بروكسل (رويترز) - يسعى الاتحاد الاوروبي لترتيب اوراق اعتماده كصانع للقرار السياسي في الشرق الاوسط لكن الانقسامات الداخلية بشأن الخطط الفلسطينية لطلب اعتراف الامم المتحدة عقدت جهوده في هذا الصدد. وشجع الشلل في عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون على ان تحاول لعب دور قيادي اكبر في ظل غياب اي مبادرة من واشنطن. وتحاول اشتون وهي دبلوماسية بريطانية اعادة تنشيط اللجنة الرباعية لوسطاء السلام بالشرق الاوسط كهيئة تفاوضية وتؤكد على تمتع الاتحاد الاوروبي بمرونة اكبر من الوسطاء الامريكيين عندما يتعلق الامر باقناع الجانبين باستئناف عملية السلام. ورغم ان نفوذ اوروبا في المنطقة محدود مقابل تفوق الدعم الاقتصادي والعسكري الذي تقدمه واشنطن لاسرائيل بشدة على المعونات التي تقدمها للفلسطينيين فان اشتون تهدف على الامد الطويل ان تضع اوروبا في موقع الوسيط الاكثر قدرة على التكيف. وتحدي اشتون الكبير هو اقناع اسرائيل بان تأخذ الاتحاد الاوروبي على محمل الجد كوسيط رئيسي. لكن مراقبين كثيرين يقولون ان التوقعات ضعيفة لان يكون هذا هو الوقت الامثل لمسعى من جانب الاتحاد الاوروبي. وقال روبرت بليتشر من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات "الاتحاد الاوروبي يلعب تاريخيا دورا ثانويا لان اللاعبين الرئيسيين الفلسطينيين والاسرائيليين جعلا الاولوية بالنسبة لهما خطب ود الامريكيين. "زاد هذا من صعوبة مشاركة الاتحاد الاوروبي. لكن خيبة امل الفلسطينيين في الولايات المتحدة تتزايد الامر الذي يفتح الباب امام اوروبا. وما على الاوروبيين ان يأتوا به الى الطاولة سوى (اثبات) انهم ليسوا الولايات المتحدة." ولا يزال على اشتون اقناع اسرائيل بأن الاتحاد الاوروبي وسيط متوازن خاصة وان الاسرائيليين ينظرون الى علاقاته الوثيقة مع الفلسطينيين كعقبة في طريق السلام. واوروبا هي اكبر مانح للمساعدات للفلسطينيين سواء عن طريق مؤسسات الاتحاد الاوروبي او الدول حيث قدمت نحو مليار يورو سنويا (41ر 1 مليار دولار) بين عامي 2007 و 2010 وتشارك عن كثب في جهود بناء الدولة الفلسطينية. يتبع
بروكسل (رويترز) - يسعى الاتحاد الاوروبي لترتيب اوراق اعتماده كصانع للقرار السياسي في الشرق الاوسط لكن الانقسامات الداخلية بشأن الخطط الفلسطينية لطلب اعتراف الامم المتحدة عقدت جهوده في هذا الصدد.
وشجع الشلل في عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون على ان تحاول لعب دور قيادي اكبر في ظل غياب اي مبادرة من واشنطن.
وتحاول اشتون وهي دبلوماسية بريطانية اعادة تنشيط اللجنة الرباعية لوسطاء السلام بالشرق الاوسط كهيئة تفاوضية وتؤكد على تمتع الاتحاد الاوروبي بمرونة اكبر من الوسطاء الامريكيين عندما يتعلق الامر باقناع الجانبين باستئناف عملية السلام.
ورغم ان نفوذ اوروبا في المنطقة محدود مقابل تفوق الدعم الاقتصادي والعسكري الذي تقدمه واشنطن لاسرائيل بشدة على المعونات التي تقدمها للفلسطينيين فان اشتون تهدف على الامد الطويل ان تضع اوروبا في موقع الوسيط الاكثر قدرة على التكيف.
وتحدي اشتون الكبير هو اقناع اسرائيل بان تأخذ الاتحاد الاوروبي على محمل الجد كوسيط رئيسي. لكن مراقبين كثيرين يقولون ان التوقعات ضعيفة لان يكون هذا هو الوقت الامثل لمسعى من جانب الاتحاد الاوروبي.
وقال روبرت بليتشر من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات "الاتحاد الاوروبي يلعب تاريخيا دورا ثانويا لان اللاعبين الرئيسيين الفلسطينيين والاسرائيليين جعلا الاولوية بالنسبة لهما خطب ود الامريكيين.
"زاد هذا من صعوبة مشاركة الاتحاد الاوروبي. لكن خيبة امل الفلسطينيين في الولايات المتحدة تتزايد الامر الذي يفتح الباب امام اوروبا. وما على الاوروبيين ان يأتوا به الى الطاولة سوى (اثبات) انهم ليسوا الولايات المتحدة."
ولا يزال على اشتون اقناع اسرائيل بأن الاتحاد الاوروبي وسيط متوازن خاصة وان الاسرائيليين ينظرون الى علاقاته الوثيقة مع الفلسطينيين كعقبة في طريق السلام.
