اعتبر علاء الدين بروجوردى رئيس لجنة العلاقات الخارجية والأمن القومى بمجلس الشورى الإيرانى مصر بعد التطورات الراهنة فى أعقاب ثورة يناير "أم الأحداث والتطورات" مثلما كانت مصر وستظل أم الدنيا، وبدون شك فإن شعب مصر سيقرر مصيره ومصير المنطقة " معربا عن أمله فى أن تكون الانتخابات المقبلة فى مصر ناجحة وسليمة، وخطوة كبيرة نحو التقدم والرقى فى ربوع المنطقة . وفى مؤتمر صحفى عقده مساء اليوم بالقاهرة قال بروجردى الذي يعد أول مسئول إيرانى يزور مصر منذ ثورة يناير إن إيران وشعبها يحبون مصر، ونحن لا نستعجل بالنسبة للعلاقات الثنائية " وقد سبق لإيران أن أعلنت رسميا قبل التطورات الأخيرة استعدادها بالنسبة لعودة العلاقات الثنائية، واليوم ننتظر أن يتم اتخاذ القرار فى القاهرة، وسنكون مسروروين لمشاهدة أجواء الحرية فى الساحة المصرية، ولا نعتقد أنه بإمكان الولايات المتحدة أن تأمر وتنهى، كما كان فى السابق وسنكون مسرورين للغاية إذا ما عادت العلاقات الثنائية اليوم قبل الغد . وردا على سؤال عما إذا كان يرى أن نظام الرئيس السابق حسنى مبارك كان العقبة الوحيدة أمام عودة العلاقات بين البلدين والوضع بعد زوال هذا النظام الآن، قال: المسئول الإيرانى إن " الحكم السابق فى مصر تلاشى أمره ونتركه للتاريخ " واليوم يوم جديد.. وهناك وفود متبادلة بشكل ملحوظ أخيرا بين الجانبين ومصر مرحب بوجودها فى إيران دائما .. ونحن نلاحظ أن منحنى العلاقات - أخذ فى الاعتبار معدل الزيارات المتبادلة - إلى صعود مستمر .. وقال لا نتعجل وسنحتفل بمشيئة الله بعيد إعادة العلاقات بين البلدين فى طهران والقاهرة .. وشدد على أن إيران ليس لديها أى قيد أو شرط لإعادة العلاقات الثنائية مع مصر .. وقال إنه يتصور أن مصر الجديدة بعد الثورة فى وضع مشابه لإيران .. وإيران مستعدة لمناقشة كل المعوقات .. وتتفهم القرارات الحاكمة فى مصر، وأن كل طاقات مصر مرتبطة بالانتخابات الجديدة. وحول الخطوة المقبلة لإعادة العلاقات بين البلدين وموعدها المتوقع وارتباطها بمجلس الشعب المقبل فى مصر قال المسئول الإيرانى: إن الخطوة المقبلة فى هذا الصدد فى الجانب المصرى والكرة فى ملعب مصر .. وليس ضروريا أن يكون هناك مجلس شعب جديد لذلك، لكننا لن نستعجل تلك الخطوة ونثق فى القرار المصرى . من جانبه أكد السفير أحمد الغمراوى رئيس جمعية الصداقة الايرانية المصرية خلال المؤتمر الصحفى أن التعاون المصرى الإيرانى يشكل " كماشة " على الصهيونية العالمية وإسرائيل . وقال الغمراوى إن معظم الدول العربية تتبادل حاليا السفراء مع إيران بما فيها العراق التى خاضت حربا طويلة ضارية مع إيران وكذلك الإمارات التى توجد بينها وبين طهران خلافات فعلية حول مشكلة الجزر ..