"كارلوس لطوف" صديق ثورة 25 يناير.... متهم بالعمالة الأمريكية وإثارة الفتنة

الناقل : فراولة الزملكاوية | الكاتب الأصلى : سمر نصر | المصدر : gate.ahram.org.eg

كلنا أدركنا حقيقة أن الشعب المصرى قبل ثورة 25 يناير غير بعد الثورة، تغير كثيرا، أصبح أكثر جرأة فى المطالبة بحقوقه، دون خوف أو تراجع خوفًا من البطش به، لا يسمح لأحد أن يعبأ أفكاره، أو يتلاعب بعقليته، وهذا بالتأكيد لا يقلل من الشعب فى شىء، فلقد عاد المصريون إلى طبيعتهم بعدما أفاقوا، وأصبحوا يعتزون أكثر من أى وقت بقيمة مصريتهم ووطنهم الغالى عليهم الصغير منهم قبل الكبير بعد أن تم إرغامهم على الصمت خلال ثلاثة عقود ماضية.



ولأن تأثير الثورة المصرية لم يقتصر على حدود المصريين وحسب، وإنما امتد لجميع أنحاء العالم نظرا لمكانة مصر، ولتميز الثورة عن بقية الثورات التى وقعت فى العالم عبر مراحل التاريخ المختلفة، أحد هؤلاء المتضامنين مع ثورة 25 يناير بشكل عام ومع مصر وشعبها بشكل خاص، كارلوس لطوف رسام الكاريكاتير البرازيلى ذو الأصول اللبنانية، الذى تصور البعض أنه مصرى نتيجة لتضامنه وتكثيفه للرسومات عن الأحداث اليومية التى تقع فى مصر كما لو كان يعيش بها.

اب



لطوف يساند المصريين من العهد السابق، حتى إنه جسد فى رسوماته اعتصامات عمال المحلة على سبيل المثال، ومؤخرا عن قطع الاتصالات عن المصريين فى أوائل الثورة، المحاكمات العسكرية للمدنيين وغيرها، ورسم أيضا عن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة مجسدًا المجازر التى كانت تحدث فى حق الفلسطينيين وتضييق الخناق عليهم باستمرار الحصار الاسرائيلى لفترات طويلة، ولم يتوقف عن مساهمته المعنوية المساندة للثورة المصرية منذ لحظاتها الأولى، حتى إنه انتقد المجلس العسكرى فى بعض الرسومات وقت المظاهرات التى توجهت الى ميدان العباسية، وفض اعتصام ميدان التحرير بالقوة بالتعاون مع الشرطة أول أيام رمضان، وهاتين الوقعتين كانا الأكثر جدلا ما بين الرفض والموافقة فى الشارع المصرى.



كل ذلك يجعل من الطبيعى أن نندهش عندما نرى فيديو باسم "كارلوس لطوف... الوجه الجديد فى المؤامرة" يتم تداوله على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، صممه فريق عمل صفحة باسم "نسور مصر" وهى صفحة تضع الكثير من الأخبار ذات العناوين المهاجمة لبعض الحركات الشبابية التى شاركت فى الثورة، أو لكتاب كتبوا مقالات مهاجمة للمجلس العسكرى، ويصف الفيديو كارلوس لطوف بأنه "مبعوث الحرب النفسية، وأنه بمثة أداة أمريكية جديدة تستخدمه الولايات المتحدة الأمريكية فى الحروب النفسية ضد الشعوب العربية، وأنه حاول إحداث وقيعة بين الجيش والشعب من خلال رسوماته.



جدير بالذكر أن من يتابع بشكل كبير رسومات هذا الفنان، يجد أن همه الأول هو الإنسان أو المواطن صاحب الحق، سواء أكانت رسوماته عن مصر، فلسطين، الصومال، بريطانيا، أو الولايات المتحدة الأمريكية، يحاول تجسيد مآساة أو مشكلة قد يعجز أصحابها عن التعبير عنها. والسؤال الآن "لماذا نهاجم كل صاحب رأى؟"، "لماذا نتهم كل متضامن أجنبى بالعمالة والجاسوسية؟". ألم يحن الزمن لأن نعترف أن مصر أحباؤها كثيرون ويملأون كل مكان فى العالم دون أية أغراض دنيئة؟!!!