تجاهل الحكومة لبدو وسط سيناء يهدد بتجدد التوتر فى المحافظة.. وقطع الطريق وتدمير أبراج المحمول وسيلة الأهالى لحل مشاكلهم والرد على نقص الخدمات.. و 10 آلاف يهاجرون للعمل بالوادى هربا من تجارة المخدرات

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : سيناء - عبد الحليم سالم | المصدر : www.youm7.com

الرمال الناعمة تكسو الطرق وتغلق مداخل المدرسة
الرمال الناعمة تكسو الطرق وتغلق مداخل المدرسة


الطريق إلى الجفجافة بوسط سيناء محفوف بالمخاطر، إلا أن الرغبة الملحة لبدو الوسط فى طرح مشكلاتهم المزمنة التى تجاهلتها الحكومات السابقة وما تزال حكومة الثورة تتجاهلها، كانت دافعا قويا من أجل الوصول إلى معقل قبيلة الأحيوات البدوية بمركز الحسنة.

الطريق فى حالة مزرية وأكوام الرمال الناعمة تتكدس عليه بامتداد معدية نمرة 6 بالإسماعيلية لمسافة تمتد إلى 90 كيلو حتى الوسط، وهو أسهل من الطريق القادم للمنطقة من العريش الذى يمتد بطول 150 كيلو مترا.

حالة الغضب التى عرف بها شباب القبيلة الذى أحرق نقطة شرطة وسيارتين تابعة لقوات الأمن، بسبب منع أمن الدولة المنحل وقتها إمام مسجد متطوع من خطبة الجمعة وتم حرمانهم من الصلاة، الأمر الذى تسبب فى إحراق كل ما يتعلق بالأمن فى المنطقة، وهو ما يتنافى مع التسامح المعروف عنهم.

وفى مقعد يوسف صالح سعد من وجهاء القبيلة تم طرح عشرات المشاكل التى يمكن حلها بجرة قلم، ومع ذلك ظلت لسنوات طويلة متراكمة كالمرارة فى حلوق البدو، جراء التجاهل الكبير وسوء معاملة جهاز أمن الدولة المنحل، وتلفيق القضايا للأبرياء منهم.

الحياة فى الجفجافة وغيرها من قرى بدو وسط سيناء بامتداد الطريق إلى النقب وإلى وادى العمرو وإلى العريش تشبه الحياة فى العصور الوسطى.

يوسف صالح سعد يشير إلى إهمال كبير تعانى منه المنطقة فى كل مناحى الحياة، ويركز على أهمية أن تتحرك الدولة سريعا وتحول وسط سيناء إلى محافظة ودائرة انتخابية جديدة، وتفعيل الاستفادة من المحاجر والثروة بسيناء.

وقال لقد سلمت لرئيس الوزراء الدكتور عصام شرف قائمة بمطالبنا خلال لقائه فى جنوب سيناء، ولم يتم تنفيذ أى مطلب منها، وهو رئيس حكومة الثورة، يعنى لا حكومة الثورة تحركت ولا حكومات ما قبل الثورة أيضا، والوضع محلك سر، وطالب بإسقاط الأحكام الغيابية.

يقول الشيخ جايز سعد إننا نعانى من ضعف شبكات المحمول بل انعدام خدمة المحمول نهائيا، رغم أن بعض الشركات جاءت إلى مناطق مجاورة وقوت الخدمة فيها، ونحن نخشى من ثورة الشباب وقيامهم بقطع الطريق أو تدمير أبراج المحمول، وساعتها المنطقة ستدخل فى مشكلات نحن يمكن نزعها مباشرة قبل أن تحدث.

عدد من الشباب بالفعل هدد بأنه سيتم تعطيل أبراج المحمول ولتتساوى كل المناطق فى الحرمان من الخدمة، وقالوا ناشدنا الشركات دون جدوى لتقوية إرسال المحمول فى القرية وتوابعها.

