كل من تابع مباريات القادسية والكويت في السنوات الأخيرة يلاحظ ان من ضمن الأسباب التي ترجح كفة أحدهما على الآخر هو خطة المدرب وتشكيلة الفريق خلال المباراة، بعدما أصبح مستوى الفريقين وما يضمانه من
نجوم يكاد يكون متساويا.
ومن الواضح أن مدرب القادسية محمد ابراهيم قد رجحت كفته في هذه المباراة بعد ان عرف نقاط القوة والضعف في الابيض، بعكس الحال مع مدرب الكويت البرتغالي جوزيه روماو «ابو مليون بالسنة». وكان ابرز ما قام به ابراهيم هو تأمين خط وسط الفريق بثلاثة من افضل لاعبي الارتكاز في الكرة الكويتية حاليا (فهد الانصاري، طلال العامر وصالح الشيخ)، وهو ما كفل له تعطيل القوة الضاربة للكويت في خط الوسط
(وليد علي، روجيريو، جراح العتيقي وناصر القحطاني). والملاحظ ان روماو قد ارتكب الخطأ نفسه الذي وقع فيه البرازيلي ارثر بندنيس مدرب الكويت في اللقاء الختامي في الموسم الماضي امام القادسية ايضا، عندما لعب في هذه المباراة دون لاعب ارتكاز، رغم انه يمتلك لاعبا
مميزا هو حسين حاكم، ليتدارك هذان المدربان (الحالي والسابق) الخطأ في الشوط الثاني ويشركان حاكم متأخرا كالعادة ويستفيد القادسية من هذا الخطأ الفني، مركزا على الاختراق من وسط الملعب ليسجل هدفي الفوز. وكان من الأجدر لو تم إشراك حاكم من البداية لتأمين الجانب الدفاعي والإبقاء على نتيجة التعادل، والاحتفاظ بوليد علي ومعه عجب كورقتين رابحتين يتم الدفع بهما في الشوط الثاني لخطف هدف وتحقيق الفوز. وهنا يتبين أن الإدارة الفنية في القادسية بقيادة إبراهيم تأخذ بجميع آراء الجهات وتمحصها لما فيه مصلحة الفريق، بعكس الحال كما يبدو مع الادارة الفنية للكويت، حيث من الواضح ان المدربين السابق والحالي لا يستمعان سوى
لنفسيهما ولا يلقيان بالا لأي نصيحة من اعضاء الجهاز الفني، وهو ما يتسبب في تكرار الاخطاء وضياع الالقاب موسما بعد موسم، نتيجة اخطاء المباراة الختامية فقط. ملاحظات سريعة ٭ مبروك للقدساوية بشكل عام هذا اللقب الغالي الذي اسعد معظم الكويتيين خاصة ان القادسية النادي الاكثر شعبية في الكويت. ٭ اذا كان الفريق الحائز على المركز الاول في الدوري الممتاز يفوز على الفريق صاحب المركز الاخير ب 8 اهداف، فكيف الحال لو تم اقرار دوري الدمج ولعب القادسية مع الفريق الاخير في دوري الدرجة الاولى؟ هل
ستصبح مباراة في كرة السلة مثلا؟ ٭ الملاحظ ان الخطأ الذي وقع فيه مدرب الكويت بعدم الاعتماد على لاعبي الارتكاز هو الخطأ نفسه الذي وقع فيه مدرب الأزرق في كأس آسيا الاخيرة، حيث ركز على الجانب الهجومي واغفل دور لاعبي الارتكاز، وهو ما
كان يحذر منه اللاعب الدولي القدير مؤيد الحداد خلال الاستديو التحليلي، لكن يبدو ان المدربين الاجانب يعتقدون انهم وحدهم يفهمون في كرة القدم وان الكويتيين لا يفهمون في الكرة!