ما سبب الاضطرابات النفسية عند الأطفال؟ ـ تصيب الاضطرابات النفسية كل الأعمار، والاضطرابات الأكثر انتشارا هي القلق النفسي، والاكتئاب النفسي، حيث يشعر الطفل بقلق خلال عامه الأول، عندما يكبر وينفصل عن والدته، ويعتبر هذا الأمر طبيعياً إذا كان ضمن حد معين، لكن إذا زاد عن الحد الطبيعي يجب مراجعة الطبيب، ويجب أن يوجد عند الإنسان شيء من القلق حتى يكون طبيعياً، فإذا لم يقلق يصبح إنساناً غير مبال فلا يعود يقلق على عمله، ولا بيته، ولا أولاده وهنا تصبح مشكلة حقيقية، أما الاكتئاب فكل إنسان معرض لأن يصاب باحباطات، ومشاكل، والمزاج معرض لأن يهبط ويرتفع فهو متقلب وهذا أيضاً إذا كان ضمن الإطار الطبيعي، وإن لم يخرج عن إطار الحدود الطبيعية فلا توجد أية مشكلة أما إذا خرجت وأصبحت هذه الاضطرابات تعطل الإنسان عن عمله، وعن علاقته، ودراسته نقول في وقتها انها أسباب مرضية، ومن الاضطرابات النفسية عند الأطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه، واضطراب التوحد، وصعوبة التعلم والنطق عند الأطفال، والاضطرابات التي تصيب الكبار قد تصيب الصغار لكن بنسبة أقل، أما عندما يبدأ الطفل قي النمو، يزداد لديه القلق، وترتفع نسبة الاكتئاب عنده في سن المراهقة وهذه السن صعبة لأنهم فئة خاصة، ولا نستطيع وضعهم مع الصغار أو الكبار وفي هذه السن يمر الأطفال بكثير من الأزمات نتيجة وقوع ضغوط من المجتمع عليهم، وتقلبهم وتكيفهم مع المجتمع المحيط به، وتنهال ممارسات السيطرة عليهم من قبل الأهل ويتعاملون مع الطفل على أساس أنه شخص كبير وواع لتصرفاته ومحاسبته عليها كاملة، وحين يتأخر قليلاً خارج المنزل يعاقب على تصرفه على أساس أنه طفل صغير، فهنا يقع الطفل في صراع واضطراب لأنه لا يعرف أين يضع نفسه مع الكبار أم الصغار؟ ما هو دور الأهل في هذه الحالات؟ ـ يجب على الأهل عمل المستحيل لإيجاد طريقة تفاهم بينهم وبين أطفالهم منذ البداية، وليس فقط مع بداية المراهقة، وأن يعملوا لهم مكانة وأهمية وذلك عن طريق أخذ مشورتهم، والتعامل معهم بطيبة واحترام، لأن هذه السن خطيرة ويبدأ فيها الطفل في أخذ أنواع المخدرات، ويوجد دراسة تقول إن نسبة 90% من الأطفال المراهقين في المدارس الأميركية يتعرضون لتجربة أخذ المواد المخدرة حتى ولو لمرة واحدة. هل توجد مراهقة شرسة؟ ـ لا توجد مراهقة شرسة، بل توجد مراهقة صعبة ونحن نخلق صعوبتها، وهذا يعود إلى شخصية المراهق، وطريقة تعامل الأهل والمجتمع معه. هل يوجد عالم خاص للمراهق يسعى إلى خلقه؟ ـ نعم، يسعى المراهق ليخلق عالمه الخاص مع أصدقائه، وآماله، وأفكاره، والأهل آخر شيء يفكر فيه المراهق ويسعى للاحتكاك معه، لذا يجب على الأهل خلق الجو المناسب والمتفاهم، حتى لا تزداد الفجوة بين الأبناء والأهل. من أكثر جرأة في التعبير عن حالته النفسية الرجل أم المرأة؟ ـ المرأة أكثر جرأة من الرجل في التعبير، وهذا يعود لتكوين المرأة العاطفي وإحساسها بالضعف هو الذي يدفعها للكلام أكثر من الرجل، والمرأة تأخذ وقتاً أقل للانفتاح والتعبير، لكن الرجال هم الأكثر دخولاً إلى المصحات النفسية، ويرجع ذلك للعادات والتقاليد الخاطئة، منها أن أهل المرأة يخافون من المجتمع وكلامه، وأن يؤثر دخولها إلى المصحة على مستقبلها، والرجل دائماً يخفي المرض منذ البداية ولا يبدأ في العلاج مبكراً لذا يضطر لدخول إلى المصحة. أما الدكتور ياسر متولى فيقول:«إن سبب الاضطرابات السلوكية عند الأطفال كثيرة، ومعظمها يرجع لأخطاء في التربية والتنشئة، فالطفل يحتاج أساساً للحب، والعطاء، والحنان بالإضافة لبعض الأمور التي يجب التنبه لها مثل: الأطفال الذين ليس لديهم خبرة في الحياة، وذلك يجعلهم أكثر انفعالا وتوتراً عند تعرضهم لتجربة جديدة، وأن الطفل ليس لديه قواعد أو قوانين ترشده إلى السلوك السليم، وما يحدد سلوكياته فقط قوى بدائية تتمثل في غرائزه ورغباته، وعندما يصطدم بالقوانين الطبيعية أو الوضعية يبدأ الحساب ومن ثم العقاب، وتبدأ الأوامر والنواهي التي تقيد الطفل وتشعره بالخوف عند قيامه بأي عمل، وأيضاً التدليل وحصوله على كل ما يريد يجعله أنانياً ويقوم الطفل أيضاً بالضغط للحصول على ما يريد مستعطفاً، أو متحايلاً، وبعد التحاقه بالمدرسة لا يجد فيها ذلك الدلال الذي تعود عليه في المنزل، فيحاول أن يلفت النظر إليه بجماله، أو ذكائه، وإذا لم يستطع يلجأ إلى شد انتباه المعلمين عن طريق الإهمال بالواجبات المدرسية، أو قذارته، أو مخالفته للأوامر، فيتعرض للعقاب والشدة من قبل المربي، لذا ينشأ خائفاً، وضعيفاً، أو مستبداً عاصياً، والمعاملة الاستبدادية تؤدي إلى جعل الطفل شخصية خاضعة مستسلمة، أو أن يتمرد على الأوامر ويعمل عكس ما يطلب منه تماماً،