كشف د. حسام بدراوى الأمين العام السابق للحزب الوطنى،أنه عندما جرى عرض منصب أمين عام الوطني عليه قبيل تخلي الرئيس السابق عن سلطاته ، فإن كل من حوله نصحوه بالرفض وقالوا له إن الحكومة تقوم باستغلاله،إلا أن زوجته وأولاده قالوا له: ربما يمكنك أن تساعد الناس بمنصبك الجديد.
وقال بدراوي: ظننت أن القيود قد انتهت، وأنني سأستطيع أن أقول رأيي بحرية، وأن أصحح الرؤية لدى الرئيس، وسأستطيع حماية الشباب.
وأضاف فى حواره مع الإعلامى يسرى فودة فى حلقة مساء أمس الأربعاء من برنامج "آخر كلام " على قناة "أون تى فى " : شعرت خلال الثورة أن الحكومة تعطي قرارات أقل مما يجب و في وقت طويل، وهذا عمل لا يتمتع بأي ذكاء سياسي، وقد قلت للحزب أكثر من مرة، أنه حان الوقت لكي يقوم الرئيس بحل الحكومة، وعمل تغيير جذري، ولكن قيل لي إن هذه الاعتصامات هي مجرد زوبعة صغيرة، ستنتهي خلال يومين على الأكثر .
وتابع بدراوى قائلا: عندما تم تعييني كأمين عام للحزب الوطني، طلبت من الرئيس أن تستقيل جميع قيادات الحزب، وأن يترك لي الحرية لكي أتصل بجميع القوى السياسية كما أشاء، كما قلت له إنني ضد قانون الطواريء، وضد المعتقلات، وسأقول لك كل ذلك علنا بعد خروجنا من هذه الأزمة، وأنا أقول لك ذلك من البداية، لأنني لا أقبل بهذا المنصب كي أغير موقفي السياسي إذا كنتم تظنون ذلك، وقد وافق مبارك على ذلك، وقال لي قل ما تشاء.
وحكى أنه قبل تنحي مبارك بدأ في الفضفضة، وقال لي أنت عارف انا استلمت البلد دي وكانت عاملة ازاي؟ البلد مكنش فيها طرق، ولا كان فيها المدنية اللي احنا عايشين فيها دلوقتى، فقلت له أنا أرى سيناريو رومانيا أمام عيني، فقال لي مبارك، يعني الشعب هيموتني؟ فقلت له احتمال، فقال، انا مستعد أموت عشان بلدي، فقلت له، ولماذا تموت لأجل بلدك، ومن الممكن أن تعيش من أجلها، فاطلب التعديلات الدستورية، وأنهي النظام القديم. واستطرد بدراوي قائلا، فاتحت مبارك في موضوع التوريث، وقال لي إنه لم يكن يريد أن يجعل جمال خليفة له، بل أنه كان يساعده فقط، ولكني لم أجادله في هذا الحوار، لأن المطالب وقتها كانت تريد خلع مبارك شخصيا، وبالتالي كان أي موضوع غير ذلك بالنسبة لي، هو موضوع فرعي لن يقدم ولن يؤخر واتفقت مع مبارك على أن يلقي خطابا للناس يطلب فيه بحدوث تعديلات دستورية، وتقديم موعد الانتخابات الرئاسية، وطلبت منه أن أعد هذا الخطاب، وأدخل إليه دون أي وسطاء، ولكن بعد إعداد الخطاب فوجئت بطردي من مركز الرئاسة، فعندها علمت أن هناك أشخاصا لديهم نفوذ قوي في المركز الرئاسي، ثم خرج مبارك للناس وقال خطابا مخيبا للآمال، لم يكن فيه ما اتفقنا عليه، فقررت وقتها الاستقالة على الفور.
واستكمل قائلا ، جاء شخص لي وقام بطردي من القصر الرئاسي، فقلت له من قال لك أن تقوم بطردي؟ فلم يجب، فقلت له قل لمن أرسلك أنني سأقوم بفضحكم، فأنتم تتدخلون في طلب الرئيس لي بإعداد الخطاب، وتركت رقم تليفوني في مكتب نائب الرئيس، حتى يتصل بي، ثم خرجت من القصر وقررت الاستقالة، فقد توقعت أن يقول مبارك في الخطاب عكس ما قلته له، وهذا ما حدث، وأعتقد أن زكريا عزمي هو من وراء كل هذا. وأضاف : بعدما غادرت القصر اتصل بي جمال مبارك وزكريا عزمي، وطلبا مني بشدة العودة إلى القصر الرئاسي، فقلت لهما أنكما طردتموني فكيف أعود لكم مرة أخرى؟ فقالا لي أنهما لا يعلمان شيئا عن هذا الأمر، وأنهما سيقومان بطرد الشخص الذي جاء لي وقام بطردي، وقالا لي إن الرئيس يريدني في شيء هام جداوعندما عدت إلى القصر، فوجئت أن الجميع صعد إلى اجتماع مع مبارك، وهم يصيغون الخطاب الجديد، ويضعون الخطوات السياسية القادمة، وأنا وضعوني في غرفة مغلقة، ولا أعلم ما يدور حولي، فغادرت للمرة الثانية، ولكن هذه المرة بلا عودة، فخرجت إلى البي بي سي، وقلت وأكدت أن مبارك سيلقي خطابا بعد قليل، وذلك حتى أقفل العودة على القصر الرئاسي في التراجع عن الخطاب، ووقتها ظهر وزير الإعلام السابق أنس الفقي على شاشات التليفزيون ونفى ما قلته، ولكن الجميع في ميدان التحرير، ومصر بأكملها كانت تنتظر الخطاب، وبالتالي ظهر مبارك بالفعل وقرأ خطابه على الناس.
وأنهى بدراوى حديثه قائلا: لم أقرر حتى الآن ماذا سأفعل خلال الفترة القادمة، هل سأنشيء حزب أم لا؟ وهل سأترشح لأي منصب أم لا؟ ولكن من المؤكد أنني سأعمل مع العديد من الشخصيات التي تريد مساعدة البلد على النهوض إلى الأمام، ولديّ ثقة كبيرة في الشعب المصري، وأرى أنه لن يسمح بحدوث أي تجاوزات مرة أخرى، وأنا مؤمن بأن الثورة ستحقق أهدافها.