في مباراة مثيرة سلطت عليها الأضواء كثيراً بعد صفقة انتقال المهاجم الاسباني توريس الأغلى من ليفربول إلى تشيلسي بلغت قيمتها 80 مليون دولار فازت الكتيبة الحمراء(ليفربول) على أصحاب الفانيلات الزرق
(تشيلسي) بنتيجة( 1-صفر) والتي جرت على ملعب ستامفورد بريدج والذي انتظرت طويلاً قلوب الملايين في كافة أنحاء المعمورة. اليوم سنتوقف عند ابرز المجريات التكتيكية لهذا اللقاء وصنعاه كلا المدربين علما
بأن دالغليش نجح في كسب نقاط المباراة الثلاث حينما أجاد قراءة متغيراتها وهو الفوز الرابع له على التولي بعد استلامه لمقاليد النادي من سلفه روي هدسون. لعب ليفربول بطريقة (3-1-4-1-1) بتشكيلة تألفت من الحارس رينا،خط الدفاعي تألف من( جيمي كاراجر
على اليمين ،سكرتيل، أججير على اليسار أمامهم لوكاس) اماخط الوسط فقد تألف من( كيلي - جيرارد رودريغيز- جونسون )خط الهجوم (ميريليس - كيوت). في حين لعب المدرب تشيلسي انشيلوتي بأسلوب (4-4-2)لكن بطريقة الماسة في خط الوسط أي بتشكيل(4-1-2-1-2) تكون من الحارس (بيتر تشيك)،رباعي خط الدفاع( كول- تيري-ايفانوفيتش-بوسنجوا) خط الوسط
(مايكل أمامه ايسيان -لامبارد أمامهما انيلكا وفي خط الهجوم الثنائي(دروغبا- نجم ليفربول السابق الاسباني توريس). ليفربول ودفاع الرجل لرجل حاول مدرب تشيلسي انشيلوتي العودة إلى أسلوبه المعهود في سحب دفاعات ليفربول نحو الأطراف عن طريق دروغبا الذي مال نحو اليسار لسحب كاراجر و توريس على اليمين لمشاغلة أججير وإتاحة المجال
للمهاجم انيلكا اللعب على المساحات من الخلف وتكوين حالة لعب (واحد ضد اثنين) أي ضد المدافع سكرتيل أو لوكاس بيد أن اللاعب لوكاس لعب مع الفرنسي (انيلكا) كظله ومنعه من التحرك والتحرر بشكل صارم
وفشل تشيلسي في عمل ثغرات لعب مثالية في الدفاع الكتيبة الحمراء و أوكل الاسكتلندي دالجليش مدرب ليفربول واجبات دفاعية متعددة لكنها صارمة لخط وسطه الذين طبقوا دفاع الملازمة (رجل لرجل) وبإتقان
عندما راقب(جيرارد –لامبارد) و( رودريغيز- ايسيان) بالإضافة إلى ان كل من جيرارد وجونسون تراجعا نحو طرفيهما الدفاعي لإسناد كاراجر و أججير بشكل دائم،وتميز رباعي خط وسط ليفربول بنقل الكرات
البينية بشكل سليم وبوتيرة واحدة وبرع جونسون في اللعب على الجهة اليسار في حين كان ميريليس دائم
الحركة وتحرر من أي رقابة في كذا حالة وأفلت كثيراً من كماشة ايسيان ومايكل وكذلك أبدع كيوت في سحب تيري على الإطراف في حالة تبادل المراكز مع جيرارد او كيلي وأجاد (سحرة الانفيلد) اللعب
العرضي ونقل الكرات من جهة إلى جهة مع الحيازة ملحوظة على الكرة لكنهم لم يهددوا مرمى الحارس
تشيك إلا في مناسبتين أخطرها كانت عندما مرر جيرارد كرة عرضية فشل الأرجنتيني ماكسي رودريغيز في تحويلها إلى داخل المرمى لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي . تكتيكات انشيلوتي دون جدوى
في الشوط الثاني تحرر متوسط دفاع ليفربول لوكاس قليلاً إلى الأمام وبدأ يحضر الكرات في وسط الملعب وتحرك رودريغيز في الربع الثالث من مساحة تشيلسي وبدأ ليفربول في تفعيل الأطراف عند جهتي
(جونسون) وكذلك نحو (كيلي) الذي أدى مهمتين الأولى هجومية في حالة صعود مع جيرارد والثانية العودة لتغطية جهته اليمنى والضغط على دروغبا في الأطراف واستطاع ليفربول ان يوفر زيادة عددية في وسط
الملعب وفرضوا إيقاعهم على تشيلسي مما استدعى المدرب انشيلوتي بأن يغير من طريقة انتشار لاعبيه وغيرّ تشكيله من 4-4-2 إلى 4-3-3 أي اللعب بجناحين مهاجمين صريحين ومهاجم (انيلكا) خلفهما ثلاثي
الوسط (مايكل-لامبارد- ايسيان) اللذين استطاعوا من ربط خطي الدفاع بالهجوم والانتقال السريع وبموجب هذا التشكيل استطاع تشيلسي الحد من خطورة ليفربول في الأطراف ورغبته في السيطرة على مقاليد اللعب
وخلق المساحات أمام( توريس –دروغبا- انيلكا-لامبارد) في التحرك ولعب الكرات والتمرير وفي خطوة
مفاجئة تخلى انشيلوتي عن مهاجميه توريس والذي اخفق حقاً في ان يترك أي بصمة تذكر وبان غريباً غير متجانس مع زملاءه ليحل محله اللاعب كالو لعب مهاجم رأس حربة. دهاء دالغليش الخططي
في المقابل لجأ دالغليش إلى طريقة 4-4-2 التقليدية لحفاظ على التواجد العددي في الوسط و افلح في عمل الكثير من حالات 4 ضد 3 في الهجوم واستطاع جيرارد في تسريع إيقاع اللعب عبر الانتقال السريع من
الدفاع إلى الهجوم او بنقل الكرات على الأطراف إلى كيوت والبرتغالي ميريليس الخطير وبانت خطورة الأحمر في الدقيقة 69 بعدما استغل لاعب البرتغالي ميريليس كرة عرضية قشرها له ببراعة القائد ستيفن
جيرارد اخفق دفاع تشيلسي من التعامل ليضعها في شباك الحارس بيتر تشيك يخطف فوزا ثميناً في هذا الدور. ومن الأمور الفنية الأخرى التي ميزت هذا اللقاء،ان ليفربول أجاد كثيرا في كسب المواجهات الفردية في وسط الملعب أي حالة واحد ضد واحد واستطاع المدافع الفولاذي جيمي كاراجر ان يجرد دروغبا من أي
خطورة تذكر بالإضافة إلى ان الظهير تشيلسي كول لم يظهر بمستواه المعروف ولم يقم بأي واجب هجومي يذكر مع طلعات خجولة لزميله بوسنجوا في هذه المباراة نتيجة لأوامر مدربهما بعدم التقدم كثيراً,وبهذا الفوز
ارتقى ليفربول إلى المركز السادس برصيد 38 نقطة في حين تجمد رصيد تشيلسي إلى 44 في المركز الرابع.