المعلقة

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : الأعشى (الكبير) | المصدر : www.alsh3r.com

وَدّعْ هُرَيْـرَةَ إنّ الرَّكْـبَ iiمرْتَـحِـلُ

وَهَلْ تُطِيـقُ وَداعـاً أيّهَـا الرّجُـلُ ii؟

غَرَّاءُ فَرْعَـاءُ مَصْقُـولٌ iiعَوَارِضُهَـا

تَمشِي الهُوَينَا كَمَا يَمشِي الوَجي الوَحِلُ

كَـأَنَّ مِشْيَتَهَـا مِـنْ بَيْـتِ iiجَارَتِهَـا

مَرُّ السَّحَابَـةِ ، لاَ رَيْـثٌ وَلاَ iiعَجَـلُ

تَسمَعُ للحَلِي وَسْوَاسـاً إِذَا iiانصَرَفَـتْ

كَمَا استَعَـانَ برِيـحٍ عِشـرِقٌ زَجِـلُ

لَيستْ كَمَنْ يكـرَهُ الجِيـرَانُ iiطَلعَتَهَـا

وَلاَ تَرَاهَـا لسِـرِّ الـجَـارِ تَخْتَـتِـلُ

يَكَـادُ يَصرَعُهَـا ، لَـوْلاَ iiتَشَـدُّدُهَـا

إِذَا تَقُـومُ إلـى جَارَاتِهَـا iiالكَـسَـلُ

إِذَا تُعَالِـجُ قِرْنـاً سَـاعـةً iiفَـتَـرَتْ

وَاهتَزَّ مِنهَا ذَنُـوبُ المَتـنِ iiوَالكَفَـلُ

مِلءُ الوِشَاحِ وَصِفْرُ الـدّرْعِ iiبَهكنَـةٌ

إِذَا تَأتّـى يَكَـادُ الخَـصْـرُ يَنْـخَـزِلُ

صَـدَّتْ هُرَيْـرَةُ عَنَّـا مَـا تُكَلّمُـنَـا

جَهْلاً بأُمّ خُلَيْـدٍ حَبـلَ مَـنْ تَصِـلُ ii؟

أَأَنْ رَأَتْ رَجُـلاً أَعْشَـى أَضَـرَّ iiبِـهِ

رَيبُ المَنُـونِ ، وَدَهْـرٌ مفنِـدٌ iiخَبِـلُ

نِعمَ الضَّجِيعُ غَداةَ الدَّجـنِ iiيَصرَعهَـا

لِلَّـذَّةِ المَـرْءِ لاَ جَــافٍ وَلاَ تَـفِـلُ

هِرْكَوْلَـةٌ ، فُنُـقٌ ، دُرْمٌ iiمَرَافِقُـهَـا

كَـأَنَّ أَخْمَصَهَـا بِالشّـوْكِ iiمُنْتَـعِـلُ

إِذَا تَقُـومُ يَضُـوعُ المِسْـكُ iiأصْـوِرَةً

وَالزَّنْبَقُ الوَرْدُ مِـنْ أَرْدَانِهَـا iiشَمِـلُ

ما رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الحَزْنِ iiمُعشبـةٌ

خَضرَاءُ جَـادَ عَلَيهَـا مُسْبِـلٌ iiهَطِـلُ

يُضَاحكُ الشَّمسَ مِنهَا كَوكَـبٌ iiشَـرِقٌ

مُـؤزَّرٌ بِعَمِيـمِ النَّـبْـتِ iiمُكْتَـهِـلُ

يَوْمـاً بِأَطْيَـبَ مِنْهَـا نَشْـرَ iiرَائِحَـةٍ

