الثالوث الوبائي ومسببات المرض

الناقل : فراولة الزملكاوية | الكاتب الأصلى : لمسات دافئه | المصدر : forum.te3p.com

الثالوث الوبائي ومسببات المرض





ما هو الثالوث الوبائي و ما هي مسببات المرض هذا ما سنعرفه اليوم من خلال موضوعنا
سنتحدث بإذن الله عن التاريخ الطبيعي للمرض و مستويات الوقاية
و أسسها العامة
كما سيكون لنا وقفة مع العوامل الممرض و بعض الأمثلة عنها
و ما هي العوامل التي تؤثر في مقاومة الجسم للمرض





 

التاريخ الطبيعي للمرض و مستويات الوقاية و أسسها العامة


 
يقسم التاريخ الطبيعي للمرض إلى مرحلتين أساسيتين:

 

الأولى :
تدعى فترة ما قبل الإمراضية و فيها يتم اللقاء و التفاعل بين العوامل المسببة و البيئة و العائل / الثالوث الوبائي/
فإذا كان التفاعل إيجابياً بدأت المرحلة الثانية

 

الثانية:
و هي المرحلة الإمراضية و تشتمل على عدة مراحل و هي بالترتيب الزمني كالآتي:
- مرحلة الحضانة
و فيها يتم التفاعل الامراضي دون أي عرض سريري ظاهر
- مرحلة المرض:
و فيها تبدو أعراض المرض المميزة
- مرحلة النقاهة:
و فيها تبدأ الأعراض بالتراجع " الشفاء السريري"
· بشكل عام تكون نتيجة المرض :
إما الشفاء التام أو المرض المزمن أو العجز أو الموت




 

مستويات الوقاية من المرض:
إن إمكانية التدخل الطبي و سبل الوقاية من المرض تنقسم إلى ثلاث مستويات و هي :

 

1- الوقاية الأولية :
و تعني اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع وقوع المرض سواء أكانت
أ‌- إجراءات عامة للرقي بالصحة و تعزيزها مثل
التثقيف الصحي
التغذية السليمة لكل مراحل تطور الحياة



 



 

الانتباه لتطور الشخصية البشرية
تأمين مسكن مناسب و ظروف عمل مقبولة
إجراء الفحوص الدورية الروتينية
ب‌- أو إجراءات وقائية خاصة مثل:
التلقيح ضد مرض معين
إجراءات وقائية ضد المخاطر المهنية
إجراءات وقائية ضد الحوادث
إجراءات وقائية ضد عوامل حساسية معينة



 



 

2- الوقاية الثانوية :
و يقصد بها التشخيص المبكر و العلاج الفعال لمنع حدوث المرض السريري
أو إذا تعذر ذلك فمنع تطور المرض إلى المراحل المتقدمة و للوقاية من مضاعفاته
تشمل هذه الإجراءات
- إجراء مسح طبي واسع و الكشف الباكر عن المرض
- إجراء فحوصات طبية مختارة للكشف عن الأمراض المتوطنة
- علاج كافي لإيقاف العملية المرضية و الوقاية من مضاعفاتها
مثال
حقنة الغلوبولين المناعي لمنع حدوث مرض الحصبة عند الأطفال في الأيام الأولى من مرحلة الحضانة
أو تطبيق علاج بالبنسيلين لمدة عشرة أيام في مرض التهاب البلعوم
بالمكور السبحي لمنع مضاعفة حدوث الحمى الرثوية



 



 

3- الوقاية الثالثية :
و تعني التأهيل بالنسبة للأفراد المصابين بالعجز
و تهدف إلى تعليم الفرد كيف يتعايش مع إصابته و تعليم المجتمع
كيف يستفيد من هذا الفرد بالشكل الأمثل
تتركز الإجراءات هنا على نتائج المرض بقصد منع الخلل في المجتمع مثل
- تزويد المشفى و المجتمع بوسائل إعادة التدريب و التأهيل
- التثقيف الصحي المناسب حول وسائل التأهيل
- تأمين أماكن خاصة للعلاج التأهيلي



 



 

في المرحلة الأولى ما قبل الإمراضية يكون مستوى الوقاية أولية
في المرحلة الثانية الإمراضية يكون مستوى الوقاية ثانوية و ثالثية

 

