وأخيراً تحقق حلم مدرب الفرنسي أرسن فينغر و أفتكت عنه حبال العقدة "البرشلونية المريرة"عندما هزم النادي الاسباني ولم يكترثوا كثيراً سواء كان هذا الفوز قد تحقق على ملعبهم أم خارجه بعد ما قلبوا تأخرهم
بهدف واحد بقدم"دافيد فيّا "إلى فوز ثمين على ذئاب"غوارديولا"بنتيجة( 2-1)بإمضاء كلّ من فان بيرسي والبديل ارشافين . لعب الارسنال بطريقتي(4-2-3-1) وكذلك بأسلوب (4-4-1-1 ) بتشكيلة تكونت من ( سزسزيسني) حراسة
المرمى، (إيبوي، جورو، لوران كوتشيلني، كليشي)لخط الوسط (جاك ويلشر، اليكس سونغ)(نصري، ، فابريغاس، ثيو والكوت)، (فان بيرسي) للهجوم . اما فريق البرشا فقد لعب بطريقة(4-1-3-2 )،مكونة من: الحارس فالديس،خط الدفاع
(ماكسويل،ابيدال،بيكيه، داني الفيس) خط الوسط (سيرجو بسيكيت) أمامه،( تشافي- أنيستا - ميسي) لهجوم (بيدرو- دافيد فيّا) الارسنال يبدأ بحذر بدأ الارسنال المباراة بقوة وبتكتيك تلاءم بشكل جيد مع قدرات النادي الكتالوني الفنية و لم يضع فينغر المهاجم فان برسي وحيداً عمق دفاع الاسباني حيث كان الأقرب إلى خط وسطه مع جاهزية عالية لأي مرتد
سريع خاطف في حين مال فابريغاس إلى التقدم قليلاً نحو الأمام،اما نصري والكوت فكلاهما أديا دورين مزدوجين هما:الضغط على داني الفيش وماكسويل و التوغل في العمق الدفاعي الاسباني مع العودة إلى منتصف الملعب لسد الثغرات على (أنيستا – بيدرو) في حالة المساندة الدفاعية وشاهدنا عودتهم التكتيكية إلى خط الوسط بمنهجية عالية وبتحرك محسوب ،ليكونوا صفاً رباعياً بجانب(ويلشر- سونغ)وقد أنظم إليهم
فابريغاس في بعض الأحيان لحظة تراجع ميسي إلى الوراء من اجل التحضير والضغط عليه اما فان بيرسي فمارس ضغطاً واضحاً على بسيكيت كلما أراد بناء هجماته وقد نجم عن هذا التكتيك بأن النادي اللندني أجبر البرشا على تحضير وتمرير كراتهم في مناطقهم وإتاحة المجال إلى لخطي وسطه ودفاعه في رص صفوفهما وإغلاق أي مساحة لعب رغم الحيازة الواضحة على الكرة من قبل البرشا. ميسي يخترق وفيّا يسجل في المقابل فقد اجري غوارديولا تبديلاً في مركز الدفاع لسد غياب القائد "بايول"عندما وضع ابيدال محله بمركز قلب دفاع بجانب ظهير اليسار ماكسويل وبعد بداية بطيئة اظهر برشلونة تفوقاً ملحوظاً في اللعب وبدأ يستعيد قوته في التحضير مع حيازة مطلقة للكرة في امتلاك خط الوسط وحصر اللعب في ملعب الخصم
بواسطة لعب الدفاع المتقدم وتدوير الكرة بشكل سريع لإجهاد الخصوم وتحرر ميسي وبدأ بشغل كل المراكز في العمق وفي بعض الأحيان تراجع إلى وسط الملعب لربطه اللعب وتسهيل الانتقال مع التمرير،مع وجود رقابة واضحة ضده من قبل الثنائي(سونغ –ويلشر) وكذلك ثنائي الدفاع (يوهان جورو، لوران كوتشيلني) ضد فيّا متبوعاً بتراجع والكوت إلى الخلف لإسناد إيبوي في تضيق الخناق على أنيستا لأنه لم يستطع اختراق المدافع ماكسويل في حالة(واحد ضد واحد) هجوماً،ومع الضغط المتزايد من قبل برشلونة تضاعفت
التحصينات الدفاعية للقلعة الانكليزية فلم يتركوا أي فراغ ما بين خطوط(الوسط-الهجوم-الدفاع) لكن مشكلة هذا الرص العددي من اللاعبين ان حتى هذه الإستراتيجية لم تفلح في وقف الضغط الكتالوني عليهم فقد ظلوا محتفظين بالكرة في ملعبهم أو منتصف الملعب،ناهيكم على ان أي خطأ في فقد الكرة في منتصف الملعب او ضعف بالتغطية او السماح لثلاثي الرعب (ميسي - أنيستا – تشافي ) من الاستدارة او التمرير كفيل بحدوث
عملية انتقال سريعة من الدفاع إلى الهجوم و خاصة ان أسلوب برشلونة هو التحول الخاطف للرباعي السريع( ميسي- أنيستا -شافي- بيدر- فيّا),فلم تجد تلك الصرامة لثنائيات المراقبة نفعا ًوالتي طبقها أرسن فنغر على ميسي ودافيد فيّا من قبل( إيبوي - جورو - سونغ - كوتشيلني ) واستطاع ميسي النفاذ كعادته والاختراق
