في قصة حب من طرف واحد، وداخل قفص ذهبي بلا شريك، تزوج فنان فرنسي رسميا السبت 26-7-2008 من راقصة باليه توفيت قبل أربع سنوات وعمرها 52 عاما، وذلك في قرية بجنوب فرنسا يبلغ عدد سكانها 75 نسمة. والزوج هو الرسام النحات جان لويس رونزييه، الذي استطاع أن يستصدر من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مرسوما بإتمام الزيجة الفريدة، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
ووقع على المرسوم أيضا رئيس الوزراء فرانسوا فيون، ووزيرة العدل الفرنسية المغربية الأصل رشيدة داتي، الأمر الذي أتاح لرونزييه بالاتفاق مع قاضي الشؤون الاجتماعية عقد قرانه على صديقته الميتة في حفل" حضره 50 شخصا من أصدقاء وأقرباء العائلتين.
وقبل حفل الزواج بقليل تحدث رونزييه، البالغ من العمر 68 سنة، عن صديقته أمام الحضور، فقال: "وعدتها بالزواج وأريد أن أفي بوعدي.. عشرون عاما من الحياة المشتركة قضيناها معا، وهو ما لا يمكن نسيانه، وأنا ما زلت أحدثها وأخبرها بتفاصيل ما يحدث معي في حياتي اليومية".
وروى الرسام أنه تكبد المشقات ليحقق حلمه، حيث قدم أول طلب بهذا الخصوص الى الرئيس الفرنسي السابق، جاك شيراك، ولم يحصل على موافقة، ثم جدد الطلب في مايو/ أيار العام الماضي فحصل من الرئيس ساركوزي على مرسوم جمهوري خاص قبل 3 أشهر يتيحه القانون الفرنسي "متى كان السبب قويا، ومعززا بدليل يثبت بأن الشريك المتوفى كان قد تقدم بطلب زواج رسمي من شريكه " بحسب ما تنص عليه احدى مواد قانون الأحوال الشخصية المدني الفرنسي.
وكان الرسام قد تعرف الى صديقته راقصة الباليه، مارتين كازناف، في منتصف ثمانينات القرن الماضي ونشأت بينهما صداقة قوية تطورت الى حب وحياة مشتركة فأقاما في بيت واحد، الى أن تواعدا على الزواج الرسمي في منتصف 2004 بعد أن قررا التقاعد، الا أن كازناف أصيبت بمرض عضال لم يمهلها لأن تعيش ولو حتى إلى يوم الزواج المقرر في ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام، فتوفيت قبل الموعد بشهرين تقريبا، وكان ما حدث صدمة كبيرة للرسام الذي عرف بأن القانون الفرنسي يتيح له الزواج منها، ولو كانت ميتة.
وهذا الزواج من شريك ميت هو الثاني في التاريخ الفرنسي، ففي آخر شهر من العام 1959 انهار سد في بلدة بالجنوب الفرنسي، وحدث طوفان جارف ذهب ضحيته 423 شخصا، ومن بينهم شاب كانت خطيبته حاملا منه في شهرها الثالث، وكان قد حدد معها موعدا للزواج عبر طلب رسمي تقدما به معا من قاض في البلدة قبل شهر من الطوفان، ثم سعت الخطيبة للحصول على وثيقة زواج من خطيبها المتوف، ولم تحقق حلمها الا بعد مرسوم جمهوري خاص من الرئيس الفرنسي آنذاك، الجنرال شارل ديغول، وبعد "حفل" الزواج بدقائق قليلة حصلت على الوثيقة موقعة رسميا من الجهات المختصة وفي أسفلها حاشية صنفتها كأرملة، العربية.