كتبت نهى محمود
فى الوقت الذى تتزايد فيه أعداد المصابين بسوء التغذية من الأطفال والأمهات فى جنوب الصومال، أطلقت جمعية الهلال الأحمر الصومالى، بمساعدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أربعة برامج جديدة للتغذية العلاجية للمرضى الخارجيين فى المستوصفات فى منطقتى "جدو" و"بكول" المتضررتين من الجفاف. وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر الصومالى أحمد محمد حسن فى بيان أرسلت إلى "اليوم السابع" نسخة منه: "إن 20 % تقريباً من الصوماليين يعانون من سوء التغذية الحاد، وهذا أمر مقلق للغاية، ولابدّ من توسيع رقعة الخدمات الطبية فى جميع أرجاء البلاد من أجل إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن خمس سنوات وأكبر عدد ممكن من النساء المرضعات من سوء التغذية". وتغطى مراكز التغذية التابعة للهلال الأحمر الصومالى الآن بعد الشروع فى تنفيذ البرامج الأربعة الجديدة جميع أرجاء البلاد، بما فيها جميع المناطق الأكثر تضرراً من سوء التغذية. وسيجرى قريباً الشروع فى تنفيذ ستة برامج إضافية للتغذية العلاجية للمرضى الخارجين فى بلدة "أفغوى" الواقعة فى منطقة "بنادير" من أجل تعزيز الخدمات المقدمة هناك. أما فى المناطق النائية فيتولى 13 فريقاً متنقلاً من الأخصائيين فى الصحة والتغذية معالجة المرضى الذين لا يستطيعون الوصول إلى مرفق صحي. وسينتفع ما يقارب 49 ألف طفل من المصابين بسوء التغذية وما يقرب من 24 ألف امرأة من النساء المرضعات والحوامل ببرنامج تغذية جديد مكمّل للتغذية العلاجية المنتظمة. وقد تضاعف عدد من أُدخلوا إلى مراكز التغذية العلاجية التابعة للهلال الأحمر الصومالى خلال الفترة الممتدة من شهر مارس إلى شهر يوليو. وتمّ توظيف المزيد من العاملين لاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة من المرضى. وجددت اللجنة الدولية المبانى الخاصة بالمستوصفات، وتعهدت بمواصلة تقديم المساعدة على شكل إمدادات منتظمة بالمعدات الطبية والمواد الغذائية للأطفال المصابين بسوء التغذية وللنساء الحوامل والمرضعات، بالإضافة إلى تدريب الموظفين. وساعدت اللجنة الدولية أيضاً على تشكيل الفرق الطبية المتنقلة التى تعالج المرضى فى الأماكن النائية. ويعصف الجفاف الشديد بالصومال منذ شهر أكتوبر من العام الماضى 2010، الأمر الذى أدى إلى آثار وخيمة على السكان الذين كان قد أنهكهم النزاع المسلح الدائر هناك منذ عقدين من الزمان. وتقدّم اللجنة الدولية مساعدة طويلة الأجل إلى 39 مستوصفاً يديرها الهلال الأحمر الصومالى، وتوفر غالبية هذه المستوصفات التغذية العلاجية للمرضى الخارجيين، إضافة إلى ذلك، تساعد اللجنة الدولية الناس على إنتاج ما يحتاجون إليه من المواد الغذائية عن طريق تزويدهم بالبذور والأدوات الزراعية وتوفير التدريب اللازم لهم، ووزعت المنظمة، منذ التدهور الحاد فى الوضع الإنسانى فى شهر يونيو، حصص من المواد الغذائية على 162 ألف شخص فى مختلف أرجاء جنوب الصومال ووسطه.