وأضاع هدفاً محققاً لكنه أدرك هفوته عندما استطاع ان يمرر كرة خاطفة إلى دافيد فيّا ليسجل أول أهداف البرشا في مرمى الحارس البولندي سزسزيسني،بيد أن هذا الهدف لم يؤثر على رباطة جأش الارسنال وحاول تفعيل خطوط وسطه دون إهمال الحذر والرقابة في الواجبات الدفاعية لهم و برز( فابريغاس -سونغ -ونصري) في التحرك والضغط على جهة داني الفيش ومحاولة الاختراقات مع قوة ملحوظة في الالتحام الفردي لحيازة الكرة لينتهي الأول بتقدم رفاق فيّا على غرمائهم الانكليز وفي عقر دارهم. تغييرات تكتيكية جهنمية بدأ الثاني على ذات المنوال بتبادل الهجمات والتحضير في وسط الملعب ولم تحدث أي تغييرات خططية تذكر على أداء الفريقين، إلا بعد ما قرر المدرب غوارديولا وهو تبديل(حسب اجتهادي الشخصي غير موفق)عندما قرر سحب الخطير دافيد فيّا والذي كان مراقباً بشكل مباشر من قبل ثلاث لاعبين كلما استلم الكرة ليحل محله
اللاعب كيتا وهذا التغيير جعل أنيستا يتحول كمهاجم لتعويض فيّا بجانب(ميسي- بيدرو) لكنه أوكل لكيتا واجبات دفاعية ايضا ليرد أرسن فينغر بتبديل هجومي ذكي عندما أخرج محور الارتكاز (سونغ) ليلعب محله المهاجم الروسي ارشافين كجناح يسار ليتحول سميح نصري إلى منتصف الملعب برفقة ويلشر ولكن هذا
التغيير أتى أُكله وتحسن تمركز لاعبي الارسنال كون ان فينغر استثمر خروج فيّا جيداً مما أعطى الحرية إلى الظهير إيبوي بالتقدم والاستفادة من سرعة نصري في التحول المرتد والانطلاقات لأنها طبقت بشكل جيد، وتحرك فان بيرسي وتحرر من الرقابة عندما اخفق الفيش في قراءة الكرة لينطلق بيرسي المحاصر من قبل بيكيه في زاوية" ميتة" من جهة يسار الارسنال فأرسل كرته لتخترق المدافع وتذهب إلى الزاوية البعيدة لفالديس الذي تحمل مسؤولية هذا الهدف البسيط خاطفا هدف التعادل الاستراتيجي. بعدها بدأ فريق المدفعية بنقل كراته في دفاعات برشلونة وعزز الارسنال خط هجومه عندا أشرك الدنماركي بيندتنر محل والكوت وبانت جهة اليمين أكثر فعالية في المقابل لم يستثمر برشلونة فرصة خروج (سونغ) الذي مارس ضغطاً كبيراً على (أنيستا)كما كنا نتصور بأن ميسي سيستفيد من هذا التبديل في اللعب على المساحة الحرة وبدون أي ضغط ويبدع في الأمام في صناعة الهجمات. هدف مباغت بنقلات متناسقة فتح الارسنال اللعب عرضاً وليس بالعمق كما هو أسلوبه المعروف واستطاع العودة إلى أجواء المباراة خلال 13 دقيقة مكنتهم بفوز غالِ عندما باغتوا برشلونة بهدف ثانٍ إذا يعد هذا الهدف واحداً من أروع أهداف المسابقة وبجهد جماعي مميز وانتقال سريع من الدفاع إلى الهجوم ،حيث جاء من خمس نقلات بدأت من
منطقة الدفاع أي من بيندتنر الذي لعبها بلمسة واحدة إلى ويلشر الذي مررها مباشرة إلى فابريغاس الذي استلامها واستدار بها ولعبها بالعمق تجاه الطرف عند المنطلق نصري غير المراقب من قبل كيتا ثم لعبها بدوره في عرض منطقة الجزاء إلى المنطلق من الخلف "ارشافين"الذي سددها بقوة إلى مرمى الحارس
فالديس والذي ُحجبت عنه الرؤية بسبب وقوف ابيدال أمام جهة الكرة و بيكيه أمامه لتستقر كالصاروخ في شباكه,بعدها حاول البرشا استعادة توازنه لكنهم يلجأ إلى ذهنيته الهجومية البحتة فانشغل كثيراً في مسألة الحيازة بدلاً من البحث عن فرص أخرى لكن خطوط الارسنال كانت أكثر تجانساً ولم يفلح برشلونة رغم
أسلوبه الخارق في التحضير والحيازة والضغط والتمرير السريع من جهة إلى جهة في فتح ثغرات او مساحات لعب نموذجية في الربع الثالث دفاع الارسنال الذين ظفروا بنقاط المباراة الثلاث وهي الأغلى بالنسبة لمدربهم الخبير فينغر.