أول زفاف لعروسين من 6 إبريل بالمنصورة.. يتحول إلى احتفالية في حب مصر

الناقل : فراولة الزملكاوية | الكاتب الأصلى : الدقهلية - منى باشا | المصدر : gate.ahram.org.eg


برغم أنها "ليلة عمرهما" فإنهماوأصدقاءهما والـ"DJ"، كانت لهم أراء أخرى، حيث انطلقت الأغانى الوطنية وتراقص العروسان على أنغام "يا بلادي يا بلادي أنا بحبك يا بلادي" و"إزاي يا حبيبتي" و"يا مصر". لتبدأ ليلة زفاف إبريلية أبرز ملامحها "قبضة 6 إبريل - صور العروسين أثناء المظاهرات".
الأمر ليس بغريب حتى لأقارب العروسين أو ضيوف حفل الزفاف لأن العروسين هما الدكتور مصطفى البحيرى، والجميلة، رشا بدوي، وهما من القيادات الشابة بحركة شباب 6 إبريل المنصورة.

كان الدكتور مصطفى البحيري "25 سنة" ثاني شباب الحركة بالمنصورة بعدما آمن بالفكرة من خلال منسق الحركة وأول مروجيها بالدقهلية أحمد النديم، وبرغم أن البحيرى يدرس بكلية الطب في تلك الأثناء ودراسته تحتاج إلى تفرغ تام فإنه عاشق لمصر مثل كثير من أقرانه، وبدأت الحركة في الانتشار وظل يظهر البحيرى في معظم الوقفات الاحتجاجية والتضامنية والتظاهرات، وحمل على عاتقة هو والنديم تأسيس الحركة بالمنصورة واختيار مجموعة من الشباب المخلصين.

وياتى البحيري من مدينته أجا القريبة إلى مدينة المنصورة ويجوب أنحاء المحافظة والمحافظات المجاورة حاملا "شنطة" صغيرة ربما نجد بها "سماعة الطب" وملابسه الخاصة وأدوية وكتبة الدراسية، دائما كان يستعد لمواجهة النظام وبطشه ودائما كان على أهبة الاستعداد للقبض علية حتى حان اللقاء بجميلة حركة 6 إبريل أو "بونبوناية" الحركة كما يطلقون عليها رشا بدوى"24 سنة" ظهرت دون خوف ولم تلق بالا بالتهديدات التي جاءتها من البعض، حيث كانت تدرس هي الأخرى في كلية الآداب بالمنصورة ولا تفوت وقفة أو تظاهرة إلا وتجدها بين أقرانها بالحركة أو أي من المناضلين في الحركات والأحزاب السياسية.

ميول العروس السياسية لم يكن وليد المصادفة، فقد نشأت في عائلة تتخذ من النضال طريقا للحياة فهي من عائلة "فيروز" بمدينة ميت سلسيل التابعة لمحافظة الدقهلية، وشقيقها محمود الناشط السياسي المعروف المنتمى إلى حزب التجمع ثم الحزب الشيوعي المصري وتقريبا غالبية العائلة تنتمي إلى حزب واحد فقط وهو "تحرير مصر من النظام الفاسد".

كان أول لقاء جمع العروسين، يوم 13 مارس عام 2009 وانطلقت شرارة حب الوطن يتقاسمانها معا والطريق واحد فعرف الحب طريقة بينهم ووقفا إلى جوار بعضهما البعض يشدان من أزر بعضهما في أوقات المحن والشدائد، يبكيان معا على ضحايا النظام، يقفان بجوار بعضهما البعض يهتفان ضد النظام، يخططان لمستقبلهما فكانت خطبتهما وهم لا يزالا طلاب علم وطلاب تحرير الوطن فاحتفلت حركة 6 إبريل والحركات والقوى السياسية والحزبية بخطبتهما في منزل رشا بمدينة ميت سلسيل بتاريخ 29 مايو 2010 وخرجا بعدها للمطالبة بإسقاط النظام ومحاكمة حبيب العادلى على كل جرائمهم "خالد سعيد وسيد بلال" ووسط دموعهم ورهانهم على أن الشعب سيخرج حتما دون خوف من بطش أجهزتهم الأمنية لم يتسرب إليهم اليأس أبدا واقسما على أن الزواج سوف يكون في زمن الحرية وتخرج مصطفى البحيرى فى كلية الطب ورشا من كلية الآداب قسم علم نفس.

