طالب أثريون بمحافظة قنا بإعادة تجديد المسجد العمري بمدينة قوص والذي بني في العصر الفاطمي على طراز الجامع الأزهر، حيث يضم أكثر من 50 أثرا إسلاميا منها المنبر الذي يعتبر من أندر المنابر وأروعها على مستوى العالم. وقال عصام حشمت، أثرى لـ"بوابة الأهرام" إن التجديدات التي مرت بالمسجد على مر العصور المتعاقبة أفقدته الكثير وكان آخرها ما قام به المجلس الأعلى للآثار الذى انتهى منه عام 2003، حيث قال تقرير الترميم الأخير إن" قسم الترميم بالمسجد قام بتكسير بياض التخشين وعمل تخشين جديد للحوائط وتغيير بلاط الأرضيات وتدعيم أساس القبة الفاطمية وكذلك ترميم المنبر الخشبي والحصى وللواحات التذكارية الكتابية". وأضاف "حشمت" وقام الترميم كما تقول النشرة بإظهار نص كتابي على الواجهة الشرقية مما أضاف قيمة أثرية تضاف للمسجد، بجانب عمل بلاط حجري يتناسب مع قدم المكان وإلى إزالة ألوان الحوائط وعمل لون أثرى مناسب مع عمل سور حديدي للواجهة الرئيسية. وأكد "حشمت" أن التقرير الأثرى لترميم المسجد العمري كان له من الشجاعة الكافية أن يقول إن للمسجد الأثري في حالة معمارية وزخرفية جيدة ولكن يحتاج إلى المداومة والترميم الدائم للمحافظة على عناصره الأثرية الهامة.
بينما الأثرى مدني محمود قال إن الترميمات المتعاقبة على المسجد أفقدته الكثير من معالمه الأصلية، مشيرا إلى أن الأثريون يطالبون بترميم يحافظ على القيمة الأثرية للمسجد. وأضاف "مدني" أن المسجد يعج بالكثير من الكتابات واللوحات الأثرية النادرة بجانب المنبر المصنوع من الخشب القلب أى القطاع الداخلي من جزع الشجر والذي صنع بطريقة الحفر الداخلي "طريقة التجميع" حيث لايوجد للمنبر مثيل إلا في جامع سانت كاترين بطور سيناء( منبر الخليل) والقسم الإسلامى في متحف برلين. جدير بالذكر أن المسجد العمري بقوص تم تأسيسه عام 550هـ لنشر المذهب الشيعي في الصعيد وساعد في نشره، وفى العصر الأيوبى بني الأيوبيون بجواره المدرسة النجيبية التي تصدت لنشر المذهب السني والقضاء على جيوب المقاومة الشيعية في الصعيد في مدن إسنا وأرمنت وقفط ولقب المسجد بأزهر الصعيد بسبب عمارته وكان طلاب الأزهر حتى سبعينيات القرن الماضي يتلقون التعليم تحت أعمدته حتى بدأ انتشار المعاهد الأزهرية.