واوروبا هي اكبر مانح للمساعدات للفلسطينيين سواء عن طريق مؤسسات الاتحاد الاوروبي او الدول حيث قدمت نحو مليار يورو سنويا (41ر 1 مليار دولار) بين عامي 2007 و 2010 وتشارك عن كثب في جهود بناء الدولة الفلسطينية. يتبع
غير ان اسرائيل تتلقى ما قيمته نحو ثلاثة مليارات دولار سنويا من المعونات العسكرية والمعونات الاخرى من واشنطن اقرب حلفائها بما بلغ اجماليه نحو 100 مليار دولار في نحو اربعة عقود.
وعلى الامد القصير قد تتبدد امال اشتون اذا مضت السلطة الفلسطينية قدما في خطة لطلب تصويت على دولة في الاجتماع المقبل للجمعية العامة للامم المتحدة.
ومن شأن الخطة التي تعارضها اسرائيل وواشنطن ان تعقد من جهود احياء محادثات السلام وتكشف عن هوة الاختلافات السياسية بين دول الاتحاد الاوروبي الامر الذي يقوض مسعى اشتون لتعزيز صوت الاتحاد الاوروبي في الخارج.
وقد تنقسم دول الاتحاد الاوروبي وعددها 27 الى معسكرين اذا اضطرت للاختيار في الجمعية العامة للامم المتحدة. ومن شأن دعم قوى كبرى في الاتحاد مثل فرنسا صراحة لاقامة دولة فلسطينية ان يثير عداء اسرائيل.
وقال بليتشر "اللجنة الرباعية هي سبيل كي تتفادى اشتون الاحراج في كشف النقاب عن محاولتها لتكوين سياسة خارجية مشتركة."
ومن غير المحتمل الى حد بعيد العودة الى مفاوضات سلام تشرف عليها واشنطن منذ عقود في ظل رفض القيادة الفلسطينية ان تتزحزح عن موقفها حتى تجمد اسرائيل البناء الاستيطاني في الاراضي المحتلة وهو ما ترفض ان تفعله.
لكن المراقبين يقولون ان الاتحاد الاوروبي ربما يكون لديه محددات داخلية اقل للسياسة من واشنطن في صياغة موقف الامر الذي يعطيه هامشا اكبر للمناورة في محاولة دفع الجانبين للتقارب.
وللرئيس الامريكي باراك اوباما علاقات متوترة مع اسرائيل منذ توليه السلطة لاسباب من بينها مسعاه المناهض للمستوطنات ولم يستطع فعل شيء يذكر للضغط على اسرائيل بسبب انتقاد الكونجرس الامريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريون.
وقالت كلارا اودونيل من مركز الاصلاح الاوروبي في لندن "يستطيع الاوروبيون الدعوة لتغيرات محددة في السياسة وهو ما لا يستطيع الامريكيون فعله."
وانتهى اخر اجتماع للجنة الرباعية والذي عقد في واشنطن في يوليو تموز دون تحقيق انفراجة وقال دبلوماسيون ان اعضاء اللجنة وهم الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة فشلوا في جسر الهوة بين الجانبين.
تركزت الاختلافات على ما اذا كان من الممكن تعريف اسرائيل كدولة "يهودية" بموجب الاتفاقات المستقبلية وعلى الموقف من المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة والعلاقات مع حماس التي يضعها الغرب على قائمة المنظمات الارهابية.
والاتحاد الاوروبي اكثر تقبلا من واشنطن للحديث مع حماس ويضغط من اجل تشديد الانتقاد للبناء الاسرائيلي في مستوطنات الضفة الغربية.
وقالت اودونيل "الموقف الرسمي للاتحاد الاوروبي بخصوص التعامل مع حكومة الوحدة الفلسطينية اكثر توافقا من الموقف الامريكي وهناك مشاركة ضمنية من ادارة اوباما لتشجيع الاوروبيين على فعل ذلك."
ولم يقرر الفلسطينيون حتى الان ما هو المسار الذي سيتخذوه في اجتماع الامم المتحدة في سبتمبر ايلول. ومن الخيارات المطروحة طلب عضوية كاملة بالامم المتحدة لدولة فلسطينية الى جانب اسرائيل رغم ان الولايات المتحدة ستعرقل ذلك على الارجح.
وربما يطلبون تصويتا على قرار يعبر عن طموحاتهم وهو من المحتمل ان يحصل على درجات متفاوته من الدعم الاوروبي.
وبينما تستعد حكومات الاتحاد الاوروبي لاجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة تقول بريطانيا انها لم تستعد بعد لاتخاذ قرار بشأن القضية الفلسطينية في حين تتحدث فرنسا بصورة اكثر انتقادا للحجج الامريكية خلال مناقشات اللجنة الرباعية.
وعلى الجانب الاخر تبدي عدة دول بشرق اوروبا تقبلا اكثر للمخاوف الاسرائيلية بشأن اي تصويت بالامم المتحدة.
وقالت اشتون في بروكسل في الاونة الاخيرة "نحن لا نزال نعمل مع اللجنة الرباعية لنرى ما اذا كنا سنستطيع الخروج ببيان. الامر ليس سهلا لان غرض البيان هو جعل المحادثات تستمر لذلك ينبغي ان تكون شاملة جدا