تزايدت المطالبات فى الإعلام الإسرائيلي بالسماح لجيش الدفاع بدخول عمق الأراضي المصرية فى سيناء بحجة القضاء على الفراغ الأمنى هناك الذى يهدد استقرار إسرائيل.
وقالت يديعوت أحرونوت أن العمليات الهجومية توفر دفاعا أفضل، لذا من المناسب بحث مطالبة المصريين بجدية تمكين جيش الدفاع الإسرائيلي من إدخال قواته من آن إلى آخر إلى وسط سيناء، عند المنطقة القريبة من الحدود، وذلك للقيام بعمليات ملاحقة ساخنة وإحباط للعمليات الإرهابية، على الأقل حتى يتم الانتهاء من بناء الجدار الفاصل بين الحدود المصرية الإسرائيلية بالكامل.
وقالت أحرونوت لقد سمحنا للمصريين بإدخال قوات، والآن الدور عليهم ليبدأوا نوعا من الإنفتاح، ولو رفضوا، من المحتمل أن تكون هناك حاجة لحشد ضغوط أمريكية على المجلس العسكري المصري الأعلى لكي يقبل الطلب أو يعمل بنفسه بصرامة وقوة، تماما مثلما يعمل في شمال سيناء.
وقالت الجريدة لقد بدأ يحدث تحول دراماتيكي، فقبل بضعة أشهر، وفي أعقاب إسقاط حسني مبارك، فقدت الإدارة وقوات الأمن المصرية السيطرة على سيناء، وأصبحت قبائل البدو التي تتربح من التهريب ومنح الملاذ للخارجين على القانون أسياد الأرض، والتي أصبحت ملاذا ومظلة للجهاد العالمي، ووجد مئات السجناء وعناصر المنظمات السلفية الأصولية الذين فروا من السجن وقت الثورة ملاذا آمنا في سيناء،فر بعضهم إلى غزة، والكثير منهم انضموا للبدو في سيناء وأقاموا معهم مجموعات يطلق عليها (الشباب الإسلامي) الذين يعملون بروح الجهاد العالمي.
وذكرت الصحبفة أن شبه جزيرة سيناء أصبحت "أوتوستراد" لنقل السلاح والمعدات القتالية إلى غزة ومنها، وأصبحت جبهة خلفية لوجيستية للمنظمات الغزاوية وعلى رأسها حماس والجهاد الإسلامي. وقالت أحرونوت منذ شهر فبراير، تزايدت التحذيرات الإستخباراتية من احتمال حدوث اعتداءات إرهابية ضد إسرائيل قادمة من سيناء، وأصبحت هذه التحذيرات دورية.
واتهمت أحرونوت منظمة (لجان المقاومة الشعبية) التي تعمل من غزة وقالت أنها استغلت جيدا الحدود المخترقة، وهذه المنظمة المتطرفة تتكون من عناصر انتموا في الماضي لعدد من المنظمات، خاصة حماس وفتح، ولكنهم انشقوا عن هذه المنظمات لأنها لم تكن قتالية بالشكل المطلوب، فقد كانوا يبحثون عن الـ"أكشن".
واعتبرت أحرونوت أن عملية إيلات تمت تحت رعاية الجيش المصري ، حيث أن الاستخبارات الإسرائيلية لاحظت التخطيط وحذرت منه، ودللت المعلومات على أن اعتداء لجان المقاومة الشعبية يوشك أن يُنفذ في منطقة إيلات في الأيام القادمة، ولكن الإنذار لم يكن مُركز بالقدر الكاف، وعزز جيش الدفاع من قواته في المنطقة بوحدات "جولاني"، وأرسلت الشرطة قوات مكافحة الإرهاب وقوات استطلاع شرطية إلى إيلات، على افتراض أن الاعتداء سيقع في المدينة أو على مقربة منها، ولكن المخربون قاموا بمفاجئة، حيث عملوا شمالي المنطقة. وأضافت الجريدة أن المنطقة الجبلية المخترقة مكنت المخربين ليس فقط من الوصول في الخفاء إلى داخل إسرائيل، ولكن أيضا الفرار بسرعة إلى سيناء بعد التنفيذ، وقد علموا جيدا أن جيش الدفاع سيمتنع عن القيام بـ"مطاردة ساخنة" خلفهم إلى داخل شبة جزيرة سيناء لكي لا يمس بالسيادة المصرية، وللمزيد من الأمان، اختاروا الخروج المباشر من داخل نقطة تابعة للجيش المصري توجد على الحدود أو قربها. وقالت أحرونوت من غير المعقول أن الجنود المصريين لم يلاحظوهم، ولكنهم لم يحركوا ساكنا للقبض عليهم أو الإبلاغ عن وصولهم، وفي وقت لاحق أطلقوا النار على قوات جيش الدفاع التي أتت للمنطقة بنية تغطية المخربين الذين ظلوا على قيد الحياة وواصلوا تبادل إطلاق النار مع قوات جيش الدفاع، إن هذا التعاون مع المخربين يعتبر ظاهرة ينبغي الرد عليها. وذكرت أحرونوت على الرغم من اتفاقية السلام، ينبغي المطالبة بإدخال قوات من جيش الدفاع إلى سيناء لملاحقة الإرهابيين الفلسطينيين المختبئين هناك.
واعتبرت الجريدة الإسرائيلية أن العملية التى بدأها الجيش المصرى فى سيناء تحت عنوان (نسر)، ولكن هذه مخصصة قبل كل شئ لخدمة المصالح الاقتصادية والسلطوية المصرية، لذا فهي تتركز في شمال سيناء، هناك حيث تمر أنابيب الغاز الطبيعي، وفي العريش، مركز السلطة المصرية في شبه الجزيرة، وهناك بالفعل نجاح جزئي، فالبدو فروا إلى الكتلة الجبلية الشاهقة في وسط سيناء بعد أن علموا بوضوح أن القوات المصرية ستجد صعوبة في قتالهم هناك، ومن المعقول الإفتراض أنه من داخل هذه الكتلة الجبلية خرج الإرهابيون في مركبات وبعد ذلك سيرا على الأقدام حتى ساحة الإعتداء.