كتب إبراهيم أحمد وكريم صبحى
بعد نحو 50 يوما من المطاردة، أنهت مباحث القاهرة أسطورة "خنوفة" أكبر تاجر مخدرات فى مصر القديمة، والذى حاول اقتحام قسم شرطة مصر القديمة بالمنيل مرتين لتهريب المحتجزين، كما كان وراء أحداث قطع طريق الأتوستراد وإحراق الكاوتشوك وإشعال النيران فى كشك مرور أسفل كوبرى الملك الصالح، وإحراق سيارة شرطة تابعة للقسم خلال أعمال الشغب التى كان يقودها. أسطورة خنوفة بدأت تعرف طريقها إلى الشهرة منذ 5 يوليو الماضى، وذلك بعدما شن هجوما عنيفا على قسم شرطة مصر القديمة، حيث قام بجمع أكثر من 300 بلطجى من عزبة أبو قرن يحملون الأسلحة النارية والبيضاء، وتوجهوا إلى القسم، وأطلقوا الأعيرة النارية وزجاجات المولوتوف بقصد تهريب عدد من المحجوزين الذين تم القبض عليهم خلال حملة أمنية لمباحث القاهرة على عزية أبو قرن. وما أن اقتاد رجال مباحث القاهرة المتهمين إلى قسم شرطة مصر القديمة حتى فوجئوا بأكثر من 300 شخص يهجمون على القسم فى محاولة لاقتحامه بقيادة رأفت عبد الشكور حسن وشهرته "خنوفة"، وتبين أنهم من الخارجين عن القانون ممن يقطنون عزبة أبو قرن، ويحاول تهريب من تم القبض عليهم فى الحملة الأمنية، بالإضافة إلى زوجته التى تم احتجازها لإجباره على تسليم نفسه. وأسرع ضباط القسم برئاسة المقدم طارق الوتيدى رئيس المباحث فى مبادلة المتهمين الأعيرة النارية وصدهم عن اقتحام القسم، ودخل الطرفان فى معركة عنيفة نجح خلالها رجال الشرطة فى السيطرة على الأحداث وتفريق المتجمهرين وفرض السيطرة على المنطقة، وأسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل محمد جمال رمضان (17 سنة- عامل). وعاد أخطر بلطجى بعزبة أبو قرن مرة أخرى فى 15 أغسطس الحالى ليقود هجوما مسلحا ثانيا على القسم، بعد احتجاز زوجته ووالدته بالقسم مرة أخرى لحين تسليمه نفسه، وقام بمعاونة البلطجية بتحطيم الكشك المرورى أسفل كوبرى الملك الصالح، وإصابة أحد الضباط واحتراق دراجة نارية تابعة لرجال المرور، وتوجه "خنوفة" وأعوانه عقب ذلك الهجوم إلى قسم الشرطة لاقتحامه وإخراج والدته وزوجته، وقاموا بقطع طريق صلاح سالم، وإحراق إطارات السيارات وسط الطريق، فأسرع ضباط مباحث القاهرة بقيادة اللواء أسامة الصغير مدير مباحث العاصمة ورجال الأمن المركزى وقوات الجيش، وتمكنوا من السيطرة على الموقف للمرة الثانية. ومن خلال الخطة الأمنية التى قام بوضعها اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة للقبض على خنوفة، تم نشر عدد كبير من ضباط مباحث القاهرة وسط عزبة أبو قرن متنكرين فى ملابس عمال من بائعة جائلين وعمال نظافة وعمال إنشاء وغيرها من المهن على مدار 10 أيام متواصلة، حتى شاهدوا المتهم "رأفت عبد الشكور حسن" (33 سنة)، وهو يدخل مسكنه بالعزبة فأعطوا الإشارة لقوات الأمن خارج العزبة، وأسرعوا بعمل كردون حول مسكنه حتى لا يستطيع الهرب، وتم القبض عليه بعد ساعات من الكر والفر وتبادل إطلاق النيران واقتياده إلى قسم شرطة مصر القديمة لتنتهى بذلك أسطورة "خنوفة"، أكبر تاجر مخدرات بالعزبة، والذى كان يعيش أهالى مصر القديمة فى رعب وخوف بسببه، وعندما كان خنوفة فى صحبة رجال الأمن وفى يده الكلابشات تجمع عدد كبير من أهالى المنطقة وودعوا البلطجى الشهير بالزغاريد، ووجهوا شكرهم إلى رجال الشرطة على جهودهم فى القبض عليه. تم عرض المتهم على نيابة مصر القديمة ليأمر مصطفى عقل وكيل أول النيابة بحبس خنوفه الصادرة ضده أحكام بالسجن 10 سنوات، والمتهم فى 3 قضايا قتل، بالإضافة إلى الشروع فى قتل رئيس مباحث مصر القديمة. يذكر أن خنوفة سبق ضبطه واتهامه فى 18 قضية، وأنه هارب من سجن وادى النطرون فى جناية مخدرات بالسجن 4 سنوات، وذلك خلال أحداث ثورة 25 يناير، بالإضافة إلى أنه مطلوب ضبطه فى 6 قضايا سرقة، وأخرى ضرب، ومطلوب ضبطه على ذمة القضية رقم 5964 جنح مصر القديمة المتهم فيها بإتلاف سيارات الشرطة، والقضية رقم 5838 المتهم فيها بالشروع فى القتل.