من مناقب أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه - بيان القرون الخيِّرات بشهادة سيد البريَّات

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : ابن العثيمين | المصدر : www.ibnothaimeen.com

من مناقب أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه - بيان القرون الخيِّرات بشهادة سيد البريَّات

  محتوى الشريط    

المادة الصوتية

... فيا عباد الله، لقد صحَّ عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» فاتقوا الله - عباد الله - واعرفوا ما مَنَّ الله به على نبيكم محمد - صلى الله عليه وسلم - من الصحابة الكرام ذوي الفضائل العديدة والخصال الحميدة الذين نصر الله بهم الإسلام ونصرهم به وكان منهم الخلفاء الراشدون الأئمة المهديون الذين قاموا بالخلافة بعد نبيهم خير قيام فحافظوا على الدين وساسوا به الأمة بالعدل والحزم والتمكين فكانت خلافتهم أفضل خلافة في التاريخ ...
 
استماع المادة
تحميل المادة
المصدر :
حجم الملف : 3.12 MB
 
تاريخ التحديث : Jun 16, 2004



 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

الحمد لله الذي بعث نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم - في خير القرون، واختار له من الأصحاب أكمل الناس عقولاً وأقومهم ديناً وأغزرهم علماً وأشجعهم قلوباً، قوماً جاهدوا في الله حق جهاده فأقام الله بهم الدين وأظهرهم على المشركين والكافرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين وإمام المتقين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليماً كثيراً .

 

أما بعد:

 

فيا عباد الله، لقد صحَّ عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم»(1) فاتقوا الله - عباد الله - واعرفوا ما مَنَّ الله به على نبيكم محمد - صلى الله عليه وسلم - من الصحابة الكرام ذوي الفضائل العديدة والخصال الحميدة الذين نصر الله بهم الإسلام ونصرهم به وكان منهم الخلفاء الراشدون الأئمة المهديون الذين قاموا بالخلافة بعد نبيهم خير قيام فحافظوا على الدين وساسوا به الأمة بالعدل والحزم والتمكين فكانت خلافتهم أفضل خلافة في التاريخ في مستقبل الزمان وماضيه تشهد بذلك أفعالهم وتنطق به آثارهم وكان أجلُّهم قدراً وأعلاهم فخراً أبو بكر الصديق رضي الله عنه (عبد الله بن عثمان) «فما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين خير من أبي بكر رضي الله عنه»(2) .

 

 «وفي مثل ليلة اليوم في الثالث والعشرين من جمادى الآخر عام ثلاثة عشر من الهجرة توفي رضي الله عنه»(3) بعد أن خلف النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في أمته بإشارة من النبي - صلى الله عليه وسلم - أو بنصٍّ صريح كما ذهب إلى ذلك طائفة من علماء أهل السنة، ففي صحيح البخاري: «أن امرأة أتت إلى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في حاجة فأمرها أن ترجع إليه، فقالت: أرأيت إن لم أجدك ؟ كأنها تريد الموت، قال: فأتي أبا بكر»(4) وهَمَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يكتب كتاباً لأبي بكر حتى لا يختلف الناس في خلافته ثم قال: «يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر»(5) وهذا أشد وقعاً من الكتاب؛ لأنه لو كتب له لكانت خلافته بنصٍّ من الرسول - صلى الله عليه وسلم - ينقاد لها المسلمون بكل حال ولكن لما كانت خلافته بإجماع المسلمين وكان ذلك بإشارة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ذلك أشد وأوطد .

 

 أقول: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للمرأة: «إن لم تجديني فأتي أبا بكر»(6)، وهَمَّ صلى الله عليه وسلم أن يكتب كتاباً لأبي بكر أن يكون خليفة بعده ثم قال: «يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر»(7) .

 

 وفي رواية أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال: «معاذ الله أن يختلف المسلمون في أبي بكر»(8) وخلفه النبي - صلى الله عليه وسلم - على الناس في الصلاة فصار إماماً للمسلمين في الصلاة .

