لي مبلغ من المال أدخره في مصلحة البريد المصري فيما يسمى بالحساب الذهبي، وهناك أرباح على هذه الأموال. بعض المشايخ أفتوني بأن هذه الأرباح حلال والبعض الآخر يقول إنها ربا، ومنهم من قال لي ادخر أموالك في بنوك إسلامية مثل بنك فيصل الإسلامي لأن أرباحه حلال. دارت الكثير من الأفكار في ذهني شتان ما بين أن أترك الأموال مدخرة في البريد مع إيقاف هذه الأرباح إذا كانت حرام وشتان ما بين أن أحصل على هذه الأرباح وأوزعها على الفقراء. ما رأي حضرتكم في هذا الأمر مع العلم أن الأرباح ليست محددة بمبلغ معين ثابت شهريا لكنها متغيرة، وكذلك أنا لا أستطيع التوفير في أحد البنوك الإسلامية لأن أقرب فرع من هذه البنوك يبعد عني بمسافات كبيرة؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد تقدمت لنا فتاوى بينا فيها حرمة الإيداع في مثل هذا الحساب، لأن المودع يضمن رأسه ماله مع فوائد مضمونة ثابتة أو متغيرة وهذا عين الربا، راجع في ذلك الفتوى رقم: 39005. فعليك أن تقوم بسحب أموالك من هذا الحساب والتوبة إلى الله عز وجل، وما حصلت عليه من فوائد فعليك صرفها في وجوه البر ومنافع المسلمين، ولا يجوز لك إبقاء المال في الحساب بنية أخذ الفوائد وصرفها في الخير فإن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا والمقاصد الحسنة لا يتوصل إليها بوسائل محرمة. وما ذكرته من بعد المسافة بينك وبين البنوك الإسلامية لا يبيح لك فتح الحساب الربوي المذكور، لكن إن تعذر عليك الأمر وخشيت على أموالك السرقة أو الضياع فلتفتح حسابا دون فوائد إلى أن يتيسر لك فتح حساب في بنك يلتزم بأحكام الشريعة. والله أعلم.