نأت الحكومة الليبية بنفسها عن تصريحات لسيف الإسلام نجل العقيد الليبي معمر القذافي، قال فيها إن نظام والده يسعى للتوصل إلى اتفاق مع إسلاميين لمحاربة القوى ذات التوجه الليبرالي من الثوار الذين يقاتلون منذ شهور لإسقاط النظام، كما نفى قيادي إسلامي ليبي وجود أي اتفاق من هذا النوع. وقال خالد كعيم نائب وزير الخارجية في نظام القذافي في وقت متأخر أمس الخميس إن سيف الإسلام كان يتحدث عن نفسه وليس باسم الحكومة في التصريحات التي أدلى بها لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية. اتفاق سري وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نقلت في عددها الصادر الخميس عن سيف الإسلام قوله إن نظام والده بدأ يغير رأيه تجاه الإسلاميين ويسعى لعقد اتفاق سري مع من هم موجودون في صفوف الثوار، وذلك من أجل إقصاء من سماهم الثوار الليبراليين. وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن سيف الإسلام أكد أنه سيتم التوصل إلى سلام في ليبيا خلال شهر رمضان، وأنه من المنتظر أن يعلن هو والإسلاميون بلاغا مشتركا بهذا الشأن خلال أيام من العاصمة طرابلس ومن بنغازي. وأضاف سيف الإسلام -حسب ما أوردته الصحيفة- أنه أجرى مفاوضات مع القيادي الإسلامي الليبي وعضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي الصلابي، وأن الطرفين توصلا إلى اتفاق. علي الصلابي نفى التوصل إلى أي اتفاق
مع نظام القذافي (الجزيرة) خطة مبيتة غير أن الصلابي نفى وجود أي اتفاق مع سيف الإسلام القذافي، وقال إن ما أدلى به هذا الأخير لصحيفة نيويورك تايمز بشأن التوصل إلى اتفاق سري "بهتان عظيم وكذب وإفك لا أصل له". وأضاف الصلابي في حديث عبر الهاتف للجزيرة نت أمس أن "كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي الليبي تقف صفا واحدا في وجه دكتاتورية واستبداد القذافي وأبنائه"، معتبرا تصريحات سيف الإسلام "محاولة يائسة من نظام القذافي لشق صف الثوار". ووصف ما قاله نجل القذافي بأنه "خطة وبرنامج مبيت من القذافي لإيجاد صدع في صفوف الثوار الليبيين، ولكنه لن يفلح في ذلك، وكما قال الله تعالى (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)". وتابع "حوارنا مع النظام ارتكز ويرتكز دائما على شروط على رأسها رحيل القذافي وأبنائه أولا عن السلطة، وحفظ العاصمة طرابلس وباقي المدن الليبية من الدمار، وحقن دماء الليبيين، وحق الشعب الليبي في تقرير مصيره". " الصلابي اعتبر تصريحات سيف الإسلام خطة وبرنامجا مبيتا من القذافي لإيجاد صدع في صفوف الثوار الليبيين " لا خوف واعتبر الصلابي محاولة القذافي وأبنائه لإثارة الشقاق بين الثوار -حسب قوله- "نفخة في رماد تدل على أن نظام القذافي بدأ يتهاوى أمام ضربات الثوار، وهو الآن يحاول أن يجد صدعا وشقوقا في صفوفهم، ولكن هيهات فهو لن يستطيع ذلك". وقال إن الإسلاميين الليبيين يدعمون "أي مبادرة من أي دولة أو من الأمم المتحدة تحترم شرط رحيل القذافي وأبنائه عن السلطة وتحفظ دماء الليبيين، سواء كنا داخل هذه المبادرة أو خارجها". وأضاف الصلابي "لا خوف على ليبيا من الإسلاميين لأنهم يؤمنون بإقامة دولة مدنية ديمقراطية مبنية على التداول السلمي للسلطة وسيادة القانون واستقلال القضاء، ويؤمنون بالتعددية وبدستور يحمي أعراف الليبيين وتقاليدهم وعقيدتهم ودينهم". وأكد أن ليبيا ستبقى "متماسكة قوية متلاحمة رغم كيد القذافي وأبنائه عبر وسائلهم الإعلامية المهزومة"، وأن "الثوار الليبيين بكل توجهاتهم مصممون على الدفاع عن أنفسهم وتحقيق أهداف الشعب الليبي في التحرر من نظام القذافي وأبنائه والوصول إلى الحرية والعدالة والمساواة".