متحف القطارات او سكة حديد مصر بميدان رمسيس تم إنشاءه في عام 1933 في عهد محمد علي ويضم أنواع كثيرة للقطارات والعربات الكثيرة التي كانت تستخدم في عهد محمد علي . وتحكى معروضات المتحف التى تزيد عن 800 نموذج تاريخ وتطور السكة الحديد كأهم وسيلة نقل فى مصر والعالم.. وللعلم فان هيئة سكة حديد مصر هي ثاني هيئة للسكك الحديدية في العالم بعد البريطانية وتحتفظ بسجل وافر من المجسمات والآثار التى تمثل ذاكرة الشعب وتاريخ الأمة على امتداد مائة وخمسين عاما كما ويحتوى على نماذج للقاطرات التى كانت تعمل بالفحم ثم بالبخار ثم الديزل إلى القطارات التي تعمل بنظام الجر الكهربائي حاليا مثل مترو الأنفاق .ويتميز بأنه يحتفظ بنموذج لأول قاطرة دخلت مصر تعمل بالديزل في عام 1855 ولذلك يعد المتحف من اشهر المزارات السياحية بمصر.. فرفش زار المتحف والتقى بمدير وامناء المتحف..
مليون نسمة يركبون يوميًّا الآن خطوط السكك الحديدية بمصر.. ولكن ربما لا يعرف البعض قصة سكك حديد مصر مع الخلافة العثمانية!! فالخط ثاني أقدم سكة حديد في العالم بعد خط السكك الحديدية الذي يربط بين مدينتي مانشستر وليفربول في إنجلترا، والذي تم إنشاؤه عام 1830.
وتضيف جكمت ابراهيم مدير المتحف انه مؤخرا احتفلت مصر بمرور 150 عاما على إنشاء أول خط سكة حديد خارج أوروبا، وهو ما يربط بين مدينتي الإسكندرية والقاهرة، والذي تم إنشاؤه عام 1851، حينما كانت مصر إحدى دول الخلافة الإسلامية التي اهتمت بتعبيد الطرق في دولها، وبين بعضها البعض، وذلك بهدف ربطها ببعضها البعض، وسهولة التنقل، والأخذ بكل جديد آنذاك، وقد أنشأت بعد سنوات خط سكك حديد ربط بين تركيا /ودول الشام/ وبغداد/ والحجاز.وقد وقّع الخديوي عباس الأول عام 1851 مع البريطانى "روبرت ستيفنسن" - نجل جورج ستيفنسن مخترع القاطرة الحديدية - عقدًّا بقيمة 56 ألف جنيه إنجليزي لإنشاء خط حديدي يربط بين العاصمة المصرية والإسكندرية بطول 209 كيلومترات.ونص العقد على دفع المبلغ على أقساط، قيمة كل قسط 8 آلاف جنيه إنجليزي، وأن يتم التنفيذ في غضون ثلاث سنوات بشرط أن توفر مصر العمال والأطباء والأدوية والخيام للمشروع.
وكان "محمد علي" مؤسس مصر الحديثة هو أول من فكّر في إنشاء السكك الحديدية، وكان ذلك باقتراح من الإنجليز الذين حاولوا بناء علاقات جيدة مع مصر منذ لفتت الحملة الفرنسية عام 1798 أنظارهم إلى أهمية موقع مصر وتأثير هذا الموقع على إمبراطوريتهم في الهند إذا ما وقع تحت تأثير فرنسا، وكان المصريون قد طردوا الحملة الفرنسية عام 1801، وحاولت إنجلترا احتلال مصر فيما عُرف بحملة "فريزر" عام 1807، فتقرب الإنجليز كثيرا من "محمد علي" حاكم مصر تحت ظل الخلافة العثمانية، فاقترحوا عليه عام 1834 فكرة إنشاء سكك حديدية بمصر.. ولم يتم لاعتبارات الصراع بين فرنسا وإنجلترا.