 

 مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمَّره النبي - صلى الله عليه وسلم - على المسلمين في الحج في السنة التاسعة من الهجرة وكل هذا إشارة من النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أن أبا بكر - رضي الله عنه - هو الخليفة من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولو كان أحد يستحق الخلافة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - سوى أبي بكر لخلَّفه النبي - صلى الله عليه وسلم - في الإمامتين: إمامة الصلاة وإمامة الحج؛ ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: «لا يطعن في خلافة الصديق وسائر الخلفاء الأربعة لا يطعن فيها أحد إلا كان أضل من حمار أهله»(م1) .

 

 «كان أبو بكر - رضي الله عنه - من سادات قريش وأشرافهم وأغنيائهم شهد له ابن الدغنة سيد القارة أمام أشراف قريش حين قال له»(9) بما شهدت به خديجة - رضي الله تعالى عنها - للنبي صلى الله عليه وسلم، «إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقرىء الضيف وتعين على نوائب الحق»(10) وكانت هذه الأوصاف هي الأوصاف التي ذكرتها خديجة- رضي الله تعالى عنها - للنبي صلى الله عليه وسلم، فلما بُعث النبي - صلى الله عليه وسلم - «بادر أبو بكر - رضي الله عنه - إلى الإيمان به وتصديقه ولم يتردد حين دعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الإيمان بل آمن به فوراً ولازم النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - طول إقامته بمكة»(11) «وصحبه في هجرته ولازمه في المدينة»(12) «وشهد معه جميع الغزوات وأسلم على يدي أبي بكر - رضي الله عنه - خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم أجمعين، واشترى رضي الله عنه سبعة من المسلمين يعذبهم الكفار بسبب إسلامهم فأعتقهم رضي الله عنهم، منهم: بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعامر بن فهيرة الذي صحب النبي - صلى الله عليه وسلم -  وأبي بكر - رضي الله عنه - في هجرتهما ليخدمهما»(م2) «وكان رضي الله عنه أول مَن جمع القرآن و أول من سمى القرآن مصحفاً و أول من سمِّي خليفة في هذه الأمة و أول من ولِّي الخلافة وأبوه حي و أول خليفة مات وأبوه حي»(م3) «وكان أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - أعلم الناس برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومدلول كلامه وفحواه، فقد خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - في آخر حياته وقال: إن عبداً خيَّره الله - تعالى - بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله»(13) «ففهِم أبو بكر - رضي الله عنه - أن المخيَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكى رضي الله تعالى عنه فعجب الناس من بكائه؛ لأنهم لم يفهموا من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - ما فهمه أبو بكر رضي الله تعالى عنه وكان رضي الله تعالى عنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم»(14)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في أبي بكر وهو يخطب الناس: «إن أمنَّ الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته»(15) هكذا قال النبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر»(16) لم يقل لاتخذت علي بن أبي طالب ولا العباس بن عبد المطلب ولا غيرهما من أقاربه ولا عمر ولا عثمان ولكنه قال: «لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر»(17) فرَضِيَ الله عن أبي بكر .

 

