تصاعدت بشكل مفاجيء الأحداث على الحدود بين مصر وإسرائيل، ومن المتوقع أن تزداد العلاقات بين البلدين سخونة بشكل أكبر في أعقاب إتهام تل أبيب لمصر بعدم إحكام سيطرتها الأمنية على سيناء على خلفية مقتل سبعة إسرائيليين وإصابة آخرين في هجومين نفذتهما مجموعة مسلحة غير معروف هويتها.
تتسارع الاحداث على الحدود المصرية الإسرائيلية بعد إتهام تل أبيب للقاهرة بعدم إحكام سيطرتها الأمنية على سيناء خاصة بعد الهجوم على حافلتين إسرائيليتين اليوم ومقتل 7 وإصابة 24. وفجر الخبير الأمني المصري اللواء سامح سيف اليزل مفاجأة بالقول إن جماعة مكونة من 6 آلاف فرد إستطاعت تسليح نفسها والسيطرة على منطقة العريش والشيخ زويد وتعطيل المحاكم المدنية وفرض أحكامها الخاصة. وحذر اليزل الذي شغل مناصب قيادية في المخابرات المصرية من أن إسرائيل لديها خطة للسيطرة على 7 كيلومتر من سيناء بحجة حماية أمنها. جاءت العملية التي إستهتدفت حافلتين للركاب في طريقهما إلى مدنية إيلات الإسرائيلية بالقرب من الحدود المصرية، بالتزامن مع قيام قوات من الجيش والشرطة المصريين بعمليات تمشيط واسعة النطاق لشبة جزيرة سيناء، ولاسيما المنطقة الوسطى والجنوبية، في أعقاب تنفيذ العديد من الهجمات الإرهابية ضد خطوط الغاز المؤدية لإسرائيل والأردن، إضافة إلى هجمات أخرى أستهدفت قسم شرطة العريش، وراح ضحيتها خمسة قتلى منهم ضابطين أحدهما من الجيش والآخر من الشرطة، بالإضافة إلى نحو 23 جريحاً. غير أن السلطات المصرية لم تعلن حتى الآن عن هوية الجماعات المسلحة التي تستهدف زعزعة أمنها القومي، ولم يخرج أي مسؤول ليقول للمصريين أولاً وللعالم ثانياً ماذا يحدث، ما فتح الباب على مصراعية للشائعات، حيث تواترت أنباء تشير إلى توطن تنظيم القاعدة في سيناء، حسب تصريحات مسؤولين إسرائيليين كبار وتقارير أمنية منسوبة لأجهزة تابعة لتل أبيب، وهو ما تنفيه السلطات المصرية. وفي تصريحات من شأنها أن تزيد التوتر بين مصر وإسرائيل قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك "إن مصدر الهجمات التي تعرضت لها أهداف في جنوب إسرائيل اليوم الخميس هو قطاع غزة"، مشيراً إلى أن "تصاعد نشاط المسلحين في سيناء سببه سقوط حكم الرئيس السابق حسني مبارك"، وأضاف باراك خلال إجتماع أمني لبحث تداعيات الحادث وهدد برد قوي وشديد على قطاع غزة. ومن جانبه، نفى اللواء خالد عودة محافظ جنوب سيناء في تصريحات صحافية أن يكون من نفذ الهجمات ضد الحافلتين الإسرائيليتين إنطلقوا من سيناء، وأضاف أن المسافة بين إيلات وطابا تصل إلى 60 كيلو متر ومن الصعب أن تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية من هذه المسافة. وفجر اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني العسكري السابق مفاجأة بقوله إنه يوجد في سيناء جماعة مكونة من 6 آلاف شخص تفرض سيطرتها وهيمنتها على منطقتي الشيخ زويد والعريش. وأضاف اليزل في ندون بنقابة الصحافيين اليوم أن هذه الجماعة التي لم يسميها سيطرت على تلك المناطق وعطلت عمل المحاكم المدنية، معتبراً أن ذلك خطر على الثورة، ووصف اليزل خلال الندوة التي حملت عنوان "الطامعون فى مصر بعد الثورة منابع الخطر الخارجى على مصر بعد 25 يناير"، تصريحات القادة الإسرائيليين التي يزعمون فيها أن مصر غير قادرة على السيطرة على أمنها بأنها "غير مبشرة بالخير". وأوضح أن إسرائيل تخطط لإعادة السيطرة على مسافة تتراوح ما بين 5 و7 كيلو متر من سيناء بدعوى تأمين حدودها مع مصر، متوقعاً ألا القوة لدولية الموجودة في سيناء على المخطط الإسرائيلي. وحذر اليزل إسرائيل من الأقدام على الإعتداء على السيادة المصرية. واتهم اليزل الشرطة المصرية بالتقاعس في حماية الأمن والعودة لممارسة عملها، مشيراً إلى أن السلاح صار يباع في الشارع، وأن 8 آلاف سجين هارب مازالوا طلقاء يعيثون في الأرض فساداً، داعياً إلى ضرورة ممارسة الشرطة عملها بقوة وتكاتف الشعب معها. إلى ذلك، نفى أيمن فايد المستشار الإعلامي السابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن المقتول وجود القاعدة في سيناء، وأضاف لـ" إيلاف" أن أي حديث عن القاعدة هو من قبيل الهزيان السياسي، مشيراً إلى أن القاعدة أنتهت منذ سنوات طويلة، ولم يعد لها تواجد حقيقي، ونوه بأن القاعدة الحالية ظاهرة إعلامية صنعتها أميركا من أجل تحقيق أهدافها في نشر الفوضى في البلاد العربية والٍإسلايمة وتبرير عملياتها العسكرية. وتابع: إن ظهور أية جماعات مسلحة في سيناء يقف وراءه إسرائيل أو أمريكا أو إيران"، معتبراً أن الجماعات المسلحة التي تهدف إلى زعزعة إستقرار مصر يجب التعامل معها بكل حزم. فيما قال اللواء سعيد جمال الدين الخبير الإستيراتيجي إن الجيش والشرطة بدأوا عمليات تطهير واسعة في سيناء للقضاء على العناصر النسلحة، مشيراً إلى أن عددهم يقدر بالآلاف، لافتاً إلى أنهم تسلحوا خلال فترة الإنفلات الأمني التي بدأت في 28 يناير الماضي، ونظموا أنفسهم. ونبه جمال الدين إلى أن هؤلاء الأفراد على إتصال بجهات خارجية تهدف إلى النيل من إستقرار مصر وإفشال الثورة. توقع جمال الدين أن تمتد العمليات العسكرية لشهور، لافتاً إلى أن السلطات في مصر لديها إصرار على إجتثاث تلك العناصر من أرض سيناء. وبينما إتهم يسرائيل حسون نائب رئيس جهاز "الشاباك" السابق بدو سيناء بتنفيذ العمليات الإرهابية ضد الإسرائيليين مقابل الحصول على ملايين الدولارات من عناصر إرهابية، على حد قوله، نفى عاموس جلعاد رئيس الهيئة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية تورط عناصر مصرية في الهجمات، مشيراً إلى أن عناصر إرهابية فى قطاع غزة هى التى ارتكبتها.