ويبدو أن بداية تكليف الدكتور مصطفى كانت من قبل الأمن حيث تم إرساله إلى مستشفى الطور بمحافظة جنوب سيناء فلم يشك بل ذهب ومارس عمله كما يجب ولم يترك 6 إبريل فهو أحد المسئولين عن الحركة فواصل اتصالاته الهاتفية ونشاطاته الإلكترونية وتابع كل ما يحدث من خلال "اللاب توب" ذلك الضيف الجديد الذي حل على "شنطته".

فى المقابل كانت رشا تشعل حماسة الجميع في المظاهرات والاحتجاجات وصفحات الحركة الإلكترونية و "الفيس بوك" فاشتعلت صورة مصر 25 يناير فظهر "البحيرى" يبكي كما لم يبك من قبل تشاركه رشا عبراته التي تسللت على دون أن يشعرا وسافر مرة أخرى إلى الطور وكان عليه تنفيذ الوعد بالزواج في حالة تحرير مصر فتم تحرير عقد الزواج في اليوم السابع من الشهر الجاري "نقس يوم إعلان خطبة الدكتور أحمد البرماوي القيادي بالحركة"، ومن ثم حفل الزفاف بين كل الأصدقاء والقوى السياسية والحركات الشعبية وجماعة "الإخوان المسلمون" في احتفالية لم تغب عنها شمس الوطنية.

وفى نهاية الحفل اتفق العديد من الشباب غير المنتمين إلى الحركة السياسية النشطة أحد الشركاء الرئيسيين لتحرير مصر على توجيه رسالة شكر إلى مصطفى البحيرى ورشا بدوى وكل شباب 6 إبريل وهى أن "شباب حركة 6 إبريل بالمنصورة" تظل الصداقة وحب الوطن نشيدا مقدسا ونبراسا لتلك الحركة في محافظة الدقهلية – برغم حداثة أعمارهم، فإنك تشعر بأنهم يحملون عقولا لديها رؤية ومخططا لصالح الوطن – نالوا من النظام وأزيالة ما لم ينله أحد وليس المقصود هنا أنهم الأفضل ولكن لحداثة أعمارهم تفاجأ بأنهم لا يشغلون أنفسهم سوى بحب الوطن وفور نجاحهم وباقي الشعب والقوى السياسية والشبابية والشعبية في الإطاحة بالنظام السابق، توالت الاتهامات فتارة "ماسونيين" وأخرى "تابعين" لجهات خارجية، وأحيانا ممولين من الموساد نفسه، وما إلى ذلك من اتهامات منهجية وضع أسسها النظام السابق لخائبي الرجاء الذين يتلونون حتى الآن بلون الثورة والوطنية، وتناسى هؤلاء "الخائبين" أن الاتهامات وإن صحت قادتنا إلى ثورة يعترف بها العالم بأنها الأبرز في التاريخ, ثورة "نظيفة".

أما شباب الحركة بالمنصورة لم نجدهم يشكون أو يتلونون أو يتحولون لقد تناولوا معنا "الفول والطعمية" "كنتاكى الشعب" والشاذ عن القاعدة يحمل بين أصابعه علبة "البيبسي أو الكولا" لا يسلم من السنة الجميع بأن ما بين أصابعه جاء إليه بتمويل فمن أين لهم بهذا التمويل؟! ونحن نعتقد أنه تمويل "بابا وماما" لأن أكبرهم سنا تزوج الآن. فشكرا أحمد النديم وفاطمة رضوان وأحمد البرماوي ويحي الحسيني وإحسان سلطان وعماد الدهتورى وعبد الرحمن "هيقص شعره قريب" لأنه نجح في الثانوية العامة وغيرهم الكثير والكثير من أبناء مصر الشرفاء.