وَلاَ بِأَحسَـنَ مِنهَـا إِذْ دَنَـا iiالأُصُـلُ

عُلّقْتُهَـا عَرَضـاً ، وَعُلّقَـتْ iiرَجُـلاً

غَيرِي ، وَعُلّقَ أُخرَى غَيرَهَا iiالرَّجـلُ

وَعُلّقَتْـهُ فَـتَـاةٌ مَــا iiيُحَاوِلُـهَـا

مِنْ أهلِها مَيّـتٌ يَهْـذِي بِهَـا iiوَهـلُ

وَعُلّقَتْنِـي أُخَيْـرَى مَـا iiتُلائِمُـنِـي

فَاجتَمَـعَ الحُـبّ حُبًّـا كُلّـهُ iiتَـبِـلُ

فَكُلّنَـا مُغْـرَمٌ يَـهْـذِي iiبِصَاحِـبِـهِ

نَـاءٍ وَدَانٍ ، وَمَحْـبُـولٌ iiوَمُحْتَـبِـلُ

قَالَـتْ هُرَيـرَةُ لَمَّـا جِئـتُ iiزَائِرَهَـا

وَيْلِي عَلَيكَ ، وَوَيلِي مِنكَ يَـا iiرَجُـلُ

يَا مَنْ يَرَى عَارِضاً قَـدْ بِـتُّ iiأَرْقُبُـهُ

كَأَنَّمَا البَـرْقُ فِـي حَافَاتِـهِ iiالشُّعَـلُ

لَـهُ رِدَافٌ ، وَجَـوْزٌ مُفْـأمٌ iiعَـمِـلٌ

مُنَطَّـقٌ بِسِجَـالِ الـمَـاءِ iiمُتّـصِـلُ

لَمْ يُلْهِنِي اللَّهْـوُ عَنْـهُ حِيـنَ أَرْقُبُـهُ

وَلاَ اللَّـذَاذَةُ مِـنْ كَـأسٍ وَلاَ iiالكَسَـلُ

فَقُلتُ للشَّرْبِ فِي دُرْنِـى وَقَـدْ ثَمِلُـوا

شِيمُوا ، وَكَيفَ يَشِيمُ الشَّارِبُ iiالثَّمِـلُ

بَرْقاً يُضِيءُ عَلَـى أَجـزَاعِ iiمَسْقطِـهِ

وَبِالخَبِيّـةِ مِنْـهُ عَــارِضٌ هَـطِـلُ

قَالُوا نِمَارٌ ، فبَطـنُ الخَـالِ iiجَادَهُمَـا

فَالعَسْجَدِيَّـةُ فَـالأبْـلاءُ iiفَالـرِّجَـلُ

فَالسَّفْـحُ يَجـرِي فَخِنْزِيـرٌ iiفَبُرْقَتُـهُ

حَتَّى تَدَافَـعَ مِنْـهُ الرَّبْـوُ ، iiفَالجَبَـلُ

حَتَّـى تَحَمَّـلَ مِنْـهُ المَـاءَ iiتَكْلِفَـةً

رَوْضُ القَطَا فكَثيـبُ الغَينـةِ iiالسَّهِـلُ

يَسقِي دِيَاراً لَهَا قَـدْ أَصْبَحَـتْ iiعُزَبـاً

زُوراً تَجَانَفَ عَنهَـا القَـوْدُ iiوَالرَّسَـلُ

وَبَلـدَةٍ مِثـلِ الـتُّـرْسِ iiمُوحِـشَـةٍ

للجِـنّ بِاللّيْـلِ فِـي حَافَاتِهَـا iiزَجَـلُ

لاَ يَتَمَنّـى لَهَـا بِالقَـيْـظِ iiيَرْكَبُـهَـا

إِلاَّ الَّذِيـنَ لَهُـمْ فِيمَـا أَتَـوْا iiمَهَـلُ

جَاوَزْتُهَـا بِطَلِيـحٍ جَسْـرَةٍ iiسُــرُحٍ