 وجاء مرة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «يا رسول الله، إنه كان بيني وبين ابن الخطاب - يعني: عمر - شيء فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى فأقبلت إليك يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يغفر الله لك يا أبا بكر، يغفر الله لك يا أبا بكر، يغفر الله لك يا أبا بكر ثم إن عمر - رضي الله عنه - ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل أثَمَّ أبو بكر ؟ قالوا: لا، فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسلم فجعل وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - يتمعر حتى أشفق أبو بكر أن يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر ما يكره فجثا رضي الله عنه على ركبتيه فقال: يا رسول الله، واللهِ أنا كنت أظلم، واللهِ أنا كنت أظلم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - مُعْلِناً فضل أبي بكر: إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي مرتين، فما أوذي بعدها رضي الله عنه بعد ذلك»(18)، «وكان رضي الله عنه أثبت الصحابة عند النوازل وأشدهم قلباً، ففي صلح الحديبية لم يتحمل كثير من الصحابة - رضي الله عنهم - الشروط التي وقعت بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين قريش، وكان من هذه الشروط: أن يرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية دون أن يكمل عمرته وأن من جاء من قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ردّه إليهم وإن كان مسلماً ومَن جاء من المسلمين إلى قريش لم يرد إلى المسلمين، فشقَّ ذلك على المسلمين كثيراً حتى إن عمر وهو عمر - رضي الله عنه - راجع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري، فذهب عمر إلى أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - يستعين به على مشورة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان جواب أبي بكر -  رضي الله تعالى عنه - كجواب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - أي: لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: أيها الرجل، إنه لرسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بِغَرْزِهِ، فو اللهِ إنه على الحق، فكان جواب أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - كجواب النبي صلى الله عليه وسلم سواءً بسواء»(19)، وفي هذا دليل على أن أبا بكر - رضي الله تعالى عنه - أنه أكمل الصحابة وأشدهم ثباتاً في موطن الضيق «ولما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - اندهش المسلمون لذلك حتى قام عمر - رضي الله تعالى عنه - وأنكر موته وقال: واللهِ ما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليبعثن الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم، ولكنَّ أبا بكر - رضي الله تعالى عنه - كان له منزل بالسنح وكان قد خرج صبيحة موت الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - في صبيحتها كان أحسن ما يكون وأشفى ما يكون فاستبعد رضي الله عنه أن يموت فخرج إلى مكانه السنح فلما بلغه الخبر رجع إلى المدينة فكشف رضي الله تعالى عنه عن رسول - صلى الله عليه وسلم - فقبَّله فقال: بأبي أنت وأمي، طبت حياً وميتاً، ثم خرج إلى الناس فصعد المنبر فخطب الناس بقلب ثابت وقال كلماته المشهورة التي تستحق أن تكتب بماء الذهب بل بفوق ماء الذهب قال رضي الله تعالى عنه: ألا من كان يعبد محمداً - صلى الله عليه وسلم - فإن محمداً - صلى الله عليه وسلم - قد مات ومَن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، وتلا قوله تعالى: +إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ" [الزمر: 30]، وقوله تعالى: +وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ" [آل عمران: 144]، قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: فما واللهِ ما سمعتها إلا عقلتها فما تقلُّني رجلاي، وأصبح المسلمون في المسجد يرددون هذه الآية»(20)، «ولما أراد أبو بكر - رضي الله عنه - أن ينفِّذ جيش أسامة بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - راجعه عمر وغيره من الصحابة ألا يسيِّر الجيش؛ لأنهم محتاجون إليه في قتال أهل الردة ولكنه رضي الله عنه صمَّمَ على تنفيذه وقال: واللهِ لا أحل راية عقدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولو أن الطير تخطفنا»(م4) فهذه المقامات الثلاث يتبيَّن بها قوة أبي بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - وأنه أشد الصحابة ثباتاً، فنسأل الله - تعالى - أن يمُنَّ علينا بصحبته في جنات النعيم مع نبينا - صلى الله عليه وسلم - وسائر النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين.

 

 «ولما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وارتد مَن ارتد من العرب ومنعوا الزكاة عزم أبو بكر على قتالهم فراجعه مَن راجعه في ذلك فصمَّمَ على قتالهم، قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: فعرفت أن ذلك هو الحق»(21) .

