في موقف امريكي تصعيدي للتوتر في المنطقة ، حذر رئيس أركان الجيوش الامريكية الجديد ، مارتن ديمبسي , ايران ، من مواصلة المشروع النووي وما اسماه بالاستمرار في " تدخلها " في العراق.
جاء ذلك في جلسة استماع أجراها الكونغرس في اطار المصادقة على تعيين " ديمبسي " في منصبه الجديد . ووصف بعض المراقبين هذه التصريحات لرئيس أركان الجيوش الامريكية بانه ناجم عن رضوخ منه للوبي الصهيوني في الكونغرس ، خاصة وانه تعمد وصف ايران بعبارات قاسية اختارها من مفردات قاموس السياسيين وليس العسكريين ، حيث وصفها بانها " قوة مهددة للاستقرار " في المنطقة، فيما كان يفترض به بعث رسالة حرص على تخفيض حدة التوتر فيها . وأضاف " ديمبسي " : " ان ايران تريد إرسال رسالة لنا ، بانها طردتنا من العراق " . والجنرال "ديمبسي" كان قد شارك في حرب غزو العراق حيث قاد فرقة مدرعة آنذاك , وعمد الرئيس أوباما الى تعيينه رئيسا لأركان الجيوش الامريكية في الحادي عشر من مايو - ايار الماضي . وكشف ضابط كبير في الجيش العراقي لشبكة نهرين نت الإخبارية " ان الجنرال ديمبسي " كان ابرز القادة الأمريكيين الذي قاد العمليات ضد " جيش المهدي " مؤكدا انه لم يكن يكترث لسقوط ضحايا من المدنيين بهدف تحقيق عمليات ناجحة ضده ". وأضاف : '" ان التهديدات التي اطلقها وزير الدفاع الامريكي " بانيتا" في زيارات الاخيرة للعراق باستهداف المقاومة العراقية ، جاء بناء على مخطط امريكي بتصعيد العمليات المسلحة مع اختيار لجنرال مثل ديمبسي الذي يعتبر من المتحمسين لإعطاء مزيد من الصلاحيات للقوات الامريكية لتنفيذ عمليات انفرادية ودون اي أشعار للقوات العراقية ، ضد اهداف واشخاصر تعدهم هذه القوات متورطة بتنفيذ عمليات المقاومة ضدها في المدن العراقية ". وجاء اختيار الجنرال ديمبسي لهذا المنصب من قبل الرئيس أوباما، ليتناسب والمخاطر التي تواجه المصالح الامريكية في العالم العربي اثر الثورات العربية التي فاجأت الأمريكيين في مصر وتونس واليمن والبحرين ، حيث باتت الاستراتيجية العسكرية بحاجة الى اعادة هيكلة وترتيب اولويات ، ويأتي الموعد النهائي لخروج قوات الاحتلال من العراق في نهاية 2011 , بمثابة تحد خطير للاستراتيجية العسكرية في المنطقة خاصة بعد تحولات مصر واليمن وماتشهده البحرين من تحولات ، بخلاف الخسائر الكبيرة المتكررة لقوات الناتو في افغانستان وللقوات الامريكية في العراق ، وهذا التحدي هو الذي يدفع بالأمريكيين بإبقائهم في العراق تحت اي عنوان كان ،تارة باسم تدريب القوات العراقية ، وتارة بذريعة تامين وجود جيش من الدبلوماسيين العاملين في السفارة الامريكية في بغداد ، ومرة اخرى للوقوف بوجه الارهاب !