ليست بمفارقة او بسابقة ما يعيشه الدوري الالماني لكرة القدم منذ سنوات وسنوات، إذ يبدو بايرن ميونيخ -
مع بداية كل موسم - المرشح الابرز والاقوى والدائم لانتزاع اللقب المحلي، فإما ان يخيب واما ان يصيب بنهاية المنافسات. في السنوات القليلة الماضية، لم يكن اي من الاندية التي توجت بلقب ال «بوندسليغه» مرشحا للتفوق على
«العملاق البافاري»، بل ان المسيرة إلى اعلى نقطة من منصة التتويج كانت تُرسم، في كل مرة، خلال معمعة المنافسات وليست قبل اعطاء شارة انطلاقتها. نظرة خاطفة على السجل الذهبي للدوري الالماني، الذي ابصر النور العام 1963، تشير بوضوح إلى ان
بايرن توج في 21 مناسبة من اصل 47 حتى الموسم 2009/2010، وان لا منافس حقيقيا له على هذا الصعيد خصوصا ان اقرب ملاحقيه هو بوروسيا مونشنغلادباخ (5 القاب فقط). صحيح ان بايرن ميونيخ عاش صراعا بين الفنية والاخرى مع هذا الفريق او ذاك كما كانت الحال مثلا مطلع ثمانينات القرن الماضي مع هامبورغ، وفي فترات متقطعة مع فيردر بريمن، الا ان السنوات الاخيرة تطالعنا
بأن كل من انتزع درع الدوري من الفريق البافاري كان يبدأ مسيرته المظفرة من خارج الحسابات، تماما كما
حصل مع فولفسبورغ بطل 2009، وشتوتغارت المتوج في 2007 وكايرزسلوترن بطل 1998، وهو ما يعيشه اليوم بوروسيا دورتموند، الذي يتصدر الترتيب بفارق كبير عن اقرب منافسيه. ويعود عدم استقرار المنافسة على صعيد الاسماء (اسماء الاندية) في المانيا إلى واقع ان بايرن ميونيخ هو الاغنى والاكثر حضورا على المستوى الخارجي وقد اعتاد شراء اي نجم يلمع في الفرق المنافسة، خصوصا
المحلية منها، الامر الذي ينعكس سلبا على الاخيرة ويخلط اوراقها، فيما يحافظ «المارد البافاري» على استقراره «الفني» ويستمر في اكتساب الخبرة على المستوى الخارجي جراء مشاركته الدائمة في دوري
ابطال اوروبا، الامر الذي يضمن له الاستمرار في بسط سلطته او في العودة إلى بسطها اثر فترة عابرة من انعدام الوزن. لا خلاف على ان لقب دوري الموسم الحالي يبدو بعيد المنال عن بايرن ميونيخ وقريبا من دورتموند، بيد ان مما لا شك فيه ان الفريق البافاري سيكون المرشح الاول في الموسم المقبل ...وذلك بالتخصص.