سأل صحافي مدرب منتخب تشيلي الأسبق أورلاندو أرافينا: كيف ستلعب غدا أمام الأرجنتين؟ فرد عليه: «بالزي الأحمر والأزرق إضافة الى جوارب بيضاء»، وفاز تشيلسي على توتنهام 5-4 فغضب مدربه آنذاك البرتغالي جوزيه مورينيو وقال: نتيجة 5-4 لا تكون في مباريات الكرة أبدا، لقد كانت نتيجة مباراة في هوكي الجليد، ونفسه مورينيو رد على سؤال صحافي عندما كان مدربا لتشيلسي الانجليزي عن إمكانية التعاقد مع ديفيد بيكام: «البلوز يتعاقد مع لاعبين ممتازين ومحترفين ولا يتعاقد مع عارضي أزياء».
وإذا أردت ان تستدل على شخصية المدرب فتمعن في تصريحاته، فالمدرب المهزوز يلقي باللائمة دائما على اللاعبين والحكم، ولولا الحياء لقال ان مساعدي هو سبب الخسارة. ويقول حارس مرمى سابق لناد جماهيري ان مدربهم الوطني عندما يخسر المباراة يظل يصرخ في غرفة الملابس «لا يوجد عندي قائد في الملعب»، وعندما نفوز يقول «لقد كانت خطتنا محكمة». وفي ملاعبنا المحلية فإن مدربينا يتحفظون عادة في أحاديثهم الصحافية خشية ردود أفعال لن تكون في صالحهم، ومن المستحيل ان يخرج أحدهم بتصريح ناري مثلما قال مورينيو عن بيكام فمثل هذه التصريحات في مجتمعنا تعد من المحرمات، ويمكن للمتابع ان يرصد أحاديث المدربين في الفضائيات بسهولة، فالمدرب الأشهر بين زملائه محمد ابراهيم يميل كثيرا الى التهدئة ولا يتجاوز أبدا الخطوط الحمراء حتى لو كانت السكين على رقبته، كما انه يتملص من السؤال الذي لا يرغب في الاجابة عنه بالمزاح. أما مدرب منتخبنا الأزرق غوران توفاريتش فإنه قليل الكلام وإجاباته مختصرة ويحمل في داخله اعجابا شديدا باللاعبين بدر المطوع وفهد العنزي لا يبيح به علنا لاعتبارات خاصة، فيما يحرص مساعده عبدالعزيز حمادة على انتقاء كلماته بعناية كي لا تفسر الى غير معناها، أما المدرب الوطني ماهر الشمري فما في قلبه على لسانه اي أنه شفاف وصريح، وهو قارئ جيد للساحة وما يدور حولها. ويتميز محمد كرم، الذي حقق مع العربي كأس الأمير مدربا، بروح الفكاهة، وعادة ما تكون ردوده مباشرة، ففي إحدى المباريات الودية غضب من مستوى احد اللاعبين الأفارقة الذي شارك الأخضر على سبيل التجربة فقال لمن حوله «طلعوه برة لا أدق على الشرطة».