كتب محمد الحناوى ووكالات
أعلن المتحدث العسكرى باسم الثوار الليبيين من بنغازى أن الثوار سيطروا مساء الثلاثاء على مقر إقامة معمر القذافى بكامله، ولم يجدوا أثرا للزعيم الليبى ذي المصير المجهول أو أبنائه فى باب العزيزية، موجهين ضربة قاصمة إلى النظام الليبى المتهاوى، مؤكدا أن رجاله "حسموا المعركة" فى العاصمة الليبية بعد سيطرتهم على مقر القذافى وباب العزيزية بالكامل. وقال عبد الحكيم بلحاج عبر قناة الجزيرة الفضائية من باب العزيزية بعد سقوط المجمع فى أيدى الثوار: "المعركة العسكرية قد حسمت، استطعنا أن نهدم الأسوار وفروا أمامنا فرار الجرذان.. بضربات الثوار تهاوت كل التحصينات التى تعامل معها الثوار بكل دقة.. ألقينا القبض على العديد من الأسرى". ومن جانبه أكد الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى فى بيان للرئاسة الفرنسية أن الولايات المتحدة وفرنسا "ستواصلان جهدهما العسكرى حتى يستسلم "القذافى ومعسكره" فى ليبيا، وذلك إثر اتصال هاتفى بالرئيس الأمريكى باراك أوباما. وأضاف البيان أن الرئيسين أشادا بالتقدم الحاسم الذى أنجز خلال الأيام الأخيرة من جانب الثوار، معتبراً أن نهاية نظام القذافى باتت قريبة وأن الجانبين الفرنسى والأمريكى توافقا على مواصلة جهدهما العسكرى دعما للسلطات الليبية الشرعية ورغبتهما فى جمع المجتمع الدولى دعما للشعب الليبى لمساعدته فى القيام بعملية انتقالية سياسية فى روح من المصالحة والوحدة الوطنية، يكون هدفها بناء ليبيا جديدة وديمقراطية وتعددية. وقال البيت الأبيض فى بيان إن الرئيسين دعوا المجلس الوطنى الانتقالى إلى "احترام حقوق الشعب الليبي، عبر تفادى سقوط الضحايا المدنيين وحماية مؤسسات الدولة الليبية، ومواصلة عملية انتقالية نحو الديمقراطية تكون عادلة وتشمل الشعب الليبى برمته". وفى السياق نفسه أعلن محمود جبريل، نائب رئيس المجلس الوطنى الانتقالى الليبى فى الدوحة، أن المرحلة الانتقالية "تبدأ فورا" لبناء "ليبيا الجديدة" بعد سيطرة الثوار على المقر العام لمعمر القذافى فى طرابلس قائلا: "الانتقال يبدأ على الفور. نحن نبنى الآن ليبيا جديدة، مع كل الليبيين باعتبارهم إخوة فى أمة موحدة ومدنية وديمقراطية". وأضاف جبريل "ستجرى أول انتخابات دستورية، ولكن بانتظار ذلك، ندعوكم لأن تثبتوا أنكم أهل لهذه الثورة وأن تبنوا بلدا جديدا" مشيرًا إلى الوثيقة الدستورية التى تبناها المجلس الوطنى الانتقالى الليبي، الهيئة السياسية للثوار الليبيين فى مقره فى بنغازى، منتصف أغسطس والتى تنص على تسليم السلطة إلى مجلس منتخب خلال مهلة لا تتجاوز ثمانية أشهر وتبنى دستورا جديدا، بعد سقوط نظام القذافى. وتضمنت الوثيقة أن المجلس الانتقالى أعلى سلطة فى الدولة والممثل الشرعى والوحيد للشعب الليبى، ويستمد شرعيته من ثورة 17 فبراير"، مؤكدا أنه سينتقل من بنغازى إلى العاصمة طرابلس بعد إعلان التحرير، موضحًا أنه بعد الانتقال إلى طرابلس، سيعين المجلس الانتقالى فى مهلة ثلاثين يوما كحد أقصى مكتبا تنفيذيا مؤقتا، أو حكومة انتقالية مكلفة بتصريف شئون البلاد، وستكلف الحكومة بتنظيم انتخابات لاختيار "مجلس وطني" فى مهلة أقصاها 240 يومًا، اعتبارا من تاريخ سقوط النظام. وسيكون المجلس برلمانا انتقاليا يضم مائتى عضو، وسينسحب المجلس الانتقالى من السلطة فور تولى المجلس الوطنى مهامه يلى ذلك انتخاب رئيس للحكومة من قبل المجلس الوطنى خلال مهلة ثلاثين يوما، على أن يعرض تشكيلة حكومته للحصول على ثقة البرلمان. كما سيشكل "لجنة مهمتها صياغة الدستور الجديد" خلال مهلة ستين يوما. وبعد دراسته وتبنيه من قبل المجلس الوطنى المنتخب سيعرض فى استفتاء خلال مهلة ثلاثين يوما، ويتم تبنيه بأغلبية الثلثين، وفى الأيام الثلاثين التى تلى دورته الأولى، ستكون مهمة المجلس الوطنى وضع قانون انتخابى جديد تمهيدا لتنظيم انتخابات عامة خلال 180 يوما وستكلف الحكومة بتنظيم هذه الانتخابات "بشفافية وديمقراطية". وستشرف الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى على العملية ويفترض أن يقر المجلس الوطنى نتائج هذه الانتخابات خلال ثلاثين يوما مع دعوة البرلمان المنتخب الجديد إلى الانعقاد فى الشهر التالى، ما ينهى رسميا المرحلة الانتقالية. وأشار جبريل إلى أن اجتماعا دوليا سيعقد الأربعاء فى العاصمة القطرية بمشاركة كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وتركيا وقطر والإمارات العربية المتحدة، بهدف جمع مساعدة إنسانية عاجلة بقيمة 2,5 مليار دولار للشعب الليبى. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت الثلاثاء أن واشنطن تعمل على صرف ما بين "مليار ونصف المليار دولار" خلال الأيام المقبلة من الأموال الليبية المجمدة للمجلس الوطنى الانتقالى الممثل للثوار الليبيين، فى إشارة إلى أن الأموال ستدفع للمجلس الوطنى الانتقالى بهدف تلبية الاحتياجات الإنسانية والمساعدة على تشكيل حكومة مستقرة وآمنة موضحة أن المبلغ يمثل أقل من أموال نظام القذافى المجمدة فى الولايات المتحدة، والتى تبلغ قيمتها نحو 37 مليار دولار من الممتلكات والموجودات الليبية.