خاض منتخبنا الوطني لقاءً دولياً وديا ًمع الأزرق الكويتي أمس الأول الثلاثاء وانتهى لمصلحة الأخير بنتيجة هدف واحد مقابل لاشيء بعد أن برزت بعض الأمور الفنية التي رافقت اللقاء الذي لن يخرج عن طبيعته
الاستعدادية لتجريب أكبر عدد من اللاعبين وتطويعهم وتدريبيهم على المتغيرات الخططية المختلفة.فكما يعلم الجميع غابت عن منتخبنا الأسماء التالية : يونس محمود ، هوار الملا ، كرار جاسم ، باسم عباس ، صالح
سدير ، علي صلاح ، آوس إبراهيم ، سعد عبد الأمير ، سعد عطية ، احمد إبراهيم ، علي مطشر وامجد راضي، وتم تجريب كل من (محمد رباط ، مثنى خالد والأمير حيدر) فيما تخلف عن المنتخب الكويتي
اللاعبون (مساعد ندا ، بدر المطوع ، فهد العنزي ، يعقوب الطاهر وآخرون) معنى ذلك أنها مباراة لتجريب
الوجوه جديدة لكن سيدكا لم يغير كثيرا في تشكيلته عكس غوران الذي دفع بأربعة لاعبين جدد وغيّر في خط دفاعه وزج بهم كأساسيين في هذا اللقاء. تشكيل تقليدي حاول سيدكا في هذا اللقاء التنويع في خياراته ولعب بطريقة 4-4-2 وتم تغييرها إلى طريقة 4-3-3 في بعض الأوقات وكان منتخبنا الأفضل فنياً على مدار الشوطين من حيث الاستحواذ والنقل السريع للكرات
والمبادرة الهجومية والانتشار وتغيير اللعب وغلق المساحات في حين دخل الصربي غوران اللقاء وفي نيته الفوز في هذا اللقاء بأية طريقة وبمعزل عن التغييرات التكتيكية ولم يجر أي تعديل خططي في المباراة إذ
لعب بتشكيل تقليدي 4-4-2 مع ميزة السرعة واللعب على المساحة الفارغة بشكل مباغت مع محاولة تسريع اللعب والانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم بشكل خاطف مع لعب الكرات البينة نحو الأطراف، لكن تلك
الفعالية غابت عنهم برغم وجود الجناح السريع وليد علي واكتفوا بالتنظيم الدفاعي والمحافظة على النتيجة بعد تسجيلهم هدفهم الوحيد . ما ميز أداء فريقنا هي السرعة الكبيرة والتحول من الدفاع إلى الهجوم وبشكل
لافت ولعب الكرات إلى العمق الكويتي بشكل كثير مع التنويع في الانتشار نحو الأطراف وتنوعت صناعة الهجمات ما بين تغيير اتجاه اللعب وتدوير الكرات من اليمين إلى اليسار وبالعكس أو المناولات بالعمق وخلق
المسافات المناسبة ما بين خطي الهجوم والوسط مع لعب الكرات السهلة على الأطراف بشكل سريع عند تحول علاء عبد الزهرة وعماد محمد إلى جناحين ومصطفى كريم كرأس حربة.. والسمة الأخرى التي
شاهدناها هي تعدد نقل الكرات القصيرة والبينية بعد الاستحواذ من مختلف الاتجاهات مع الانتشار الجيد في الملعب ولعب الكرات بنقلة واحدة على قوس الجزاء وبأسلوب خاطف . حيوية خالد ومنير تقارب المسافات مع لاعبي خطي الوسط والهجوم لحظة البناء التقليدي للهجمة أي (الأرباع الأربعة من الملعب من محمد كاصد إلى نواف الخالدي) كما شاهدنا ان منتخبنا أجاد كثيرا في مسألة خلق مساحات لعب