وترجع قصة سكك حديد مصر كما ترويها حكمت ابراهيم مدير متحف الهيئة القومية لسكك حديد مصر قائلا: "إن إنجلترا عرضت على "محمد علي" إنشاء خط بين السويس والقاهرة، ووصلت إلى مصر بالفعل كميات من القضبان إلا أن فرنسا التي كانت تسعى لتنفيذ مشروع قناة السويس، أقنعت والي مصر بأن بريطانيا تهدف من وراء عرضها أن تفصل الدولة المصرية عن العالم الإسلامي؛ فتراجع عن الفكرة.ويقول حكمت ابراهيم : إن عام 1854 شهد تسيير أول قاطرة على الخط الحديدى فى مصر بين الإسكندرية ومدينة كفر الزيات فى منطقة الدلتا، وأشار إلى أن عربات القطار كانت تعبر مياه النيل فى المدن المختلفة بواسطة المعديات قبل إنشاء الجسور الحديدية على المجرى المائي.وأضاف "كان القطار يقف عندما يصل إلى فرع النيل، وينزل الركاب ليعبروا فى معديات وينتظرون لمدة ساعة أو ساعتين بالمدينة يتناولون خلالها الطعام والشراب، ثم يركبون القطار بعد عبوره أيضا على المعديات".وقالت مدير متحف السكك الحديدية: "إن الخط الحديدي بين القاهرة والإسكندرية اكتمل عام 1856، وبعد عامين تم افتتاح خط بين العاصمة المصرية والسويس، ثم بدأ إنشاء خط القاهرة بورسعيد بعد عامين آخرين، ولم يشرع في إنشاء خط حديدي في صعيد مصر إلا في عام 1867.
وتشير حكمت ابراهيم أنه تم إنشاء متحف الهيئة القومية لسكك حديد مصر فى عهد الملك فؤاد الأول عام 1933، ويقع بجوار محطة مصر، أو باب الحديد، والتي تغير اسمها بعد نقل تمثال رمسيس إليها إلى محطة رمسيس بالقاهرة، وبداخل هذا المتحف بانوراما شاملة عن السكك الحديدية من خلال المئات من المقتنيات الأصلية والوثائق والنماذج والصور.
ويضم المتحف الذي يتكون من طابقين اكثر من 800 نموذج وماكيت منها قطار الخديوي سعيد الذي أهدته له فرنسا عام 1862، وهو عبارة عن قاطرة وصالون فخم ملحق به، وظل حكام مصر المتتابعون يستعملونه فى التنقل بين مصيفي المنتزه ورأس التين بالإسكندرية حتى عام 1898، ويقول مدير المتحف عن هذه القاطرة: "إنها سليمة تماما ويمكن تسييرها الآن، ولكنها تحتاج إلى الفحم!!.
وتضيف حمكت ابراهيم مدير المتحف ان المتحف يضم نماذج لاول قطارات تم تسيرها فى التاريخ وينقلك الى عالم من الاساطير والطريف ان عدد كبير من الفنانين استعانوا بمعروضات المتحف لتصوير بعض مشاهد افلامهم السينمائية ومنها عماد حمدى وشادية ومحمد فوزى ورياض القصبجى
وتقول نادية فاروق محمد امينة المتحف انه يحتوي الطابق الثاني على نموذج للقطار الخديوي الذي صنع في نهاية الخمسينيات من القرن التاسع عشر، وظل يستخدم حتى عام 1929، ويتكون القطار من ست عربات تم صنعها في دول مختلفة وتبدأ بعربة ضباط الحراسة خلف القاطرة مباشرة تليها عربة الأميرات ثم عربة الخديوي التي بُنيت في الولايات المتحدة عام 1858، وتحتوي على مقصورة لتحية الجماهير وعربتين للعائلة المالكة ثم عربة الوزراء. ولعبة فرغلى باشا وهى قطارات لعبة اشتراها خصيصا ليلعب بها هو واحفادة وابنائة
يضم المتحف صورا نادرة لرجال يقفون على شريط القطار، ويقومون بتوجيه حركة القطارات باستخدام الأيدي والأعلام، وذلك قبل أن تُعرف وسائل التحكم الميكانيكية والكهربائية.
واخيرا تقول ناهد سيد محمود الخطيب انه يضم الطابق الثاني أيضا نماذج لمحطات مصرية عتيقة، وجسورا وتذاكر ترجع إلى بدايات القرن الماضي كانت قيمتها تقل عن نصف المليم الذي يساوي واحدا من ألف من الجنيه المصري. كما يضم اول اله لطبع التذاكر فى مصر كما توجد بالمتحف ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية كانت تمنح للوجهاء، وتسمح الذهبية منها لحاملها بركوب الدرجة الأولى في القطار مجانا، وباصطحاب خادم يركب في الدرجة الثالثة، بالإضافة إلى مقدار معقول من المتاع.
واخيرا تدعو مدير المتحف كل السائحين لزيارته وتؤكد ان كل المعلومات المكتوبة عن المتحف موجودة فى كتاب مطبوع عن المتحف وتباع النسخة منه باسعار زهيدة وتنبة الى ان العطلة الاسبوعية يوم الاثنين من كل اسبوع.