لا يمكن استيعاب ما حصل لنادي تشلسي الانكليزي لكرة القدم. لقد كان «الفريق الازرق»، على الورق، مؤهلا عن حق لاستكمال سطوته على مقدرات اللعبة في انكلترا بقيادة مدربه الايطالي كارلو أنشيلوتي الذي أنهى موسمه الاول معه (2009 - 2010) مكللا بغار الدوري الممتاز وإكليل كأس الاتحاد. كانت انطلاقة ال «بلوز» ايجابية للغاية، فقد سيطر على قمة ال «برميير ليغ» منذ مطلع الموسم الحالي وبدا غير قابل للزحزحة عنها، ثم وبسحر ساحر، هوى من اعلى الهرم حتى بات مهددا اليوم بتفويت المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. المسابقة الاوروبية الأم نفسها باتت تمثل بالنسبة الى تشلسي خشبة الخلاص الوحيدة لتفادي إنهائه الموسم يتيما بلا لقب. صحيح ان مسابقة كأس انكلترا كانت تمثل منفذا متاحا أمام تشلسي الا ان الخروج من الدور الرابع أمام إيفرتون يوم اول من امس يحتم على رجال أنشيلوتي التركيز على دوري الابطال حصرا. قد يصب الخروج الاخير من كأس انكلترا والمبكر من كأس رابطة الاندية الانكليزية المحترفة وتضاؤل الامل في احراز لقب الدوري في صالح تشلسي ونجومه خصوصا ان الجهود اليوم ستنصب على الكأس الاوروبية فقط، في حين ان الاندية الاوروبية الكبرى الاخرى نفسها مطالبة بتوزيع جهودها على جبهات عدة. ارسنال ومانشستر يونايتد الانكليزيان مثلا مازالا متواجدين في دوري الابطال، بيد ان الاول بلغ نهائي كأس رابطة الاندية المحترفة (يواجه برمنغهام سيتي في 27 فبراير الجاري)، ومازال حاضرا في مسابقة الكأس المحلية وينافس بقوة على الدوري المحلي حيث يشغل المركز الثاني. أما «يونايتد» فيتصدر ال «برميير ليغ» ومازال متواجدا في معمعة الكأس ايضا. بايرن ميونيخ الالماني فقد مبدئيا حظوظ الاحتفاظ بلقب ال «بوندسليغا» بيد انه بلغ نصف نهائي الكأس المحلية حيث يواجه شالكه. برشلونة الاسباني مازال «حيا» على الجبهات كافة، وهو يتصدر ال «ليغا» وسط ملاحقة جدية من ريال مدريد الذي واعده ايضا في «ميستايا» في 20 ابريل المقبل لخوض «معركة نهائي كأس الملك». ميلان وإنترميلان الايطاليان يتصارعان بقوة على لقب ال «سيري آ» ومازالا حاضرين في مسابقة الكأس المحلية ايضا. هكذا، يبدو «كبار أوروبا» المرشحون للعب الادوار الاولى في دوري الابطال مشتتي التفكير بين جبهات عدة، بينما سيستمتع تشلسي، رغما عنه، بميزة حصر جهوده على جبهة واحدة. ولكن اذا كان أنشيلوتي و«حاشيته» قررا الاعتماد على هذه النقطة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فإن سداسية برشلونة وخماسية انترميلان تشيران بوضوح الى ان توزيع الجهود على جبهات عدة لا يعني بالضرورة التضحية والاستسلام على تخوم بعضها.