 

 وصف أبو بكر عليًّا - رضي الله عنه - فقال: «كنت أول القوم إسلاماً وأخلصهم إيماناً وأحسنهم صحبة وأشبههم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - هدياً وسمتاً وأكرمهم عليه خلفته في دينه أحسن خلافة حين ارتدوا ولزمت منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم، كنت كالجبل، لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف، متواضعاً في نفسك، عظيماً عند الله، أقرب الناس عندك أطوعهم لله وأتقاهم»(م5)، وقال رضي الله تعالى عنه: «كان أبو بكر خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رضيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - لديننا فرضيناه لدنيانا»(م6)، «تولى أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - الخلافة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسار في الناس سيرة حميدة، فبارك الله في مدة خلافته على قلتها فقد كانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر وتسع ليالٍ ومات رضي الله تعالى عنه ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء ليلة ثلاثة وعشرين من جمادى الثانية سنة ثلاث عشرة من الهجرة»(م7)، وكان من بركته رضي الله تعالى عنه أن خلَّف على المسلمين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - فكان ذلك من حسنات أبي بكر رضي الله تعالى عنه وعن جميع الصحابة، إنه على كل شيء قدير .

 

 أيها المسلمون، هذا أحد الصحابة الفضلاء الكرماء وقد قال الله تعالى فيهم: +وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" [التوبة: 100] .

 

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تجعلنا ممن اتبعوهم بإحسان، وأن تحشرنا في زمرتهم وأن تجمعنا بهم في جنات النعيم يا ذا الجلال والإكرام، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .

 

الخطبة الثانية

 

 الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كَرِهَ ذلك من أشرك به وكفر، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، سيد البشر، الشافع المشفع في المحشر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر، وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدا الصباح وأنور، وسلَّم تسليماً كثيراً .  

 

أما بعد:

 

فإن صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - هم خير القرون بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم، هم أفضل الناس وأقربهم إلى الله عزَّ وجل، فقد قال الله - تعالى - فيمن بايع تحت الشجرة: +لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ" [الفتح: 18]، وكانوا نحو ألف وأربعمائة رجلٍ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة»(22)، وأصحاب بدر قال الله - تعالى - فيهم فيما يرويه عنه صلى الله عليه وسلم: «اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم»(23)، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «أنهم خير القرون»(24) قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في العقيدة الواسطية: «إنه لا كان ولا يكون مثلهم وما جرى بينهم فإن أهل السنة والجماعة يمسكون عما جرى بينهم ولا يتحدثون به»(م8)؛ لأنه إذا تحدث الناس ولا سيما عند العامة فيما جرى بينهم فإنه لابد أن ينقدح في قلوب مَن لا يفهمون شيئاً من الغل على هؤلاء أو على هؤلاء؛ ولهذا كان من عقيدة أهل السنة والجماعة الإمساك عما جرى من الفتن بين الصحابة، قال الناظم:

ونسْكُتُ عن حرب الصحابة فالذي

 

جرى بينهم كان اجتهاداً مجـردا(م9)

 

 فالذي حصل هو اجتهاد المصيب منهم له الأجر مرتين والمخطئ منهم له أجر واحد، ولقد عفا الله - تعالى - عن خطئه، وها أنا أنقل لكم شيئاً مما قاله العلماء فيما جرى بين الصحابة من الحروب والفتن، نقل السفاريني - رحمه الله تعالى - عن صاحب نهاية المبتدئين ابن حمدان أحد علماء الحنابلة المعتبرين قال: يجب حبُّ الصحابة والكف عما جرى بينهم كتابة وقراءة وإقراء وسماعاً وتسميعاً ويجب ذكر محاسنهم والترضي عنهم والمحبة لهم وترك التحامل عليهم واعتقاد العذر لهم وإنهم إنما فعلوا ما فعلوا باجتهاد سائغ لا يوجب كفراً ولا فسقاً، وكان الإمام أحمد - رحمه الله - ينكر على من خاض - يعني: في ذلك - ويثمن أحاديث الفضائل وقال: السكوت عما جرى بينهم، وقال بعض المحققين: البحث في هذا ليس من العقائد الدينية وليس مما ينتفع به في الدين بل ربما أضر باليقين فلا جَرَمَ أن السلامة كف اللسان عن هذا المدخل الضيق العظيم، وقال أبو زُرعة - وهو من أجلِّ شيوخ أصحاب مسلم صاحب الصحيح - قال: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعلم أنه زنديق وذلك لأن القرآن حق والرسول حق وما جاء به حق ولم يؤدِّ ذلك كله إلا الصحابة، فمَن جرحهم فإنما أراد إبطال الكتاب والسنة فيكون الجرح به أليق والحكم عليه بالزندقة أقوم وألحق، هكذا ذكره السفاريني في شرحه على عقيدته المذكورة (العقيدة السفارينية) في الصفحة السابعة والثمانين والثامنة والثمانين والتاسعة والثمانين بعد الثلاثمائة في الجزء الثاني، فمَن أحب يكمل ما قاله فليذهب إليه .

