استشهد الطالب محمد محسن عضو الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية مساء أمس والذى أصيب فى موقعة العباسية التى عرفت إعلاميا بموقعة الجمل الثانية، وذاك إثر إصابته بنزيف فى المخ، وتولت النيابة التحقيق وصرحت بتسليم الجثة لذويها لدفنها. وكان محمد (23 سنة) الطالب بكلية التجارة بجامعة سوهاج، والمقيم بمنطقة البركة بمحافظة أسوان، قد انتقل من أقصى الصعيد إلى ميدان التحرير بالقاهرة ليشارك فى الاعتصام المفتوح للمطالبة بسرعة الاستجابة لمطالب الثوار. وفى يوم 23 يوليو الماضى خرج مع آلاف المتظاهرين السلميين من ميدان التحرير، فى مسيرة سلمية إلى مقر وزارة الدفاع للمطالبة بوقف المحاكمات العسكرية للمدنيين، وسرعة محاكمة رموز النظام السابق، وعلى رأسهم الرئيس مبارك، وقتلة الشهداء، حيث فوجئ المشاركون فى المظاهرة بأعداد كبيرة من البلطجية يهجمون عليهم بالأسلحة البيضاء والشوم، ليقرر المتظاهرون العودة مرة أخرى إلى ميدان التحرير، قبل ان يسقط محمد على الأرض بعد إصابته على أيدى أحد البلطجية. وعلى الفور تم نقله إلى مستشفى معهد ناصر، بعد رفض العديد من مستشفيات القاهرة دخوله نظرا لحالته الحرجة حيث تأكدت إصابته بنزيف داخلى بالمخ، عانى بعدها من غيبوبة تامة استمرت عدة أيام، حتى وافته المنية مساء أمس الأربعاء. ويستعد أهالى منطقة البركة بأسوان الآن لاستقبال جثمان الفقيد، ودفن الجثة، ومن المنتظر أن يشهد ميدان المحطة بمحافظة أسوان الخميس توديع جثمان الفقيد فى جنازة شعبية مهيبة. وقال أهالى المتوفى لـ"اليوم السابع": إنه بالرغم من أعوامه القليلة إلا أن محمد نشأ شابا مكافحاً؛ حيث كان يعمل أثناء العطلة الصيفية لينفق على نفسه أثناء فترة الدراسة. وأضافوا أن "محمد" كان دائم الانشغال بأحوال بلده ومجتمعه من حوله، والتى كان يراها تتردى يوما بعد الآخر على يد الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وأعوانه. وأشاروا إلى أن محمد كان من النشطاء المعبرين عن حقوقهم بالطرق السلمية المشروعة، ولذلك التحق بالجمعية الوطنية للتغيير بأسوان وسوهاج منذ بداية تأسيسها فى أواخر عام 2009 ولم يكن يفوّت أى فرصة للمشاركة فى أنشطة وفعاليات الجمعية إلا نادراً، كان همه الأكبر نشر الوعى السياسى بين أبناء وطنه. شارك محمد فى ثورة 25 يناير منذ اليوم الأول لاندلاعها، وحتى إسقاط مبارك فى 11 فبراير .. كان يؤمن أن رحلة الكفاح لم تنته بعد ولهذا قرر محمد المشاركة باعتصام 8 يوليو بميدان التحرير من أجل الضغط لتحقيق مطالب الثورة. على الجانب الآخر دشن عدد من أصدقاء الشهيد محمد صفحة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك بعنوان "محمد محسن"، وقاموا بعرض صور له، وتبادل التعازى له ولأسرته على الصفحة.