أكد أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة أن مصر قادرة على حماية حدودها وتأمين أرض سيناء تأمينا كاملا. وأن أرض مصر ستظل حرة وآمنه برغم أنف الذين يحاولون جاهدين في الآونة الأخيرة النيل من عزم ابناء شعب مصر العظيم ، مؤكدين أن بدو سيناء ملتحمين مع قواتهم المسلحة من أجل الزود عن كل حبة رمل في أرض سيناء. جاء ذلك خلال المؤتمر الشعبى الموسع الذى عقدته القوات المسلحة ظهر أمس مع أهالى محافظة جنوب سيناء بمقر محافظة جنوب سيناء بمدينة الطور، لبحث تداعيات الأحداث التى نشبت على الحدود المصرية الإسرائيلية خلال الأيام الماضية، كما أجاب المؤتمر عن كل ما يدور فى الأذهان من تساؤلات بعد تلك الأحداث ، و خصوصابعد ما أدانت مصر الحادث الذي أدى إلى استشهاد عدد من أبنائها وإصابة آخرين، ومطالبة إسرائيل بتقديم اعتذار رسمي عن هذا الحادث. كما طالب أعضاء المجلس العسكرى بضرورة تكاتف جهود كل أبناء الشعب المصرى من شباب وشيوخ وسياسيين وكتاب وإعلاميين من أجل الحفاظ على كل شبر فى أرض سيناء والانتباه للمخاطر التي تهدد الأمن القومي المصري فى سيناء، لأن هذه مسئولية كل المؤسسات والأجهزة فى مصر.
حضر المؤتمر اللواء أركان حرب عادل عمارة عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة واللواء أركان حرب صدقي صبحي قائد الجيش الثالث الميدانى واللواء أركان حرب أحمد يوسف عبد النبى قائد قوات حرس الحدود واللواء أركان حرب طاهر عبد الله رئيس الهيئة الهندسية واللواء أركان حرب كمال عامر قائد الجيش الثالث الميداني الاسبق واللواء محمود يسري الديب مساعد وزير الداخلية وعدد من شيوخ القبائل وعواقل البدو وممثلي شركات السياحة والبترول والمستثمرين ورجال الدين الاسلامي والمسيحي وعدد من شباب بدو سيناء . بدأ المؤتمر بكلمة اللواء أركان حرب عادل عمارة عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، والتى قدم فيها خالص عزائه نيابة عن المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة لأسر الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فى الأحداث الأخيرة التى شهدتها محافظة شمال سيناء، وشباب الثورة داعيا الحاضرين للوقوف دقيقة حدادا علي ارواح هؤلاء الشهداء. وقال إن سيناء هى أرض الفيروز، وإن هذه البقعة الغالية من أرض مصر تحتل مكانة غالية فى قلوب المصريين، فهي بوابة مصر الشرقية ومهد الأديان ومسرح العمليات الحربية التي رفعت هامة مصر أمام العالم علي مر التاريخ . وأضاف أن أهمية هذا اللقاء جاءت من أجل التواصل معكم دائما ومن أجل الحفاظ على أمن مصر القومى وخصوصا بعد نصر حرب أكتوبر 1973. ثم تساءل كيف يكون هناك استقرار وأمن تحت العنف؟ لهذا علينا أن نتكاتف جمعياً من أجل عودة الاستقرار والأمن لسيناء وهذا يتطلب تكاتف قوات الشرطة المدنية وقوات الجيش مع المواطنين من أجل التنمية والانطلاق نحو الازدهار وتوفير كل متطلبات الحياة الكريمة للمواطن السيناوى. وأكد اللواء عادل عمارة أن هذه المرحلة هى أدق مرحلة يمر بها شعب مصر، فبعد أن ضحت بآلاف الشهداء من أجل استعادة هذه البقعة الطاهرة إلى مصر، فأن أمن مصر القومى مسئولينا جمعيا ولنا نسمح بالاستخفاف به مهما حدث. وأضاف اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء أن رمال سيناء ارتوت من دماء أبطال