فِي مِرْفَقَيهَـا إِذَا استَعرَضْتَهـا iiفَتَـلُ

إِمَّـا تَرَيْنَـا حُفَـاةً لاَ نِـعَـالَ لَـنَـا

إِنَّـا كَذَلِـكَ مَـا نَحْـفَـى iiوَنَنْتَـعِـلُ

فَقَـدْ أُخَالِـسُ رَبَّ البَيْـتِ iiغَفْلَـتَـهُ

وَقَـدْ يُحَـاذِرُ مِنِّـي ثُـمّ مَـا iiيَئِـلُ

وَقَدْ أَقُـودُ الصِّبَـى يَوْمـاً iiفيَتْبَعُنِـي

وَقَـدْ يُصَاحِبُنِـي ذُو الشّـرّةِ الغَـزِلُ

وَقَدْ غَـدَوْتُ إلـى الحَانُـوتِ يَتْبَعُنِـي

شَاوٍ مِشَـلٌّ شَلُـولٌ شُلشُـلٌ iiشَـوِلُ

فِي فِتيَةٍ كَسُيُوفِ الهِنـدِ قَـدْ iiعَلِمُـوا

أَنْ لَيسَ يَدفَعُ عَنْ ذِي الحِيلـةِ الحِيَـلُ

نَازَعتُهُـمْ قُضُـبَ الرَّيْحَـانِ iiمُتَّكِئـاً

وَقَهْـوَةً مُـزّةً رَاوُوقُـهَـا iiخَـضِـلُ

لاَ يَستَفِيقُونَ مِنهَـا ، وَهـيَ iiرَاهنَـةٌ

إِلاَّ بِهَـاتِ ! وَإنْ عَلّـوا وَإِنْ iiنَهِلُـوا

يَسعَى بِهَا ذُو زُجَاجَـاتٍ لَـهُ iiنُطَـفٌ

مُقَلِّـصٌ أَسفَـلَ السِّرْبَـالِ iiمُعتَـمِـلُ

وَمُستَجيـبٍ تَخَـالُ الصَّنـجَ iiيَسمَعُـهُ

إِذَا تُرَجِّـعُ فِيـهِ القَيْـنَـةُ iiالفُـضُـلُ

مِنْ كُلّ ذَلِـكَ يَـوْمٌ قَـدْ لَهَـوْتُ iiبِـهِ

وَفِي التَّجَارِبِ طُـولُ اللَّهـوِ iiوَالغَـزَلُ

وَالسَّاحِبَـاتُ ذُيُـولَ الخَـزّ iiآونَــةً

وَالرّافِلاتُ عَلَـى أَعْجَازِهَـا iiالعِجَـلُ

أَبْلِـغْ يَزِيـدَ بَنِـي شَيْبَـانَ مَألُـكَـةً

أَبَـا ثُبَيْـتٍ ! أَمَـا تَنفَـكُّ تأتَـكِـلُ ؟

ألَسْـتَ مُنْتَهِيـاً عَـنْ نَحْـتِ أثلَتِنَـا

وَلَسْـتَ ضَائِرَهَـا مَـا أَطَّـتِ iiالإبِـلُ

تُغْرِي بِنَـا رَهْـطَ مَسعُـودٍ iiوَإخْوَتِـهِ

عِنـدَ اللِّقَـاءِ ، فتُـرْدِي ثُـمَّ تَعتَـزِلُ

لأَعْرِفَنّـكَ إِنْ جَـدَّ النَّفِـيـرُ iiبِـنَـا

وَشُبّتِ الحَـرْبُ بالطُّـوَّافِ iiوَاحتَمَلُـوا

كَنَاطِـحٍ صَخـرَةً يَـوْمـاً iiليَفْلِقَـهَـا

فَلَمْ يَضِرْها وَأوْهَـى قَرْنَـهُ iiالوَعِـلُ

لأَعْرِفَـنَّـكَ إِنْ جَــدَّتْ iiعَدَاوَتُـنَـا

