاتية للجسم على القيام بوظيفتها العلاجية وتشجيع الجسم على علاج نفسه بنفسه. بالرغم من ان الاختصاصي يلجأ في علاجه الى مواد نباتية أو حيوانية أو أملاح معدنية قد تكون سامة، الا ان تخفيفها لآلاف المرات لا يبقي منها الا بعض الجزيئات أو لا شيء على الاطلاق فتصبح آمنة كليا. فمثلا الزرنيخ المعروف بسميته العالية يستخدم بكفاءة في علاج حالات الاسهال والتسمم. وليتمكن القارىء من استيعاب نسبة التركيز التي نقصدها هنا، يمكن لنا ان نشبهها بإذابة ذرة من الملح في حوض استحمام مليء بالماء. يؤمن مزاولي هذه المهنة انه كلما كان تركيز المحلول اقل كلما كان التأثير العلاجي أقوى. ولكن كيف يستطيع هذا التركيز المنخفض جدا من إحداث التأثير المرجو منه؟ هل للماء ذاكرة تتذكر بها المادة التي قامت بتخفيفها؟ لقد اجتهد الكثيرون لتفسير هذه الظاهرة ومن أكثر النظريات قبولا هي تلك التي ترجح ان لكل مادة آثارا مميزة تبقى في الماء ويملك الجسم القدرة للتعرف عليها والاستجابة لها. تكمن مهارة الاختصاصي في مدى قدرته على ايجاد المادة التي ستؤدي الى ظهور اعراض اقرب ما تكون للأعراض التي يعاني منها المريض، وفي نفس الوقت لا بد من التأكد من ملاءمة هذا الدواء لشخصية الفرد وعاداته، فمثلا دواء علاج الرشح عند شخص مرح، بدين واجتماعي يختلف عن دواء علاج المرض نفسه عند شخص نحيل وعصبي، ووفقا لتجربة الاختصاصي "أندرو لوكي" ان الافراد الذين يستجيبون للعلاج بالناتروم مور (أحد مشتقات ملح الطعام) غالبا ما يكونون ذو بشرة داكنة، صعب ارضائهم، صارمين، غير اجتماعيين، يعانون من الامساك ويكثرون من تناول الملح. يقوم الاختصاصي في الجلسة الأولى بطرح العديد من الاسئلة ليتعرف بواسطتها على التاريخ الصحي للمريض، ماذا يأكل، احواله الشخصية، مزاجه، الادوية التي يتناولها، ماذا يحب ويكره، واعراض المرض. بعد جمع هذه المعلومات يقوم الاختصاصي بمقارنة الحالة التي امامه بكتيب الوصفات لينتقي منه العلاج الانسب. تفيد المعالجة المثلية في علاج الحساسية بانواعها، الحالات المزمنة، المشاكل الهضمية، بعض الالتهابات، بعض المشاكل النفسية، والمشاكل النسائية. منقول