مصر من بدو سيناء ورجال الوادي فأنبتت حضارة وتنمية ليعيش الجميع حلم السلام والتنمية والعمران، وأكد دور شيوخ البدو وعواقلهم فيما يقدمونه من تأمين الدروب والمسالك الجبلية في الظروف الراهنة ، مؤكدا أن مطالب جميع اهالي وعشائر بدو سيناء تم رفعها إلى قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الوزراء لتحقيق المطالب القانونيه منها لشعب سيناء. كما قدم اللواء خالد فودة الشكر للمشير طنطاوي والمجلس الأعلي للقوات المسلحة على إدارتهم البلاد باقتدار خلال الفترة الماضية والتي كانت خلالها القوات المسلحة درعا للأمن والأمان لشعب مصر العظيم. ودعا أهالي جنوب سيناء إلي توجيه جهودهم للتخلص ممن يسعي لوقف مسيرة الحياة والتنمية . وأكد اللواء محمود يسري مساعد وزير الداخلية أن هناك مجموعة من المشكلات تتعلق بتنمية جنوب سيناء والحالة الأمنية مؤكدا التفهم الكامل لقيادات وزارة الداخلية لتلك المشكلات وحرصهم علي حلها في إطار التعاون ما بين الأهالي ووزارة الداخلية في هذه المرحلة التي أحدثت تغييرات جذرية في تاريخنا وفتحت الباب لمناقشة مشكلات أهالي سيناء وحلها . واضاف اللواء محمود يسري أن هناك مصالح لبعض القوي بل وبعض البلاد استمرار حالة الفوضي التي تستغلها الأيادي الآثمة لبث الرعب ليتغلبوا علي الثورة وهذا كله ينكره أبناء سيناء الشرفاء ومصر كلها عاقدة العزم علي التخلص من هؤلاء من أجل وحدة اراضيها مستندين في ذلك علي وطنية أبناء سيناء ومساعداتهم ، وكان لزاما علي الجميع التحرك لإعادة الأمن والأمان لكل ربوع سيناء . وأضاف اللواء صدقي صبحي قائد الجيش الثالث الميداني أن سيناء رمز المحبة والسلام حباها الله برجال قادرين علي صون ترابها وحماية حدودها وهم علي استعداد تام علي أن يقدموا أرواحهم فداء لكل حبة رمل من أرض سيناء فكانت منظومة مقاتلي الجيش ومجاهدي البدو الذين يمكن أن تمتزج دماؤهم لتعلوا الأمجاد فداء للوطن . مؤكدا أن مصر مازالت مطمعا للجميع ومحط أنظار جميع القوي ، وأن التهديدات لا تقتصر فقط علي تهديد الحدود ولكن تهديد العقول من قبل بعض القوي والجهات التي تسعي غلي العبث بالعقول والأفكار وتهدف إلي زعزعة الأمن والاستقرار وبث روح الفتنة بين أهالي سيناء . ووجه اللواء صدقي صبحي خلال المؤتمر نظر أهالي سيناء إلي أن الأمن في جنوب سيناء لا يعكس فقط الفكر المستنير وإنما ينعكس أيضا في الحفاظ علي ثروات البلاد ومصادر دخلها ، وأن المجلس الأعلي يسعي جاهدا للتعرف علي كل مشكلات أبناء سيناء لدورهم البناء والتحامهم مع الجيش من الأزل مؤكدا الضرب بيد من حديد علي من يفكر في العبث بأمن هذا الوطن . وأكد اللواء صدقي صبحي أن سيناء لم تكن أبدا مشكلة لمصر ، وإنما هي الحل لجميع مشاكل مصر مؤكدا أن توجيهات المشير طنطاوي في الفترة الماضية لمجلس الوزراء كانت لتنمية سيناء وتحقيق مطالب أبنائها . ووجه اللواء كمال عامر قائد الجيش الثالث الأسبق خلال كلمته بالمؤتمر رسالة اعتذاز للقوات المسلحة لما تقدمه لمصر حتي تحافظ علي أمن مصر ووحدتها وتعبر بها إلي بر الأمان مؤكدا أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة يواجه تحديات كبيرة من أجل الوصول لمصر المستقبل من خلال تأييدها الكامل لمطالب الشعب مؤكدا أن التحدي الأمني هو الاصعب والأهم لأنه يمكن أن يكون ذريعة للتدخل الخارجي