 

 أيها الإخوة المسلمون، إنه يجب علينا أن نسكت عما جرى بين الصحابة والذي جرى بين الصحابة إنما كان بعد انقراض الخلفاء الثلاثة: أبي بكر، وعمر، وعثمان حين انتشرت الأهواء ودخل في الدين مَن يكره الدين ويكره ما يقوِّم الدين وأهل الدين فحصلت الفتن وحصل القتال ولكنه كان عن اجتهاد، فالواجب علينا أن نكف عما جرى بين الصحابة وأن ننزه ألسنتنا عنه كما نزه الله عنه أسيافنا .

 

 ذُكر أن عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى - سأل عن ذلك فقال: تلك دماء طهر الله أسيافنا منها فيجب علينا أن نطهر ألسنتنا، ولقد صدق رحمه الله أن الذي ينبغي لنا والذي يجب علينا أن ننشر فضائل الصحابة وأن نكف عن مساوئهم وأن نعتقد أن ما جرى منهم فإنه مغمور في جنب فضائلهم التي لا يلحقون بها، اللهم ارضَ عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أجمعين، اللهم ارضَ عنهم أجمعين، اللهم كُفَّ ألسنة الحاقدين عليهم يا رب العالمين، اللهم اجعلهم مدفوعين لنا ونحن أتباعاً لهم يا رب العالمين .

 

إننا نقول من على هذا المنبر كما قال الله عزَّ وجل: +رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ" [الحشر: 10]، واعلموا - أيها الإخوة - «أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة في الدين بدعة»(25) «وكل بدعة ضلالة»(26)، «فعليكم بالجماعة؛ فإن يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار»(27)، أتدرون من الجماعة ؟ وما المراد بالجماعة ؟ الجماعة هم: الذين اجتمعوا على شريعة الله غير متفرقين فيها ولا متباعدين ولا متباغضين والجماعة هي: أن نجتمع على شريعة الله سواء، لا يختلف بعضنا عن بعض، هذه هي الجماعة، ومن مقوامتها أن نصلي الصلوات الخمس جماعة في المساجد كما أمرنا بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: «إن يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار»(28)، واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه فقال جلَّ من قائل عليماً: +إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" [الأحزاب: 56]، فسمعاً لك اللهم وطاعة، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطناً، اللهم توفنا على ملته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم اسقنا من حوضه، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين، اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي أفضل أتباع المرسلين، اللهم ارضَ عن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم ارضَ عنا بمنك وكرمك يا رب العالمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم اجعلنا من حملته الناصرين له المنصورين به، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم إنا نسألك أن تنصر المسلمين في كل مكان، اللهم تقبَّل منا إنك أنت السميع العليم، اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم، اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم .

 

عباد الله، +إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ" [النحل: 90-91]، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نِعَمِهِ يزدكم، +وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ" [العنكبوت: 45].

