تصاعد المشاعر القومية الكردية مع احتجاجات عربية وانقسام السودان
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
نامو عبد الله
| المصدر :
ara.reuters.com
اربيل (العراق) (رويترز) - في اليوم الذي ولدت فيه أحدث دولة في الاتحاد الافريقي وهي جمهورية جنوب السودان استخدم الزعيم الكردي العراقي برهم صالح جهاز اي باد في الدخول على موقع تويتر للتعبير عن مشاعره للعالم قائلا "أراقب التاريخ وهو يتشكل بينما يعلن جنوب السودان استقلاله."
وأضاف "خلاصة القصة أن المذابح الجماعية لا تحول دون حق تقرير المصير."
ومع ظهور دولة جديدة في افريقيا وقيام انتفاضات في أنحاء العالم العربي أصبح الاكراد في شمال العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي يتحدثون بصوت أعلى عن احتمال زيادة حجم الحكم الذاتي اذا أصبحت الحكومة المركزية في العراق كما يخشى الاكراد اكثر شمولية.
وفي أجزاء من تركيا وسوريا وايران يرى الاكراد أيضا هناك احتمالات جديدة للحرية خارج نطاق الحكومات التي قمعت على مدار التاريخ الاقلية الكردية.
وقال صالح رئيس وزراء كردستان العراق ان جنوب السودان يقدم قدرا كبيرا من الالهام.
وأضاف أن الاهم من ذلك هو المخاوف الشديدة التي يشعر بها أغلب الاكراد بشأن اتجاه سياسة بغداد بينما تتحرك نحو المركزية والشمولية.
وما زالت هناك قضايا معلقة بين الحكومة المركزية في بغداد والمنطقة الكردية التي تمثل ثلاث محافظات من بين 18 محافظة عراقية فيما يتعلق بالحدود وحقوق النفط. ويوجد في كردستان العراق 45 مليار برميل من احتياطي النفط الخام.
ويبلغ عدد الاكراد 30 مليون نسمة موزعين بين العراق وايران وسوريا وتركيا وهم مجموعة عرقية تختلف ثقافتهم ولغتهم عن العرب والاتراك والفرس الذين يتقاسمون معهم الارض.
وتعرض الاكراد وغالبيتهم مسلمون للقمع من جانب مسلمين اخرين يعتبرونهم انفصاليين.
وبعد حرب الخليج الاولى عام 1991 قدمت قوى غربية الملاذ الامن لاكراد العراق مما أتاح لهم استخدام الموارد الطبيعية للبدء في بناء دولة حديثة.
وتعززت المشاعر القومية الكردية بالغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 الذي أطاح بالرئيس الراحل صدام حسين مع انزلاق البلاد الى حرب طائفية بين العراقيين مما هدد بقاء كردستان كدولة منفردة.
وقال المؤلف مايكل جانتر الذي كتب عن ثورة الاكراد في العراق وتركيا "للمرة الاولى في تاريخهم الحديث أصبح الاكراد في العراق وتركيا على الاقل يصعدون بحذر."
وقال ان رغبة تركيا في الانضمام للاتحاد الاوروبي أجبرت الحكومة على تحسين حياة الاكراد في الجنوب الشرقي. وأصبحت الموسيقى الكردية مسموعة في مدن تركية مثل ديار بكر وهناك قنوات تلفزيونية تبث ارسالها باللغة الكردية على مدار اليوم.
وبعد نحو 27 عاما من الصراع بين تركيا والمتمردين الاكراد أصبح الاكراد والاتراك يفضلون فيما يبدو الحلول السلمية لانهاء هذا العداء.
وأقر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بوجود مشكلة كردية والتي تم انكارها طويلا ووصفها بأنها "مسألة امنية" ووعد بحلها. وفي انتخابات أجريت في يونيو حزيران الماضي حصل الاكراد على 36 مقعدا بالبرلمان أي نحو ضعف عدد المقاعد في الانتخابات السابقة.
ومن شوارع القامشلي في سوريا حيث يدعو الاكراد الى الحرية الى قلعة اربيل حيث تحلق الاعلام الكردية فوق اكثر المدن العراقية انتعاشا يرى الكثير من الاكراد مستقبلا واعدا للقومية الكردية.
وقال خالد علي وهو نشط سوري كردي في اربيل "ليس هناك ما يسمى نصف ثورة."
وأضاف "لقد اتخذ السوريون قرارهم. أصبحت الاطاحة ببشار الاسد مسألة وقت" في اشارة للرئيس السوري الذي قمع احتجاجات مطالبة بالديمقراطية. وتلقي سوريا باللوم على جماعات مسلحة مرتبطة باسلاميين في اذكاء العنف.
ويلجأ النشطاء السوريون المنفيون والمقيمون في كردستان العراق الى مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك ويجمعون تبرعات لدعم المحتجين في وطنهم.
وقال محمود يعقوب (34 عاما) وهو يدير مجموعات على موقع فيسبوك في اربيل "اذا سقط النظام سيكون هذا أفضل بالنسبة للاكراد. ستكون لهم حرية العمل في مناطقهم."
ويقول ديفيد رومانو وهو استاذ لسياسة الشرق الاوسط بجامعة ميزوري ان نجاح الثورة السورية سيكون له أثر بالغ على دول اخرى مثل ايران.
وقال رومانو مؤلف كتاب (الحركة القومية الكردية) "ستكون ايران أكثر انعزالا في حالة سقوط سوريا."
ومن مخبأه في جبل قنديل يتبنى امير كريمي وهو زعيم للمتمردين مناهض لايران رؤية أكثر تشددا.
وقال "اذا سقطت سوريا ستكون ايران الهدف التالي... سيكون أمام تركيا خياران.. اما محو الاكراد تماما... أو الاستسلام للواقع."
من نامو عبد الله