اكتشف فريق آثار تابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث مؤخراً بقايا هياكل عظمية لجمال متوحشة تعود إلى ما يزيد على 6000 سنة، وقال المدير العام للهيئة، محمد خلف المزروعي، إن العظام التي تم اكتشافها في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي، تعود لحوالي 40 جملاً.
واعتبر الموقع الذي عثر فيه على البقايا، مثيراً من الناحية التاريخية والأثرية نظراً للعدد الكبير من الهياكل العظمية للجمال التي أكتشفت، وأفادت التحليلات الأولية للعظام أنها تعود لجمال كبيرة الحجم مقارنة بالجمل الحديث، وأن هناك نوعين من الجمال، تعود بقايا بعضها إلى جمال بالغة مكتملة النمو وحجمها يوازي حجم عظام الجمال التي تم العثور عليها في وقت سابق في أم النار، والتي تعود للعصر البرونزي.
كما كشفت أن البعض الآخر من الهياكل العظمية التي تم العثور عليها تعود لجمال أكبر حجماً من تلك، وقال مارك بيتش، مدير الطبيعة الثقافية في دائرة البيئة التاريخية بالهيئة: "إن عظام الجمال المكتشفة في منطقة بينونة، بالمنطقة الغربية لإمارة أبوظبي، تمثل البقايا الأكبر حجماً لعظام جمال برية يتم اكتشافها في الجزيرة العربية."
وأوضح بيتش أن اكتشاف هذا العدد الكبير من بقايا الجمال العظمية يمثل فرصة كبيرة لدراسة تاريخ الجمل في شبه الجزيرة العربية، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية، ويذكر أنه يعتقد أنه تم تدجين الجمال لأول مرة إبان العصر البرونزي، أي قبل نحو أربعة آلاف عام.
وكان فريق من الباحثين السويسريين والسوريين قد عثر في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2006، على بقايا جمل عملاق أطلقوا عليه اسم "الجمل السوري"وكشف الفريق أن ارتفاع الجمل السوري يتراوح بين ثلاثة وأربعة ياردات، وهو بذلك يبلغ حجمه ضعفي حجم الجمل الحالي، ويوازي حجم العديد من الفيلة الإفريقية.
وقال جان ماري لي تنسورر، الذي يقود فريق البحث، "إن الجمل من فصيلة الجمل العربي، وحيد السنام، ولكنه كبير جداً وطويل جداً"، وقال إن الجمل العادي ظهر في منطقة الشرق الأوسط قبل نحو 6 أو 7 آلاف عام، وبالتالي فإن الجمل العملاق يمثل النموذج البري له، وهو "قديم جداً جداً." (عن الCNN)