----------------

(1)            أخرجه الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى- في مسنده في مسند البصريين رحمهم الله تعالى، رقم (18979) وله ألفاظ أخرى، وأخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب الشهادات، باب: لا يشهد على شهادة جور، رقم (2457) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب: فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، باب: فضل الصحابة -رضي الله تعالى- عنهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، رقم (4603)، وأخرجه أبو داود -رحمه الله تعالى- في كتاب السنة، باب: فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، رقم (4038)، وأخرجه الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه في كتاب الفتن، باب: ما جاء في القرون الثلاثة،  رقم (2147) من حديث عمران بن حصين وعبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنهما- واللفظ للترمذي رحمه الله تعالى، ت ط ع .

(2)            أخرجه عبد بن حميد -رحمه الله تعالى- في مسنده الجزء (1) صفحة (101)، رقم الحديث (212) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وأخرجه ابن حبان -رحمه الله تعالى- في صحيحه من حديث سفينة رضي الله تعالى عنه، الجزء (15) صفحة (34)، رقم الحديث (6657)، وأخرجه الحاكم -رحمه الله تعالى- في المستدرك الجزء (3) صفحة (266)، رقم الحديث (4409) من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها .

(3)            أخرجه الإمام ابن حبان في صحيحه من حديث سفينة رضي الله تعالى عنه، الجزء (15) صفحة (34)، رقم الحديث (6657) .

(4)            أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، في كتاب المناقب، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو كنت متخذاً خليلاً» قاله أبو سعيد، رقم (3386)، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، رقم (4398) من حديث جبير بن مطعم رضي الله تعالى عنه .

(5)            أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب المرضى، باب: قول المريض: إني وجع، رقم (5234)، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، رقم (2399) من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها .

(6)            سبق تخريجه في الحديث رقم (4) .

(7)            سبق تخريجه في الحديث رقم (5) .

(8)            انظر إليه في مسند الطيالسي -رحمه الله تعالى- في الجزء (1) صفحة (210)، رقم الحديث (1508) .

(9)            أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب الحوالة، باب: جوار أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، رقم (2134) .

(10)        أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: كيف بدأ الوحي، باب: بدء الوحي من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها، رقم (3)، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب الإيمان، باب: بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها، رقم (231) وفي رواية له رقم (232)، ت ط ع .

(11)        أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب المناقب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو كنت متخذاً خليلاً» قاله أبو سعيد من حديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه، رقم (3388)، ت ط ع .

(12)        أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب المغازي، باب: غزوة الرجيع من حديث أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها وعن أبيها، رقم (3784)، ت ط ع .

(13)        أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب المناقب، باب: هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله تعالى عنهم أجمعين، رقم (3615)، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، باب: من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، رقم (4290) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه، ت ط ع .

(14)        أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب المناقب، باب: هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، رقم (3615)، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، باب: من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه، رقم (4390)، ت ط ع .

(15)        سبق تخريجه في الحديث السابق رقم (14) .

(16)        سبق تخريجه في الحديث السابق رقم (14) .

(17)        سبق تخريجه في الحديث السابق رقم (14) .

(18)        أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب المناقب، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو كنت متخذاً خليلاً» قاله أبو سعيد، رقم (3388)، وفي رواية له في كتاب تفسير القرآن الكريم، باب: قوله تعالى: +قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" [الأعراف: 158]، وفي رواية له رقم (4274) من حديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه، ت ط ع .

(19)        أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب الشروط، باب: الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط من حديث المسور بن مخرمة رضي الله تعالى عنه، رقم (2529)، ت ط ع .

(20)         أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب الجنائز، باب: الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في أكفانه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، رقم (1165)، وفي رواية له برقم (1394)، وفي رواية له برقم (4097)، ت ط ع .

(21)        أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب: الاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رقم (6741)، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب الإيمان، باب: الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم (الباب) من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، رقم (29)، ت ط ع .

(22)        أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، باب: من فضائل أصحاب الشجرة أهل بيعة الرضوان رضي الله تعالى عنهم أجمعين، رقم (4552) .

