قالت صحيفة «الشرق الأوسط» أنها علمت من مصادر مطلعة في طرابلس، أن القذافي أرسل كتائبه لجمع وزرائه في أتوبيس «باص» للاختفاء معه بعد دخول الثوار لمجمع باب العزيزية ومن يرفض الانصياع لتعليماته يقوم بإطلاق الرصاص عليه، لكن عددا كبيرا تمكن من الهرب والانضمام للثورة. وكان وزير الصحة والداخلية السابق، ورئيس القلم السياسي، محمد حجازي قد أبلغ «الشرق الأوسط» أنه أعلن انضمامه إلى الثورة، لكنه تأخر في الإعلان عن ذلك خشية على أهله وأبنائه من كتائب القذافي. ونظرا لقلة عددهم وصعوبة مواجهة الثوار، ابتكرت قوات القذافي حيلة جديدة، حين قام عناصرها بارتداء ملابس الثوار وقبعاتهم ورفعوا أعلام الثورة على سياراتهم، في محاولة منهم لتضليل المواطنين وتفتيت صفوف الثوار، قبل أن يطلقوا النار على الثوار، الذين تنبهوا لذلك مؤخرا وأطلقوا التحذيرات فيما بينهم.
واتصل أحد الثوار بقناة «ليبيا أولا» ووجه تحذيرا للشعب الليبي، ذكر فيه أنواع وأرقام السيارات التي تصطحبها قوات اللجان الثورية. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إنه تم نشر تحذيرات بين صفوف الثوار عن هذه العناصر التي وصفوها بـ«بقايا النظام»، واعتبروا محاولاتهم بأنها بلا فائدة. كما قام عدد من الشباب الليبي بتوجيه التحذيرات عبر مواقع التواصل على الإنترنت، حيث قاموا بكتابة أنواع هذه السيارات، والتي وصلت تقريبا لـ12 سيارة، وأرقام اللوحات المعدنية. وقال خير الله محمود، عضو لجنة الأزمات بالمجلس الانتقالي الوطني، إن القيادات الميدانية بطرابلس وجهت تحذيرات للجان الشعبية التي تقوم بتأمين الناس والممتلكات العامة حتى لا يتم خداعهم، موضحا أن هذه المجموعات من قبيلة ورفله، واشتهروا بتهريب المخدرات والسلاح ولم يعترفوا بالمجلس الانتقالي الوطني الليبي حتى الآن خوفا على مصالحهم. وقال محمود لـ«الشرق الأوسط» إنه تم القبض على بعض هذه العناصر، مشيرا إلى أن القوات التابعة للقذافي لم تتمكن من إحداث قلق بالمعنى الملموس لكنها مجرد محاولة، نافيا أن يكون لهذه اللجان الثورية وجود في مناطق أخرى من أراضي ليبيا غير طرابلس. وكشف محمود عن قيام فلول عناصر القذافي في سرت بالتفاوض معهم لتسليم أنفسهم، بعد أن أدركوا أنهم صاروا لا يمثلون قوة تمكنهم من الصمود أمام طوفان الثورة. من جهته، قال الحسن بوخريص أحد شباب الثوار في ليبيا، إن سيناريو محاولات القذافي تكرر من قبل في مدينة بنغازي مقر المجلس الانتقالي في بداية الثورة، مؤكدا مشاهدته للعديد من السيارات نصف النقل التي كانت ترفع علم الاستقلال عليها، ثم تطلق النار على الثوار.