وهذا أمر ترفضه كل طوائف ومواطني مصر . وأكد اللواء كمال عامر أن الأخلاق البدوية العريقة ترفض أي أعمال تمس الأمن والأمان والتي تبعد عن سمات الشعب المصري ، منوها أن شعب سيناء مسئول عن تقويض أي فرصة علي أي قوي خارجية تحاول النيل من أمن سيناء واستقراراها لأنهم هم الخط الأول للدفاع عن سيناء. وذكر اللواء طاهر عبد الله رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أن سيناء لم تكن يوما بمنأي عن القوات المسلحة وشعبها الشريف يستحق كل عطاء مؤكدا أن التنمية في سيناء لم تكن تتحقق لولا أعمال تطهير مسرح عمليات الحروب السابقة التي قامت القوات المسلحة والتي طهرت أكثر من 230 ألف هكتار وجار استكمال أعمال التطهير لتصبح سيناء كاملة جاهزة للتنمية . واضاف أنه تم تنفيذ أكثر من 500 كم طرق، بالإضافة إلي العديد من محطات تحلية المياه والخطوط في مختلف المناطق ، كما تم تنفيذ مستشفي الطور والعديد من الصالات المغطاة ونزل الشباب لرعاية ابناء سيناء ونحن جاهزون لتنفيذ العديد من المشروعات التنموية قريبا . وأعلن اللواء احمد يوسف عبد النبي قائد قوات حرس الحدود عن استجابة المجلس الاعلي للقوات المسلحة للعديد من مطالب اهالي جنوب سيناء مثل اعادة تنظيم الرحلات الصحراوية ( السفاري ) وعودة الصيد بعد التنسيق مع وزارة البيئة وكذلك تطوير أعمال سقالة الصيد بالمحافظة وأكد أن المجلس جاهز للتعاون في الانشاء وتحقيق أي مطالب أخري . كما سجل قائد قوات حرس الحدود شكره وتقديره على تعاون وتضافر أهالى محافظة جنوب سيناء الشرفاء مع قوات حرس الحدود، والذى كان له أكبر الأثر فى إحكام السيطرة والتأمين. واكد أن أبناء سيناء هم من يصنعون الأمن ويحموه فهو موجود بتلك الوجوه الطيبة من شباب وشيوخ سيناء .وأن عودة الأمن أمر ضروري يتاتي بسلوكيات الأفرد مع رجال الأمن من الشرطة المدنية .
وأكد اللواء عادل عمارة أن أهالي سيناء هم خط الدفاع الاول عن مصر وسوف تظل مصر امنه باهلها وسوف تظل امنه مادامت سيناء امنه . والقوات المسلحة حريصة دائما علي ان تلبي كافة مطالب اهالي سيناء وسوف يتم النظر في العديد من الأحكام الخاصة بأبناء بدو سيناء والتي صدرت غيابيا ضد البعض منهم . وأكد ان المجلس علي اتصال دائم بمختلف الوزارات المعنية من أجل خدمة جنوب سيناء وأن المجلس مستمر في التواصل مع المحافظين ، واعلن اللواء عمارة ان المشير طنطاوي قد امر بانشاء محطة تحلية جديدة للمياة لابناء جنوب سيناء والعديد من منافذ توزيع المنتجات لأهالي جنوب سيناء الذي طالبهم بعدم الرجوع للوراء ووعد بأن سيناء سوف تشهد خلال الفترة القادمة تنمية حقيقية سوف تدخل بها إلي الأمام كمنطقة حضارية مشيرا إلي أن مجلس الوزراء منعقد من أجل حل العديد من المشكلات . وعرض البعض منهم عددا من الاقتراحات مثل تنمية بعض المناطق صناعيا حتي تدر دخلا علي أبناء سيناء وإنشاء مراكز تدريب لابناء الجنوب وضرورة إنشاء معدية بالقرب من نفق الشهيد احمد حمدي . كذلك اعادة تشغيل ميناء الطور الذي يوفر العديد من فرص العمل لشباب جنوب سيناء. وفي استجابه سريعة لذلك تواصل اللواء عمارة مع المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس ادارة شركة المقاولون العرب الذي صدق علي انشاء مركز للتدريب داخل جنوب سيناء لتدريب أبناء محافظة جنوب سيناء للعمل بالشركة.