(23)        أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب تفسير القرآن الكريم، باب قوله تعالى: +يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ" [الممتحنة: 1]، رقم (4511)، وفي رواية له في كتاب الجهاد والسير، باب الجاسوس، رقم (2785)، وفي رواية له في كتاب المغازي، باب فضل من شهد بدر، رقم (3684)، باب غزوة الفتح وما بعث حاطب بن بلتعة إلى أهل مكة يخبرهم بغزو النبي صلى الله عليه وسلم، رقم (3939) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر -رضي الله تعالى عنهم- وقصة حاطب بن بلتعة، رقم (4550)، ت ط ع .

(24)         أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب الشهادات، باب: لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، رقم (2458)، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب فضائل الصحابة، باب: فضل الصحابة -رضي الله تعالى عنهم أجمعين- ثم الذين يلونهم ثم الذي يلونهم، رقم (4601) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، ت ط ع .  

(25)        أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب الجمعة، باب: تخفيف الصلاة والخطبة من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه، رقم (1435)، ت ط ع .

(26)         أخرجه الإمام النسائي -رحمه الله تعالى- في سننه في كتاب صلاة العيدين، باب كيف الخطبة، رقم (1560) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه، ت ط ع .

(27)         أخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه في كتاب الفتن، باب: ما جاء في لزوم الجماعة من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، رقم (2023)، ت ط ع .

(28)         سبق تخريجه في الحديث رقم (27) .

 

(م1) ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في مجموع الفتاوى في الجزء (3) صفحة (153)، وفي المجلد (4) صفحة (438)، وذكره رحمه الله تعالى في العقيدة الواسطية الجزء (1) صفحة (26) .

 

(م2) انظر إليها في سيرة الخليفة المبارك أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، ذكرها ابن الأثير -رحمه الله تعالى- في كتاب أُسد الغابة الجزء (1) صفحة (638) و (749)، وانظر إليها كذلك في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى، الجزء (4) صفحة (169-175) رقم (4821) .

 

(م3) ذكرها السيوطي -رحمه الله تعالى- في كتابه تاريخ الخلفاء في الجزء (1) صفحة (71) و (72) .

 

(م4) انظر إلى هذه المسألة ذكرها ابن سعيد -رحمه الله تعالى- في كتابه الطبقات الكبرى الجزء (4) صفحة (67) و (68)، وانظر إليها في تاريخ دمشق الجزء (10) صفحة (139)، وانظر إليها في مختصر تاريخ دمشق الجزء (1) صفحة (542) و (654) .

 

(م5) انظر إلى هذا الأثر ذكره صاحب تاريخ دمشق -رحمه الله تعالى- من حديث علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه- في الجزء (30) صفحة (438) و (439) و (440)، وذكره كذلك في الجزء (32) صفحة (396) .

 

(م6) انظر إلى هذا القول ذكره صاحب كتاب أُسد الغابة الجزء (1) صفحة (646)، وانظر إليه في كتاب تاريخ دمشق ذكره صاحبه في الجزء (30) صفحة (75)، وكذلك ذكره في مختصره تاريخ دمشق الجزء (1) صفحة (1770) .

 

(م7) انظر إليها في كتاب الاستيعاب ذكرها صاحب هذا الكتاب رحمه الله تعالى في الجزء (1) صفحة (299)، وانظر إليها في كتاب الثقات لابن حبان رحمه الله تعالى الجزء (2) صفحة (194) .

 

(م8) ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في العقيدة الواسطية في الجزء (1) صفحة (62) .

(م9)  انظر إليها في لقاءات الباب المفتوح ذكرها الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى- في الشريط (58) وفي الكتاب صفحة (11) .

تنبيه/ذكره الطبري -رحمه الله تعالى- في التاريخ لمن أراد أن يستزيد كيف قُتل أبو بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- ذكره رحمه الله -تعالى- في المجلد الثاني الصفحة (347) فارجع إليها رحمك الله تعالى .