أريتريا تشكو من الجوع رغم نفي الحكومة
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
مارتن بلاوت
| المصدر :
www.bbc.co.uk
لجأ الآلاف من الارتيريين الى اثيوبيا
بلغ عدد المتضررين بالجفاف والمجاعة التي ضربت القرن الافريقي زهاء 12 مليون نسمة، ولكن بلدا واحدا من بلدان هذه المنطقة - أريتريا - تقول إنها نجحت في تجنب الكارثة بفضل المحصول الوافر الذي حققه قطاعها الزراعي هذه السنة.
ولكن ثمة أدلة تشير الى ان الوضع الحقيقي في هذا البلد الذي تلفه السرية مختلف تماما عما تصفه الحكومة، حيث يعاني اثنان من كل ثلاثة اريتريين من الجوع.
يذكر ان أريتريا تحولت في الاعوام العشرة الاخيرة الى واحدة من اكثر بلدان العالم انغلاقا، إذ لا توجد فيها صحافة حرة ولا معارضة سياسية.
ولذا فإنه من العسير التحقق من صحة ادعاءات الحكومة بأن سكان البلاد لديهم من الغذاء ما يكفي لسد رمقهم.
ولكن اصبح الآن بالامكان تشكيل صورة للوضع الحقيقي في أريتريا باستخدام مصادر عدة للمعلومات.
فهناك نهج متصاعد للاصابة بسوء التغذية الحاد في الاطفال دون الخامسة في عدة مناطق، كما اشارت الصور الفضائية التي نشرتها جماعة "الانذار المبكر عن المجاعة" الى ان الامطار كانت اقل من معدلاتها في اشهر الصيف، وهي الاشهر الماطرة اعتياديا في أريتريا. ويأتي ذلك في اعقاب عدة سنوات من الجفاف الشديد.
اما الآثار الانسانية لهذه الظواهر، فيمكن مشاهدتها في الاجزاء الشمالية من اثيوبيا المجاورة، التي يلوذ بها الاريتريون الجوعى بمعدل 900 في الشهر حسب ما افاد به صحفيون في المنطقة.
ويروي هؤلاء اللاجئين قصصا عن المحاصيل التي قضى عليها الجفاف وعن البيوت التي تفتقر للغذاء.
وكانت سوزان رايس، المندوبة الامريكية لدى الامم المتحدة، قد وصفت أريتريا مؤخرا بأنها "ثقب أسود" فيما يخص المعلومات المستقلة المتوفرة عنها.
وقالت رايس: "إنه من المرجح ان يكون الشعب الاريتري يعاني من نقص في المواد الغذائية اسوة ببقية شعوب منطقة القرن الافريقي، ولكن هذا الشعب يترك ليموت جوعا لأن حكومته ترفض الاعتراف بالمشكلة وترفض بالتالي وصول المعونات الغذائية وغيرها من المساعدات الانسانية الى الاريتريين المستحقين."
يذكر ان الحكومة الاريترية ترفض دخول وكالات الامم المتحدة الى البلاد، كما طردت معظم منظمات الاغاثة منها.
ويواجه سفراء الدول الاجنبية المعتمدين في أريتريا صعوبات بالغة في التنقل بحرية في البلاد لتقييم الاوضاع الانسانية فيها.