في كل مرة نتمنى وجود أجواء جميلة من تلك التي تفضي إلى مشاهدة ممتعة لكرة القدم .. نفاجأ أن من بيننا من ينحى إلى إفساد تلك المتعة إما من خلال فرط التعصب الذي يعانيه أو من خلال تصرف أهوج.. أو الغوص في التوافه التي لا تضر ولا تنفع بل تقلق وتغير المسار بعيدا عن المرام. قبل مواجهة الأهلي بالهلال الليلة كنّا نمني النفس أن وقعا جميلا سيتم من خلال الحال المتقدمة للهلال .. والتطور اللافت على أداء الأهلي بمعنى أن تنافسهما الجميل الذي كثيرا ما أعطانا الألق المطلوب .. توقعناه سيحضر الليلة .. لكن ما بال حظنا رديئا . أكتب هذا الموضوع بعد أن اتضحت الرؤية تجاه الروماني رادوي لكن هل مثل هذا التصرف يقودنا كمنتمين لكرة القدم السعودية أن نجد في إسقاطات وتوافه أقل ما يقال عنها أنها بليدة ذلك يُنظّر وذلك يتوعد وأخر يدافع ورابع يفتح كل عناوينه إلى ما سماه "الكارثة" مع أننا لم نعش كارثة ولم نعرف إسقاطا مضرا لكرة القدم السعودية بل تصرفا فرديا بعيدا عن الروح الرياضية سيتم تعديله. حقيقة فالمنافسة السعودية كانت تُجر كرها إلى مسارب أخرى ، رغم أن سعادة قد حضرت من وقع أهمية المباراة وقيمة الفريقين لكن الإعلام ما برح ينزلق وأي منزلق هو قد بلغ من فرط تعصبه لم يعلم أي حال سيكون عليها الروماني .. هناك من لف حبل المشنقة حول رقبته وهناك من جعله الضحية التي لا بد أن تنال الصفح ولكن لغة الحوار في هذه القضية قد هبطت إلى منحدرات سحيقة عندما لم يخرج الحصيف الذي يتثبت ويقرأ الأمر بعين المطلع الموضوعي .. أقول إن شرف وقدسية العمل الإعلامي تحت الضغط وأسير للانتماء وتحت تهديد التعصب وعليه أعيد التأكيد أن في الإعلام المُقيم لكرة السعودية من أخطأ طريقه إلى هذا الإعلام تقرأ لهم عن هذه القضية فلا تجد غير غثاء لا لغة ولا منطق بل مفردات أقرب أن تكون بذيئة ومخجلة وتخاطب المتعصب لا الرزين! من واقع هذه الرؤية عن قضية واضحة المعالم وحجم الاختلاف فيها تسقط للمرة الألف المصلحة العامة وتبرز المصلحة الخاصة، ويظهر وبتجلي الارتهان للمكاسب الشخصية ودعم التعصب والكيد والضغينة ليعاودنا الخجل من جديد خوفا من أن أحدا سيتهم إعلام السعودية "وهو يملك الدليل" بأن هذا الإعلام أحد المساهمين الكبار بتراجع ليس كرة بلاده بل الرياضة عموما. خلاصة القول إننا نحتاج إلى حمله لأجل ترسيخ مفهوم الروح الرياضية ليس فقط في الملاعب الكروية ، بل بين الإعلاميين المنتمين إلى الرياضة ، ولعل الأمر أصبح مبتذلاً من فرط ما تجده من أمور سمجة أضرت بالنقد ، بل وقللت من قيمة هذا الإعلام الرياضي.