كما ذكرنا فالمرض يمر بمرحلتين
الأولى : تدعى فترة ما قبل الإمراضية و فيها يتم اللقاء و التفاعل بين العوامل المسببة و البيئة و العائل / الثالوث الوبائي/
فإذا كان التفاعل إيجابياً بدأت المرحلة الثانية
و هي المرحلة الإمراضية و إن فهم طبيعة هذا التفاعل و طبيعة مكوناته أمر ضروري لتحقيق مبدأ الوقاية الأولية
- لا بد من التأكيد على أن وجود مسبب ما لا يعني بالضرورة حدوث المرض
فإذا لم يتوفر لهذا المسبب أرض صالحة لاستقباله و نموه و شروط بيئية ملائمة لتحقيق
التماس بينه و بين مضيفه أو عائله لن يتمكن المسبب من إحداث العملية الإمراضية
/ فمثلاً : إن وجود جرثوم التيفية في مجتمع ما لا يعني بالضرورة إصابة جميع أفراد المجتمع بالحمى التيفية
فإذا كانت الظروف البيئية في هذا المجتمع لا تسمح بتحقيق التماس الضروري بين الجرثوم و العائل
و إذا كان العائل مقاوماً أو منيعاً ضد الغزو الجرثومي فإن مرض التيفية لن يحدث



 

أولاً : عوامل المرض Agents و تصنف إلى



 

أ‌- عوامل خارجية:
1- عوامل البئية الطبيعية ذات الأثر الضار على الصحة و السلامة
- عوامل حيوية : الأحياء الدقيقة و النباتات الضارة و الحيوانات المؤذية جسدياً
- عوامل كيميائية : مواد كيميائية موجودة بشكل طبيعي
- عوامل الطقس: الحرارة – البرودة
- عوامل إشعاعية : الاشعاع الطبيعي من الجو أو التربة

 

2- عوامل ناجمة عن العمل الانساني ضمن البيئة و سوء التأقلم:
و هي عوامل ناجمة عن العمل الانساني في مجال التقدم دون قصد منه مثل:
- الإشعاع المؤين و الغير مؤين و ما يحدثه من أذية وراثية
- المواد الكيميائية المصنعة و المستخدمة في الصناعة و الزراعة و الأدوية و ما تحدثه من تسممات
- عوامل فيزيائية مثل : الضجيج و الاهتزاز



 



 

- عوامل نالجمة عن السلوك الانساني الخاطئ مثل : الانتحار – الإدمان – القتل – عوامل الضغط الاجتماعي و الاقتصادي



 



 

ب‌- عوامل داخلية:
و هي مجموعة من العوامل: الوراثية و الهرمونية و الاستقلابية التي تتسبب بأمراض معينة معروفة
و لم يحدد لها بعد محرض خارجي معين
قد يلعب عامل مرضي واحد دوراً أساسياً في العملية الامراضية لمرض ما
و قد يشترك أكثر من عامل في العملية المرضية



 

ثانياً: البيئة Environment



 



 

هي مجموع الظروف و العوامل الخارجية التي تؤثر في حياة و تكوين الكائن الحي و سلوك الانسان و المجتمع
إن العوامل البيئية تلعب دوراً في تحديد معدل انتشار المرض و تؤثر سلباً أو إيجاباً في المضيف و عوامل المرض
إن الانسان في تفاعل مستمر مع بيئته التي تحيط به يؤثر فيها
و تؤثر فيه و ضمن هذه البيئة يتم التماس مع عوامل المرض و ظروفها
هي التي تحدد نوع التماس و كميته كما أنها تحدد مدى استجابة المضيف لهذا التماس
يمكن دراسة البيئة من الناحية الوبائية بتقسيمها إلى العناصر الرئيسية التالية:

 

1- البيئة الفيزيائية :
و تشمل العوامل الثلاثة الآتية
- العامل الجغرافي: و يعني تأثير الموقع الجغرافي لمنطقة ما في نوع الأمراض التي يمكن أن تشاهد فيها
حيث أن التوزع الجغرافي للمرض يساعدنا في البحث عن عوامل المرض و اكتشافها
و يحدد التوزيع الجغرافي لمرض ما وفقاً لثلاثة مستويات:
توزعه على مستوى العالم
توزعه على مستوى المنطقة
توزعه على مستوى القطر
- العامل الجيولوجي: إن التركيب الجيولوجي لمنطقة ما يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر
في معدلات حدوث و انتشار العديد من الأمراض فالتركيب الجيولوجي للتربة تحدد قدرة هذه المنطقة على إنتاج الأغذية
أو نوع الصناعات التي يمكن أن تقوم بها و بالتالي معدل انتشار سوء التغذية أو معدل حدوث أمراض مهنية معينة
فقد يؤدي نقص الأيودين إلى الدراق المستوطن
و قد يؤدي نقص الفلورين إلى تسوس الأسنان



