قبل عشرات السنين، عندما قام العالم الفيزيائي الكبير اسحق نيوتن باكتشاف قانون الجاذبية، بعد سقوط التفاحة، من الشجرة التي كان يستظل بها، لم يدرك حينها أن هناك أسباباً كثيرة وعديدة للجاذبية، حيث إن
الفريق الجزراوي، والذي يتصدر جدول ترتيب دورينا، يعتبر من أهم أسباب الجاذبية أيضاً. إن الصدارة المستحقة ل”فورمولا العاصمة”، والزحف نحو البطولة، وبخطى ثابتة لم يأت من فراغ، حيث إن وراء هذا الإنجاز الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى يتحول إلى حقيقة الكثير من العوامل المؤثرة، والتي تقود
في النهاية إلى النجاح، والحلم الكبير والإنجاز المرتقب. لقد عانى الجزيرة الكثير في السنوات الأخيرة، من عدم التوفيق في إحراز لقب بطولة الدوري، حيث كثيراً ما يتعثر في الأمتار الأخيرة. أما العوامل التي أدت إلى هذا التفوق والتميز فهي كثيرة، ولكن يمكن تلخيصها في النقاط التالية: أولاً: الإدارة الواعية والتخطيط السليم، حيث إنه يقف وراء هذا الإنجاز والتميز إدارة واعية، قامت بتسخير جميع الإمكانيات المادية والبشرية للفريق، وعملت وفق أسس علمية مدروسة، وبدعم متواصل من سمو الشيخ
منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس النادي، وكم يحسب لهذه الإدارة الواعية، التعاقد مع مدرب كبير بحجم البرازيلي آبل براجا، وهو الفائز بلقب كأس العالم للأندية،
عندما كان مدرباً لفريق إنترناسيونال، كما يحسب لها استقطاب الأسماء الرنانة سواء على الصعيد الأجنبي أو المحلي من اللاعبين. ثانياً: الاستقرار الفني والإداري، والذي كان له الأثر الكبير في ثبات الأداء والتجانس التام بين اللاعبين، وتنفيذ الخطط والتعليمات والترابط التام بين اللاعبين وجهازهم الفني والإداري، حيث إن استمرار براجا
للموسم الثالث على التوالي، على الرغم من إخفاقه في تحقيق بطولة الدوري لعامين متتاليين، يعد من أهم أسباب التفوق والتميز الجزراوي. ثالثاً: دعم الفريق بالعناصر المتميزة، فخيراً فعلت الإدارة الجزراوية، حينما استعانت بالعناصر المتميزة من اللاعبين المواطنين الشباب، وأتاحت لهم الفرصة للمشاركة بدلاً من الجلوس على دكة البدلاء، وكذلك
العناصر المتميزة من أصحاب الخبرة والكفاءة، ومن لهم صولات وجولات في المستطيل الأخضر، والتعاقد مع اللاعبين المحترفين المخضرمين من الأجانب. رابعاً: الاستقطاب الجماهيري الناجح، حيث قامت الإدارة الجزراوية بتأمين جميع مستلزمات الجماهير، وتقديم العون والدعم لها، والمساندة في شتى أنواع الظروف، وأينما تواجد الفريق، حيث بادرت الإدارة
الجزراوية بمبادرة رائعة في مباراة الفريق أمام الوصل، في مباراة أطلقت عليها مباراة المليون، من خلال وضع جائزة نقدية تقدر بمليون درهم، ليصل الحضور الجماهيري في تلك المباراة إلى 17 ألفاً، وقامت
بتكرار هذه الكره في مباراة الفريق الأخيرة أمام الشارقة، من خلال تخصيص جائزة ثمينة عبارة عن سيارة فيراري يقدر ثمنها بمليون درهم. ومضة الأسبوع: عفواً نيوتن، فالفريق الجزراوي من أهم أسباب الجاذبية، ويبدو أن بطولة الدوري لهذا العام قد انجذبت لهذا الفريق، فمن حق ستاد محمد بن زايد أن يزهو بأول بطولة دوري في تاريخ الفريق.