كتب : حواش منتصر فقد أكد أبو الفتوح أنه لديه معلومات من مصادر طبية موثوق فيها أن الرئيس السابق حسني مبارك سليم ولا يعاني أي أمراض، وليس به أي إصابات عضوية، ولكن المشكلة أنه كلما نادي الناس بمحاكمته تظهر تصريحات بإصاباته، مؤكدا أن حالته الصحية لا تعوق محاكمته، وقال أبو الفتوح أن مبارك هو من سجن الأستاذ حلمي حموده وهو في السبعينيات من عمره وعرضه لمحاكمة عسكرية، دون أن يرتكب جرما، ومن أنقذه من المحاكمة هو الجيش المصري. وأكد الدكتور الفتوح، أن الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء عليه أن يكون واضحا خلال الفترة المقبلة وأن لا يكون هناك مجاملة أو تراخي في التعامل مع أي قضية، وطالبه بأنه إذا لم يستطع خدمة المصالح العليا للبلاد، وتحقيق مطالب الثورة أن يستقيل، وأن يخرج للجمهور ليعلن أسباب استقالته، والضغوط التي مورست عليه ومنعته من القيام بعمله، سواء كانت هذه الضغوط خارجيه أو داخليه، وقال أبو الفتوح إن هذه الفترة لا تحتاج للقيادات العنترية ولا لأصحاب الصوت العالي، في رده على من يتهمون شرف بالطيبة. وأكد أبو الفتوح أنه يعترف بوجود انشقاق في صفوف القوى السياسية في مصر، فقوى اليمين والتيارات الإسلامية تميل إلى التهدئة وفض الإعتصام ميدان التحرير أما قوى اليسار فتتجه نحو العكس، ولكنه طالب الجميع بأن يتوحد وأن لا يكون هناك يمين أو يسار وأن ترفع مصلحة مصر فوق كل شيء، مدللا بأن أحد أهم أسباب نجاح ثورة 25 يناير هي حالة التوافق والاتحاد التي انتابت الجميع أثناء الأيام الأولى للثورة، وهذا ما يجب أن يكون عليه الوضع الآن من أجل مصلحة مصر. وأكد أبو الفتوح أنه على السلطة الحاكمة في مصر أن تفخر بأبنائها المعتصمين في ميدان التحرير والمتمسكين بمطالبهم، والتي تحقق بعض منها، ولكنه في نفس الوقت أكد على ضرورة فض الاعتصام وتسيير حركة الحياة وإعطاء حكومة الدكتور شرف الجديدة الفرصة لتلبية مطالب الثورة، وإذا لم يحدث هذا فالشعب موجود، وميادين مصر كلها مفتوحة لهم، مشيرا إلى أن زمن عناد السلطة انتهي، وأنه يجب الإنصياع لمطالب الشعب لأنه صاحب القرار والشرعية. وقال أبو الفتوح إن الشعب يحتاج أن يعيش الكرامة والحرية وحقه في الاعتقاد دون إرهاب، فالشباب في النظام السابق كان يعاقب على اختياره السياسي، فهذا قدر من الجنون، فالحكر على حرية الشخص سواء من حزبه أو جماعته أو نظامه السياسي مخالف للدين، إذا كان الله أعطى الإنسان الحق في اختيار العقيدة، فهل يجبره إنسان مثله على توجه سياسي، مؤكدا أنه ضد استخدام وسائل لإجبار أشخاص على اعتناق أفكار، ومن يقوم بهذا يعد مفلس فكريا ودينيا وسياسيا. مشيرا إلى أنه هناك جزء متمم للحرية، وهو أن تكون الحرية مسئولة، وأن تكون في إطار قانوني، وإلا ستكون فوضى، فهناك جماعات وحركات سياسية ليس لها أي سياق قانوني، منها الإخوان والجماعات الإسلامية والسلفية كل هذا يجب أن يشجع على أن يكون موجودا في إطار القانون، فأي حركة خارج القانون جاءها تمويل من أمريكا أو إسرائيل ماذا تكون النتائج؟، يجب أن تكون تحت الرقابة ويكون هناك شفافية في تعاملاتها حتى لا تكون خطرا على الأمن القومي، وما ينطبق على الجماعات والحركات السياسية، ينطبق أيضا على المنظمات المدنية والاجتماعية والثقافية، وأكد أنه على على جماعة الأخوان أن تقنن وضعها في صورة جمعية حتى يكون هناك شفافية في آدائها المالي والإداري، مشيرا في نفس الوقت إلى أن يعرف أن أموال الإخوان لا تشوبها شائبة وأنها تخرج من جيوب الإخوان أنفسهم. وأضاف أبو الفتوح أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة مدنية من ضمن أسسها ومواصفاتها الالتزام وليس السمع والطاعة، لأن السمع والطاعة من المصطلحات العسكرية وليس المدنية، وأكد أن هذا الخلط حدث عندما قررت جماعة الإخوان مقاومة الإنجليز وبالتالي كان يجب أن يكون لها جناح عسكري، وبالتالي اختلفت المصطلحات ومن هذا الوقت وحدث تداخل بين المصطلحات، مؤكدا أنها جماعة مدنية تقوم على الإلتزام مثل كل الجماعات والحركات والأحزاب والمؤسسات. وأبدى ابو الفتوح أسفه من منح أمريكا 40 مليون دولار لعدد من المؤسسات المدنية بمصر، بعيدا عن رقابة الحكومة المصرية، لأنه يضعها في شبهات، وأكد أنه يجب أن يكون هناك قدر من التوافق والاستكمال مع السلطة لأن السلطة في طريقها أن تمثل الشعب، ويجب أن تكون أي مساعدات أو معونات عن طريق السلطة، كما طالب بسرعة انجاز نظام سياسيى وإجراء الانتخابات لأن الوضع الحالي خطر على الأمن القومي. وأكد أبو الفتوح أنه لا يريد أن ينبش في الماضي والتركيز على المحاكمات، ولكن يريد بناء البلد، ليس إهمالا لمحاسبة أفراد النظام السابق، ولكنه يخشى أن يكون اهتمامنا به يؤدي بنا إلى إهمال مستقبل مصر، وقال أن نيلسون مانديلا وجه رسالة للثورة المصرية والتونسية في احتفاله بعيد ميلاده منذ أيام وقال "إن الثورة في جنوب إفريقيا عندما قامت لم تتفرغ للإنتقام من البيض، ولكن كان هدفها الساسي هو البناء والعمل، وذكرنا بالمقولة الشهير لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأهل مكة في فتح مكة (اذهبوا فأنتم الطلقاء) وهذا لا يعني عدم محاسبتهم، ولكن التفرغ لمستقبل مصر".