وَالتُمِسَ النَّصرُ مِنكُم عـوْضُ تُحتمـلُ

تُلـزِمُ أرْمـاحَ ذِي الجَدّيـنِ سَوْرَتَنَـا

عِنْـدَ اللِّقَـاءِ ، فتُرْدِيِهِـمْ iiوَتَعْـتَـزِلُ

لاَ تَقْعُـدَنّ ، وَقَـدْ أَكَّلْتَهَـا iiحَطَـبـاً

تَعُـوذُ مِـنْ شَرِّهَـا يَوْمـاً iiوَتَبْتَهِـلُ

قَدْ كَانَ فِي أَهلِ كَهفٍ إِنْ هُـمُ iiقَعَـدُوا

وَالجَاشِرِيَّـةِ مَـنْ يَسْعَـى iiوَيَنتَضِـلُ

سَائِلْ بَنِي أَسَدٍ عَنَّـار ، فَقَـدْ iiعَلِمُـوا

أَنْ سَوْفَ يَأتِيكَ مِـنْ أَنبَائِنَـا iiشَكَـلُ

وَاسْـأَلْ قُشَيـراً وَعَبْـدَ اللهِ iiكُلَّـهُـمُ

وَاسْـألْ رَبِيعَـةَ عَنَّـا كَيْـفَ iiنَفْتَعِـلُ

إِنَّــا نُقَاتِلُـهُـمْ ثُـمَّـتَ iiنَقْتُلُـهُـمْ

عِندَ اللِّقَاءِ ، وَهُمْ جَارُوا وَهُمْ iiجَهِلُـوا

كَـلاَّ زَعَمْـتُـمْ بِـأنَّـا لاَ نُقَاتِلُـكُـمْ

إِنَّـا لأَمْثَالِكُـمْ ، يَـا قَوْمَنَـا ، iiقُتُـلُ

حَتَّـى يَظَـلّ عَمِيـدُ القَـوْمِ مُتَّكِـئـاً

يَدْفَـعُ بالـرَّاحِ عَنْـهُ نِسـوَةٌ iiعُجُـلُ

أصَـابَـهُ هِنْـدُوَانـيٌّ ، iiفَأقْـصَـدَهُ

أَوْ ذَابِلٌ مِـنْ رِمَـاحِ الخَـطِّ iiمُعتَـدِلُ

قَدْ نَطْعنُ العَيرَ فِـي مَكنُـونِ iiفَائِلِـهِ

وَقَدْ يَشِيـطُ عَلَـى أَرْمَاحِنَـا iiالبَطَـلُ

هَلْ تَنْتَهُونَ ؟ وَلاَ يَنهَـى ذَوِي iiشَطَـطٍ

كَالطَّعنِ يَذهَبُ فِيـهِ الزَّيـتُ iiوَالفُتُـلُ

إِنِّي لَعَمْـرُ الَّـذِي خَطَّـتْ iiمَنَاسِمُهَـا

لَـهُ وَسِيـقَ إِلَيْـهِ البَاقِـرُ iiالغُـيُـلُ

لَئِنْ قَتَلْتُمْ عَمِيـداً لَـمْ يكُـنْ iiصَـدَداً

لَنَقْتُلَـنْ مِثْـلَـهُ مِنـكُـمْ iiفنَمتَـثِـلُ

لَئِنْ مُنِيتَ بِنَـا عَـنْ غِـبّ iiمَعرَكَـةٍ

لَمْ تُلْفِنَـا مِـنْ دِمَـاءِ القَـوْمِ نَنْتَفِـلُ

نَحنُ الفَوَارِسُ يَـوْمَ الحِنـوِ iiضَاحِيَـةً

جَنْبَيْ ( فُطَيمَـةَ ) لاَ مِيـلٌ وَلاَ عُـزُلُ

قَالُوا الرُّكُوبَ ! فَقُلنَـا تِلْـكَ iiعَادَتُنَـا

أَوْ تَنْزِلُـونَ ، فَإِنَّـا مَعْشَـرٌ نُــزُلُ