وأضاف أن الإعلام الغربى ينشغل فقط بما يتعلق بمصر وإيران ولا يشغل باله بغير ذلك، مشددا على أن الشعوب فى نهاية المطاف هى صاحبة الكلمة فيما يخص المستقبل .. وقال إن الشعوب العربية الإسلامية بدأت النهضة من ميدان التحرير .. وأكد أهمية إقامة حوار هادىء إيجابى عالى المستوى بين مؤسسة الأزهر وقم فى إيران . وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية والأمن القومى بمجلس الشورى الايرانى " إننا قمنا بتوقيع اتفاقية للطيران مع الجانب المصرى أخيرا تستلزم تفعيلها، وأن يكون هناك مسافرون، مؤكدا فى هذا الصدد أهمية اتخاذ إجراءات بشأن منح التأشيرات للإيرانيين سواء فى طهران أو فى مطار القاهرة الدولى .. وإيران من جانبها ليس لديها مشكلة فى هذه الإجراءات .. وسيتم متابعة هذا الموضوع . وأضاف أننا على استعداد كامل لتبادل تجارب الثورة الإيرانية الإسلامية بعد 30 عاما من حدوثها وفى مقدمة خلاصة هذه التجربة، هو أن بلاده ترى أن أحد أهم العوامل والأسباب لنجاح أى ثورة هو رفض الضغوط والتأثيرات الأجنبية خصوصا الأمريكية، حيث إن الولايات المتحدة تريد حسب قوله أن تستخدم الضغوط الشعبية من أجل مصلحتها . كما قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى الإيرانى " وصلتنا بعض التقارير بشأن مبادرات إيرانية لنشر الفكر الشيعى فى مصر ونحن ننفيها تماما ونؤكد أن سياستنا قائمة على احترام كل المذاهب وكل السياسات والأديان ونحن فى إيران قمنا بتأسيس دار التقريب بين المذاهب منذ عقود ونأمل ونرحب بتعاون عميق بين القاهرة وطهران كما كان فى عهد الشيخ شلتوت وآية الله بروجردى وسوف نتابع هذه السياسة للتقريب بين المذاهب والوحدة الاسلامية". وأشار إلى أن ملايين الإيرانيين يزورون سنويا دول المنطقة كالسعودية والإمارات وسوريا وتركيا وينفق السياح الإيرانيون مليارات الدولارات سنويا على السياحة وتود إيران أن يكون لمصر نصيب كبير من هذه السياحة، وقد أكدنا ذلك للمسئولين المصريين ونثق فى أنهم سيتخذون القرار المناسب بمشيئة الله . وأعرب عن ثقته فى أنه إذا ما تم حل موضوع التأشيرات فإن شركات إيرانية ومصرية كبيرة ستعمل على نقل أعداد كبيرة من الركاب بين البلدين وزيادة السياحة الدينية الوافدة من إيران لمصر والتى يقدر عددها بالملايين سنويا . وأوضح أن الهدف الرئيسى لزيارته لمصر هو توجيه الدعوة الرسمية لعدد من الشخصيات المصرية والمفكرين والدكتور نبيل العربى أمين عام الجامعة العربية لحضور المؤتمر الدولى بشأن فلسطين المقرر عقده يومى 1 و2 أكتوبر المقبل فى إيران على مستوى رؤساء برلمانات الدول الإسلامية وحرص على تأكيد أن زيارته لمصر كانت لهذا الغرض ولم تكن رسمية حكومية . وأعرب عن أمله فى أن يكون هناك برلمان جديد فى مصر قبيل المؤتمر الدولى بايران مشيرا إلى أنه سينقل الدعوة لرئيس البرلمان المصرى المنتخب لحضور المؤتمر .. وقال إن لقاءه مع الدكتور نبيل العربى خلال الزيارة كان فرصة كبيرة لمتابعة الأحداث والتطورات الراهنة اقليميا والثورات الشعبية فى الدول العربية .. حيث تمت مناقشة الوضع فى ليبيا وسوريا واليمن والبحرين معربا عن الأمل فى أن يسود الاستقرار والسلام هذه الدول فى أقرب فرصة .