في كل مرة يجتمع مجلس وزراء الشباب والرياضة في دول مجلس التعاون الخليجي .. أجد نفسي أكثر تساؤلا عن القيمة المضافة لشباب دول المجلس .. لن ننتقص من العمل القائم .. لأن فيه ايجابيات كثيرة. ليس هذا موضوعنا ، بل إن ما لفت النظر في اجتماع ابوظبي الأخير يذهب إلى دور هذا المجلس في الدعم والوقوف مع المنتمين له ... ويشهد الله أن المجلس منذ تاريخه لم يتخل عن ذلك .. وإن شهد انقسامات فالسبب أن
المتنافسين على الترشيحات هم من المنتمين له . لكن ما ألم النفس وأوجع الفؤاد أن يذهب لقاء ابوظبي إلى جهة ويتخلى عن أخرى بذات الأهمية إن لم تكن أهم وأبلغ .. فحين يتفق الحاضرون على دعم توجه الشيخ أحمد الفهد في تجديد رئاسته للمجلس الأولمبي الأسيوي .. فهم
يفعلون عين الصواب .. لأن الرجل منهم وفيهم .. ويكفي عدد الدورات التي امسك من خلالها بزمام هذا المجلس .. لكن أن يتم تجاوز اقدام بن همام على ترشيح نفسه للفيفا .. فتلك مما يؤلم النفس .. لأن الأخير كان يستحق ممن
ينتمون له دما وبيئة وأرضا وتوجها .. ان يكونوا حاضري الدعم والافتخار بما هو عليه هذا الرجل من قوة وحظوظ للتبؤ على كرسي الفيفا . حقيقة كان الأمر غريبا .. بل وكأن هناك من يداري سؤة التجاهل لهذه الشخصية الكبيرة .... كيف يحدث هذا وهناك مواطنا خليجيا يملك كل الحظوظ واوراق التفوق لاعتلاء الكرسي الرياضي الاهم في العالم؟ جميل القول أنني شخصيا أعرف عن كثب توجه قائد العمل الرياضي العربي الامير نواف بن فيصل .. وحرصه المنطلق من انتماءه الخليجي الذي هو أكثر من أي انتماء عرقي وهو ما يعبر عنه احترامه لشخصية بن همام ..
بل أنه اشار مرارا وتكرارا إلى الوقوف مع بن همام في مسيرته الاسيوية ودعمه .. كيف لا وهو ينتمي إلى الحبيبة قطر .. غير أنه "منا وفينا"، وعليه كنت اتمنى أن يكون البيان الصادر من اتحاد الكرة العربي تجاه ترشح بن
همام أقوى وقعا من المباركة من خلال التركيز على الدعم والعمل على توسيع نطاقه. ارمي عتبي هذا والعالم بات أكثر استعداداً لقبول رئيس جديد للفيفا من خارج القارة الاوربية بل بديلا للعجوز بلاتر .. والأن والفرصة باتت سانحة كان على وزراء الرياضة في دول مجلس التعاون الخليجي أن يعلنوا دعمهم
المطلق .. بل عملهم الجاد لأجل كل مافيه دعم هذا الرجل. ومقامنا هنا ليس مقام مديح، مدركين أننا لا نراهن على جواد خاسر، بل رابح وبتفوق، منطلقين من وقائع وحقائق تجاه هذا الرجل تجعلنا متفائلين جدا بعمله المهم القادم،
كيف لا؟ وزمنه شهد تسارع القفزات الاسيوية وبات الحصاد أكثر قيمة ، وبما يقنعنا أننا إزاء رجل يعلم اين يقف، وكيف يتحدث، بل وإلى أين يتجه نظره. والفت هنا على أن الخليجيين الذين كانوا قادرين على منح بلاتر الأفضلية على خصمه الصلب ليونارت يوهانسن حين ترشيحات الفيفا 1998 قادرين أيضا أن يدعموا الخبير الخليجي لكي يقصي السويسري الذي بات الان أكثر
تضعضعا وركضاً طلبا للعون في مهمة الترشيحات الجديدة