كالعادة.. متهمون بلا كلبشات ومخلوع بلا زي أبيض

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : هدى أبو بكر وإيمان عبد المنعم والوليد إسماعيل | المصدر : www.dostor.org

حارس قفص مبارك: "تأمين مبارك تعليمات والقفص معمول بطريقة هندسية
تتناسب مع ميل المدرجات علشان محدش يشوف مبارك" !!
المتهمون داخل القفص في الجلسة الأولى
المتهمون داخل القفص في الجلسة الأولى
للمرة الثانية بعد 32 يوم من لقائهما الأول داخل قفص الاتهام، التقى الرئيس السابق "مبارك" ونجلية علاء وجمال وحبيب العدالي و 6 من كبار مساعديه، أثناء محاكمتهم اليوم بعد قرار المحكمة بضم القضيتين المتهم فيهما "مبارك"  و"العادلي" بقتل المتظاهرين، وفي انتظار عودة  "حسين سالم" صديق مبارك من أسبانيا للمثول معهم داخل القفص، استأنفت جنايات القاهرة نظر القضية وسط حراسة مشددة.
كعادته كان حبيب العدالي سباقا في الدخول إلى القفص بالبدلة الزرقاء وكأنه يسترجع أيام خدمته في أمن الدولة حين كان يدخل المناطق التي كان يزورها مبارك لتأمينها  قبل وصوله وتبعه مساعدوه "عدلي فايد" و"حسن عبد الرحمن" و"اسماعيل الشاعر" و"أحمد رمزي" ثم "عمر الفرماوي" الذي جلس بعيدا عنهم في المقعد الخلفي للقفص، وبعد دقيقتين انضم إليهم "أسامة المراسي".
"العادلي" دخل القفص قبل 8 دقائق كاملة من دخول علاء وجمال ووالدهما، والمثير أن علاء كان يقف في القفص والغرفة الملحقة به دون قيد، حيث بدأ أولا بالوقوف على الباب الفاصل بين القفص والحجرة المؤدية إليه وألقى نظرة على العادلي ومساعديه تبعها بأخرى إلى القاعة، ثم غادر مكانه واختفى لثواني، ظهر بعدها "جمال" واضعا يديه في وسطة ومعطيا ظهره للقاعة، ثم اختفى هو الآخر ودخل علاء إلى القفص لمدة دقيقة تحدث فيها مع العادلي وخرج لإحضار والده بمساعدة "جمال".
على سريره المعتاد الظهور به في القفص، دخل "مبارك" وبرفقته طبيب، وقام جمال وعلاء بسحب السرير، و أعطيا ظهريهما للقاعة لحجب الرؤية تماما عن الحضور حتى لا يتمكن أحد من مشاهدة المخلوع، وفي أقصى يمين القفص، ثبت السرير بطريقة يصعب معها للغاية رؤية "مبارك"، حيث وقف علاء وجمال في البداية أمامه، وتكفلت قوات الأمن بمنع أي فرد من رؤية الرئيس السابق داخل القفص.
المثير للدهشة أن مبارك ظهر للمرة الثانية بدون رداء الحبس الاحتياطي الأبيض، حيث كان يرتدي زي رمادي اللون، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات حول تصريحات قيادات وزارة الداخلية عن تطبيق لوائح السجون على المتهمين بوضع "الكلبشات" في أيديهم، وارتدائهم الزي المقرر وفقا للقانون إلا أنه يبدو أن مبارك ونجليه والعادلي لا يزالون يتمتعون بالسلطة التي تمكنهم من مخالفة كافة القوانين.
وكما اعتاد جمال مبارك أن يتصدر المشهد السياسي لنظام والده المخلوع تصدر هذه المرة المشهد ولكن في قفص الاتهام حيث وقف أمام والده مرتديا الزي الأبيض وممسكا بالمصحف وخلفه بخطوتين أو ثلاثة وقف علاء، جمال ظل شاردا بضع ثواني حين دخلت هيئة المحكمة إلى القاعة، ولم يتحرك إلا  بعد أن تحدث المستشار أحمد رفعت وبدأ الجلسة بشكل فعلي، رغم أن جمال كان يقف في الجلستين الماضيتين خلف شقيقة علاء إلا أنهما تبادلا الأدوار هذه الجلسة فوقف جمال في المقدمة وعلاء من خلفه، بعد بداية الجلسة بدقائق جلس علاء على المقعد الخلفي للقفص مستندا برأسه على الحائط الخلفي لينظر برأسه إلى أعلى القفص في شرود تام ثم عاد إلى مكانه بجوار والده مرة أخرى.
مبارك بدا منهكا داخل القاعة وظهر ذلك جليا في رده على هيئة المحكمة حين أثبتت حضورة حيث رد بكلمة واحدة هي "موجود" وهي نفس الكلمة التي استخدمها علاء وجمال في الرد على المحكمة بينما استخدم العادلي وفريقه كلمة "افندم".
التشديدات الأمنية التي شهدها القفص والمنطقة المحيطة به والتي تنتهي بحاجز حديدي آخر يفصل بين القاعة وقفص المتهمين أدت إلى حجب الرؤية تماما عن الحضور ولم يتمكن أغلب القيادات من رؤيه المتهمين بوضوح داخل القفص حيث وقف قرابة خمسين فرد أمن إلى جوار بعضهم أمام الحاجز الحديدي ومن خلفهم وقف قرابة 150 مجند في زي مدني، الدستور الأصلي حاول معرفة أسباب هذه التشديدات الأمنية التي تبدو متعمدة لحجب رؤية  "مبارك" عن الحضور. وبسؤال أحد الضباط الموجودين أمام الحاجز الحديدي أجاب: "دي تعليمات، و أصلا القفص معمول بطريقة هندسية تتناسب مع ميل المدرجات عشان محدش يشوف مبارك"!!