نموذجية في التحرك أو إرجاع اللعب إلى الخلف عندما يضغط عليه المنتخب الكويتي خصوصا في الشوط الأول. مثنى خالد اجتهد كثيراً في صناعة الهجمات مع قصي منير في خط الوسط وفي أماكن متعددة من الملعب مع محاولة تغيير أسلوب بناء الهجمات تارة من العمق وعن طريق الأطراف عن طريق إمداد خط الهجوم بالكرة
السهلة المتنوعة قصيرة طويلة مع تغيير في المراكز في حالة صعود سامال سعيد إلى الأمام وعمل دور الإسناد والصعود المباشر إلى الهجوم، كما تمكن سامر سعيد من التحرك وفتح الفراغات والتبادل مع شقيقه
في لعب الكرات العرضية الساقطة إلى منطقة الجزاء ولأي لاعب منطلق من الخلف ، وأدى علاء عبد
الزهرة دوراً حيوياً في الاستلام تحت الضغط وقيادة الدفاع الكويتي عند الطرف وكان مصدر خطورة دائماً قد أعطى حلولاً وخيارات لعب نموذجية لزملائه. دور الظهيرين أقدم سيدكا على مغامرة أخرى عندما وضع اللاعب أحمد إياد في مركز ظهير يسار لكن إياد أدى بصورة جيدة باستثناء الهدف الأول بيد أن دفاع منتخبنا بدا بصورة أفضل حالاً من حيث التنقل الجانبي عند الظهيرين
أي مساندة قلبي الدفاع سلام شاكر وعلي حسين رحيمة أما تنظيمهم الدفاعي فكان متميزا من حيث القطع والضغط على الخصم الحامل للكرة لكن دفاعنا أخفق في بداية المباراة من التعامل مع أحدى الكرات السريعة
التي تمكن من خلالها الكويتي حسين الموسوي من تسجيل هدف الفوز الثمين في وقت مبكر اثر دربكة دفاعية مابين احمد إياد وسلام شاكر ، وقد ظهر الحارس كاصد بمستوى جيد. لكن مازال منتخبنا بحاجة إلى صانع العاب ومحور ارتكاز كبدلاء عن نشأت أكرم وقصي يجيدان واجبات الإسناد الدفاعي والهجومي معاً ويكون احدهما لاعباً متحركاً للآخر وصاحب جاهزية بالنسبة للمهاجمين في
حالة قيامه بصناعة الهجمات ونتمنى من سيدكا ان يكثر بإشراك البدلاء في مبارياته القادمة خصوصاً سعد
عبد الأمير مع مثنى خالد أو لاعب آخر يقتنع فيه من الدوري المحلي لنرى مقدار الانسجام الخططي في حالات الدفاع والهجوم والبناء والإسناد. الفعالية الهجومية منتخبنا كانت فعاليته الهجومية نشطة بكثرة وصولهم إلى مرمى الخالدي وتهديده كما لمسنا زيادة عددية في وسط جزاء الخصم وقد طبقها مهاجمونا بشكل واضح كما ان عماد محمد ومصطفى كريم وعلاء عبد الزهرة
وفروا مساحات لعب بعضهم البعض أو للاعبي خط الوسط في فتح الثغرات في دفاع الكويت أو تكرار محاولات الاختراق والتوغل عن طريق الانفرادات، لكن تبقى مشكلة هجومنا في إنهاء الهجمة وتعزيز القدرة
التهديفية إذا ما علمنا ان منتخبنا أضاع 5 أهداف محققة من ضمنها ركلة جزاء أهدرها المهاجم عماد محمد. أخيراً نقول إنها تجربة مفيدة لسيدكا ويبدو ان لاعبينا هضموا الفكر التكتيكي لهذا المدرب الألماني من حيث
اللعب والأداء والواجبات بات مطالبا ان يستمر في عملية التطعيم والإحلال بشكل جرعات متتالية في كل مراكز وخطوط المنتخب...