حرروا الرياضة قبل فوات الأوان

الناقل : The Princess | الكاتب الأصلى : عبد الرضا عباس | المصدر : www.kooora.com

منذ عشرين سنة تقريباً والرياضة الكويتية في قبضة حديدية لم تستطع لا الحكومة ولا حتى مجلس الأمة فكها من هذه القبضة ، ولا كتاب الصحافة الرياضية ولا الفضائيات الرياضية، بل على مر تلك السنين استطاعوا أن يستميلوا بعض هؤلاء الكتاب في حساباتهم وأجندتهم ، وبعد ظهور بعض الفضائيات الجديدة استولوا على

عقول المقدمين بمختلف الطرق والأفكار والهدايا والعطايا، أشُبه هذا الاحتكار بقنينة المشروب الغازي ، الكل بات داخل القنينة حتى كاد يصل الوضع المتفجر إلى عنق الزجاجة ، فالكل يغلي من القهر ، فلا هو قادر على الخروج ، ولا هو قادر أن يوصل صوته لخارجها ، بل الرأس لا تتزحزح والانفجار على وشك اللحظة.

نعم الرياضة مختطفة منذ 20 سنة ، فلا أحد يستطيع أن يحررها من هذه القبضة الفولاذية ، فالكيكة الرياضية موزعة للربع والأصدقاء وحبابي الخشوم ، ومقدمي الولاء، الرياضة الخليجية تتقدم شيئاً فشيئاً حتى وصلت إلى العالمية، ونحن نتراجع كل يوم ، والصحافة والفضائية تتغنى وتطبل على الفاضي والمليان، والانجازات الخربانة التي أكل عليها الدهر وشرب هي هي، المناصب الخارجية محسومة ومحكورة ، اللهم

ما ندر ، للمقربين والتابعين الذين لا يألون جهداً بالخراب ولا يقولون لا أبدا ، كما ذكرناهم في إحدى مقالاتنا السابقة عندما تم التزوير والتلاعب في بطولة اليد التي على أثرها تم إقصاء الكويت من نهائيات كأس العالم لكرة اليد الذي لم يتحرك لهذه الفضيحة الكروية أي جفن أو قلب أو قلم أو أي مسؤول في هذه الدولة المدنية ، لماذا ؟ هل لأن الاحتكار لم يعط الفرصة للآخرين للإبداع وابداء الرأي؟ أم الخوف من أصحاب القبضة الحديدية؟ أم سقطت الدولة بأعضائها ونوابها وصحافتها في أحضانهم الدافئة.

لم نتحرك قيد أنملة منذ 20 سنة بالرغم من استحواذنا على اكبر المناصب الآسيوية والدولية، وتلك المناصب استطاعت أن تعلق رياضتنا بدلاً من انتشالها من الوحل التي هي فيه، ووجدنا الضغوطات الخارجية تلعب دورها المخزي للعب تحت العلم الاولمبي دون رأفة ولا حتى الخوف من الله على بلدنا وعلمنا ، إنها فعلا إرادة صلبة وقبضة حديدية، ولكن لا خير فيها ورياضتنا هذا موقعها بين اقرانها، ألم يخجلوا من وضعنا المخزي هذا؟

حتى تتحرر الرياضة من تلك القبضة المتخلفة وحتى يخرج الكل من عنق الزجاجة التي قد تثور وتنفجر في الأيام القادمة؟ على الجهات المعنية في الدولة والتي مازالت في سبات عميق والدولة تتراجع في كل مناحي الحياة، اذا لم نُقٌدر هذه الرياضة حق تقديرها التي أصبحت الوسيلة العظمى في تحريك الاقتصاد والإعلام الشريف الحر وتقوية العلاقات الإنسانية بشكلها السليم ، فلن تقوم لنا قائمة ؟ لذا فإنني أطالب الحكومة أن

تكسب كل هذه المزايا المتعددة في الرياضة لمصلحة الدولة حتى تنتهز هذه الفرصة في فرض أجندتها الإصلاحية لتحرر الكويت من قطاع متخلف ذي قيمة عالية تضاف عندما تخصخص ويُطبق الاحتراف الرياضي الكلي؟ وعلى ضوئها ستتحرر الرياضة من تلك القبضة الفاسدة ، ومنها تستطيع الحكومة أن تفتح رأس الزجاجة قبل أن تنفجر ويتنفس أهل الكويت الكرماء الصعداء والهواء النقي ، فتكون الرياضة هي عنوان تقدم حضارة دولة الكويت الحديثة لتتبعها باقي القطاعات الأخرى في الإصلاح.

فمن يا ترى يستطيع أن يعلق الجرس ويفتح رأس القنينة أو الزجاجة قبل الانفجار؟