ينتقل على منصور وكيل مدرسة الجفجافة للحديث إلى مشكلة مياه الشرب قائلا: "المشكلة لها عدة أبعاد، أولا بئر المياه معطل وبحاجة إلى تنقية، لأن درجة الحرارة أسفل الحوض مرتفعة، وبالتالى ينصهر أى جهاز ولا ينتج أكثر من 40 مترا يوميا، والمياه ننقلها من مسافات بعيدة رغم قلة السيارات المخصصة لذلك".

والحل كما يراه منصور مد خط من الإسماعيلية كما سبق وتم وعدنا بذلك، بل وتم اعتماد 50 مليون جنيه لهذا الغرض، مضيفا يتم توزيع متر مياة واحد أسبوعيا على كل أسرة، وهذا لا يكفى مطلقا، منوها إلى أن المدارس أيضا بلا مياه وخزاناتها فارغة، وهذا ينعكس سلبا على التعليم، بخلاف عدم وجود الحافز القوى لاستقرار المعلمين فى المنطقة.

ويضيف سالمان معالى وكيل مدرسة، أن مشكلة التعليم تكمن فى وجود 3 مدارس ابتدائية ومدرسة إعدادية ومدرسة تجارة ومدرسة الصنايع فى منطقة بغداد بعيدة 60 كيلومترا، ونطالب بفرع لها فى المنطقة، وأى مدرس يأتى للمنطقة لا يجد خدمات أو الحافز المناسب فضلا عن صعوبة المواصلات من أى اتجاه.

ويضيف فيصل عودة إن مشكلة التعليم ترجع إلى عدم تواجد المعلمين، وعدم الرقابة وبالتالى لا يوجد ولا طالب فى مركزى الحسنة ونخل من بين آلاف الطلاب التحق بالثانوية العامة، والحل فى تدريب عدد من أبناء المنطقة على التدريس، ورفع المقابل للمعلمين للإقامة، كما أن المدارس بلا مياه والرمال ردمتها والمستشفى رغم جمال مبناها فهى بحاجة إلى أخصائيين وأخصائية نساء، وعدد من الأخصائيين وجهاز غسيل كلوى على الأقل، بدلا من سفر المرضى للعريش.

أما المعهد الأزهرى فمقام بالجهود الذاتية ومعرش بصورة بدائية للغاية بالجريد وبه 450 طالبا، وسمعنا أنه اعتمد له أكثر من مليون جنيه لكن لا نعرف أين ذهبت هذه الأموال منذ أيام الدكتور طنطاوى شيخ الأزهر.

ويقول طلبة سلام من أهالى الوسط: "أكثر من 10 آلاف من البدو هاجروا من المنطقة للعمل فى محافظات الوادى، مضيفا أن المعونة الأمريكية وفرت 9 أتوبيسات للعمل فى الوسط لنقل الناس، لكن المحافظة شغلتهم فى شركة خاصة، ولا يعمل أى أتوبيس فى الوسط والمواصلات صعبة للغاية".

ويطالب موسى عودة بسرعة إحلال وتجديد أعمدة وشبكات الكهرباء لم يتم تجديدها منذ سنة 1980 حتى الآن، وتمثل خطورة لصدأ العديد من الأعمدة، فضلا عن تثبيت العمالة المؤقتة فى الكهرباء، حيث يشير خليل حسين أنه من 8 سنوات و9 آخرين يعملون معه فى الشركة لم يتم تثبيتهم.

ويطالب هانى محمد من شباب القرية، بتوفير لودر لفتح المدارس من الرمال الناعمة فهناك مدارس غارقة فى الرمال، وفتح الطريق وتوفير فرص عمل للشباب، يساعد على على عدم انحرافهم إلى التجارة غير المشروعة، حيث يوجد مئات الشباب البدو بلا عمل.

وطالب عايد يوسف سعد بسرعة رصف طريق المقابر الممتد على مسافة ألف 1000 متر فقط، علاوة على الاهتمام بمركز الشباب فى القرية المهمل، وتنشيط الرياضة الخاصة بالهجن أيضا.

ويضيف الشيخ سويلم ثابت قائلا: مطلوب شق ترعة من السويس أو الإسماعيلية للوسط، تحتاج فقط 3 ماكينات رفع بدلا من ترعة السلام المتعثرة، وهذا هو الحل للتنمية".