من يمعن النظر فيما يجري في الملاعب العربية والعالمية، ربما يلتمس عذرا لحكام الكرة الأردنيين، الذين طالتهم عبارات النقد والاتهام بالتقصير وسوء ادارة المباريات، واتخاذ القرارات الخاطئة التي كان بعضها
مؤثرا في نتائج عدد من المباريات، ومن يشاهد بعض مباريات الدوري الاسباني على سبيل المثال ويشهد الكم الهائل من الأخطاء، ربما يعتقد بأن من حق بعض حكام الكرة هنا في الأردن التحكيم في مباريات
الدوري الاوروبي، طالما أن بعض الحكام هناك لا يعرفون كيفية احتساب ركلات الجزاء وحالات التسلل وغيرهما. ولا يتوقف الأمر عند حالات التحكيم، ففي الآونة الأخيرة علا صوت بعض الأندية وإشتد احتجاجها، وأصبح "التهديد بتعليق المشاركة ومن ثم تنفيذ ذلك" بمثابة "موجة أو موضة"، طالما أن الاتحاد في موقف ضعيف،
فالاتحاد القوي هو من يجعل الأندية تهرول خلفه وتطيع أمره، والاتحاد القوي سيفرز أندية قوية أيضا، لكن الاتحاد الضعيف هو من يعتمد على عائدات الأندية لتدبير شؤونه، وهو في هذا المقام سيكون أحوج ما يكون إلى إسترضاء الأندية وتحمل قراراتها. الأنظمة والتعليمات اذا كانت حاضرة من دون نقص أو عيوب في بعض جوانبها، وتم تطبيقها بعدالة بين الأندية من دون محاباة لطرف على حساب آخر، ستكون بمثابة السند القوي للاتحاد في مواجهة أي حركة
تصدر من بعض الأندية، وغير ذلك فإن الاتحاد سيبقى مطالب بتسيير "الجاهات" شمالا وجنوبا ووسطا لارضاء هذا النادي أو ذاك، طالما أن القرارات المتخذة كانت خاطئة. من الغريب أن تشهد الكرة الأردنية في هذه الايام هذا الكم الوافر من مسلسل الاعتراضات.. بعضها كان على حق والبعض الآخر غير مبرر إطلاقا، وخطأ تحكيمي لا يجيز لأي ناد إشهار سيف تعليق المشاركة، لأن الخطأ حدث وسيحدث لاحقا طالما أن الحكم بشر يصيب ويخطئ في عمله. أحوج ما يكون إليه اتحاد الكرة الآن أن يستعيد ثقته بنفسه ويصبح قادرا على الانفاق على نفسه وعلى الأندية.