 



 

- العامل المناخي: يقصد به درجة الحرارة و الرطوبة و حركة الرياح و معدل هطول الأمطار حيث أن التغيرات المناخية
لها تأثير مباشر على صحة الإنسان كما أن لها تأثير غير مباشر من خلال تأثيرها على سلوكه و عاداته
و مثال التأثير المباشر : ضربة الشمس – عضة الصقيع – الحوادث الناجمة عن السيول
أما التأثير غير المباشر : فالجو الحار أحد أمثلته حيث يساعد على انتشار الذباب و البعوض و بالتالي الأمراض

 

2- البيئة الحيوية:
و يقصد بها جميع الكائنات الحية التي تحيط بالانسان و يشمل ذلك
جميع أنواع الحيوانات و النباتات في المنطقة التي يعيش فيها الإنسان
إن العوامل الحية الممرضة تعتبر من ضمن البيئة الحيوية
و وجودها ضروري لحدوث الأمراض الانتانية
كما أن هناك عدد من الأمراض الانتانية تنتقل عن طريق وسائط حية
و وجود هذه الوسائط الحية ضروري لحدوث هذه الأمراض
فمرض الملاريا مثلاً لا ينتقل إلا بوجود بعوضة الأنوفلين
لبعض الأمراض الانتانية مضيف حيواني أو أكثر
و تواجد هذا المضيف الحيواني ضروري لانتشار المرض الانتاني و استيطانه في منطقة ما



 

3- البيئة الاجتماعية و الاقتصادية :

 



 

تلعب عوامل عدة في هذه البيئة دوراً أساسياً في معدل حدوث و انتشار المرض و هذه العوامل هي :
التركيب العمري للسكان
توزيع السكان بالنسبة للجنس
العامل المهني
عادات المجتمع و تقاليده
مستوى التعلم و الثقافة
مستوى الدخل

 

هناك عدة عوامل تؤثر في مقاومة الجسم للمرض
- الخلل الميكانيكي أو الوظيفي في خطوط الجسم الدفاعية
مثل الجروح في الجلد
او تثبيط حركة الأهداب التنفسية بالنسبة للمدخنين
- التغذية و مقاومة الجسم
للتغذية أثر كبير و مباشر على الجهاز المناعي و لقد لوحظ الارتباط بين سوء التغذية
و زيادة استعداد الجسم للمرض الانتاني
كما أن سوء التغذية يؤثر على الجراثيم المتعايشة مع الإنسان و تسبب ضعف مقاومة الجسم
- وجود أمراض في الجسم
إن الإصابة بالعديد من الأمراض الجهازية و خاصة في مراحلها الأخيرة
تؤدي إلى إضعاف مقاومة الجسم للعوامل المرضية
كالإصابة بالداء السكري الذي يؤدي إلى نقص في عملية اندفاع الكريات البيض
نحو مكان المجابهة مع العامل المرضي
أو الإصابة بسرطان الدم الذي يجعل الجسم أكثر استعداداً للإصابة بالمرض الإنتاني
- العوامل المثبطة للمناعة
و هذه العوامل تؤثر على المناعة النوعية للجسم
مثل : الإشعاعات المؤينة و الكورتيزونات حيث تؤدي إلى تدمير و تلف و الحد من فعالية الخلايا اللمفاوية
مضادات انقسام الخلايا: الميتوتركسات و تؤدي إلى تثبيط عملية التفاعل الحيوي على مستوى DNA كما تؤدي إلى تثبيط عملية الاستجابة المناعية للجسم ضد العامل المرضي
- أمراض نقص المناعة الوراثية و المكتسبة حيث تؤدي إلى التأثير بشكل مباشر على مقاومة الجسم للعوامل المرضية




 

لكم حبي




لمسات دافئه