تهمة الإرهاب لصيقة بالإسلام من وجهة نظر الإعلام الغربي (الجزيرة) في الوقت الذي غمر الحزن النرويج بعيد المجزرة التي ارتكبها مسيحي متطرف وأودت بحياة العشرات، وقعت كبريات وسائل الإعلام في سقطة مدوية، عندما تسرعت ووجهت أصابع الاتهام لمسلمين، بينما اختار المحققون النرويجيون التأني قبل توجيه الاتهام لأي أحد.
في الوقت الذي غمر الحزن النرويج بعيد المجزرة التي ارتكبها مسيحي متطرف وأودت بحياة العشرات، وقعت كبريات وسائل الإعلام في سقطة مدوية، عندما تسرعت ووجهت أصابع الاتهام لمسلمين، بينما اختار المحققون النرويجيون التأني قبل توجيه الاتهام لأي أحد.
وقد تعرضت الصحف خاصة في أوروبا لحرج شديد نتيجة تسرعها بإطلاق الأحكام، وكانت صحيفة صن الشعبية الأكثر مبيعا في بريطانيا قد صدرت السبت بعنوان قول "مذبحة القاعدة 11/9 النرويجي".
ورغم أن الصحيفة أشارت إلى أن المهاجم قد وصف بالفعل قبل النشر بأنه أشقر يرتدي زى شرطي، فقد أورد ملخص الخبر بالصفحة الأولى أن المسؤولين يشتبهون بـ "متشددين إسلاميين" وأن القاتل ربما كان من عناصر القاعدة المحليين.
انتقادات واسعة ويحاسب المدونون، التيار الرئيسي للإعلام على الإنترنت، ويتبادل الصحفيون المحترفون الانتقادات اللاذعة بشأن من سبق في التسرع بالحكم أو من أخذ رأي محللين معتادين دون إعمال للعقل.
في حين كتب المعلق البريطاني العراقي المولد عدنان الدايني على موقع هافينغتون بوست أن مبدأ "بريء حتى تثبت إدانته، يتحول عندما يتعلق الأمر بالمسلمين إلى مدان حتى تثبت براءته". وطالب وسائل الإعلام بتحسين أدائها "فالأمر قد يتعلق بحياة أبرياء".
بينما فسر أستاذ الصحافة السياسية في جامعة سيتي بلندن إيفور جابر السقطة الإعلامية بأنها نجمت عن مزيج من "الكسل والضغينة" من جانب وسائل الإعلام المتأثرة "بأجندة إخبارية" شكلتها أحداث سابقة، وكذلك رغبة بعض وسائل الإعلام بإشاعة الخوف من تهديدات متصورة لقرائها.
خبراء ومحللون ولم يقتصر النقد على كتاب عناوين الصحف لافتقارهم للحذر الواجب في النشر عن وضع كان بعيدا كل البعد عن الوضوح وأظهر فيه المسؤولون النرويجيون الكثير من الحذر في توجيه الاتهام، فالمعلقون من الخبراء والكتاب تعرضوا كذلك لانتقادات عنيفة.
إذ أكد مدير المركز الدولي لمكافحة الإرهاب الذي يتخذ من هولندا مقرا له أن الصحفيين رددوا ما كان يقوله المحللون المتخصصون.
وقال بيتر نوب "زعم أحد الخبراء أن المهاجم الطويل القامة الأشقر ربما كان متحولا إلى الإسلام، وهذا يعكس فكرة راسخة في العقول عن أن كل الشرور لها مصدر واحد محتمل هو الإسلاميون".
وقد أدى إبراز بعض وسائل الإعلام لتصريحات مكانتس وبخاصة نيويورك تايمز على موقعها إلى تحويله إلى هدف لمدونين آخرين لاحقا انتقدوا التسرع بإصدار الحكم على إسلاميين.
ورأى بعض منتقدي الصحف أن الإعلام أسهم بالمبالغة بالتركيز على آراء الخبراء في العنف الإسلامي بعدم استعراضه لآراء خبراء من أصحاب الخبرات الأخرى مثل أقصى اليمين المعادي للمهاجرين بأوروبا.
في حين قال إيفور جابر من جامعة سيتي "نحن لا نعترف بأن أغلب الخبراء يرون الأمور من وجهة نظرهم الخاصة". وأضاف "في مثل هذه المجالات الحساسة يتعين على الصحفيين توخي الحرص، فيمكنهم إثارة ردود فعل عكسية".
وأطلقت المدونة سانوم غفور سلسلة من المدونات الصغيرة الساخرة، على موقع تويتر عن رد الفعل الإعلامي المهزوز، وكان عنوان التتبع على تويتر "وجه اللوم للمسلمين" من أكثر المواضيع جذبا للناس على الموقع، حيث إن الكثيرين من المستخدمين لم يدركوا حقيقة النبرة الساخرة فأثار العنوان غضبهم.
أما في الولايات المتحدة فقد التهبت المشاعر، حيث تبادل الصحفيون من مختلف الاتجاهات الانتقادات اللاذعة ليس فقط بشأن تغطية الخبر بل أيضا في تعليقات عن الدروس التي يمكن الاستفادة منها من إراقة الدماء بالنرويج.
وكتب جيمس فالوز في موقع أتلانتيك "واشنطن بوست مدينة للعالم باعتذار" وشكا من استمرار نشر تعليق المدونة جنيفر روبن التي تدعو إلى مكافحة التهديد الإسلامي.
وقد أظهر استطلاع أجراه مركز كومريس المتخصص في لندن أن نحو ثلث البريطانيين يعتقدون أن الإعلام هو المسؤول الأكبر عن إشاعة الخوف من الإسلام.