يعرف عني الكثير من الزملاء أنني من أنصار ريال مدريد، وحتى “الربع” وجدوا في الموسم الحالي فرصتهم التاريخية، ب«الطنازة» علي بعد كل فوز لبرشلونة على الريال، وبالذات يوم الخماسية الأخيرة التي أطل علي الأصدقاء يومها عبر الموبايل، و«البلاك بيري» برسائل من العيار الثقيل، لم تخف وطأتها عني إلا قبل أيام. المهم، أنه قبل مباراة الكلاسيكو الأخيرة شعرت بالخوف، واتصل بي الأصدقاء يتوعدون بعظائم الأمور، وهم واثقون أن البارسا المرعب، سيعيد الكرّة، وسنلقى خماسية جديدة، وما أن انتهت المباراة إلا بدوت أنا كالمنتصر، فهناك في المباراة ما يشفع لنا من حجج وأسانيد، لعل أكبرها أن الريال أكمل المباراة بعشرة لاعبين، وجاهرت بذلك في زاويتي بالأمس، وخلصت إلى أن مورينيو هو الفائز الوحيد من المباراة التي انتهت بالتعادل، وطرحت وجهة نظري التي كان أساسها أن المدرب الداهية، كان يجرب خطة جديدة، ستكفيني وعشاق الريال ويلات البارسا مرة أخرى، وقلت من بين ما قلت، إنه مثلما كان هناك زمان للريال حقق فيه الفوز ست مرات متتالية على برشلونة، فإن هذا الزمان هو زمن البارسا، ولكن مع فارق، أنه لم يصل إلى إنجاز الريال «السداسي». ويبدو أن ليس كل من يشجع الريال، هم مثلي، فقد كان غريباً أن أجد حرباً في اليوم التالي على شخصي، وكلهم من مشجعي ريال مدريد، يتهمونني بالتعصب الأعمى لبرشلونة، وبالتقليل من مورينيو، كمثل هذا الذي قال إن كلامي لم يعجبه، وإنه ظن في بادئ الأمر أنه يقرأ مقالاً في الموندو ديبورتيفو أو السبورت اللتين تصدران في كتالونيا معقل البارسا. وطالبني المهندس عبد الله الرمضان من الكويت بالتنويه في بداية المقال على أنني من مناصري برشلونة، بدلاً من التستر- على حد قوله- خلف قناع، وظل يطرح علي السؤال تلو السؤال، ليخلص في النهاية إلى أننا العرب دائماً مقالاتنا لا تمت للمنطق بصلة، ولم ينس قبل أن يختتم مقاله بدعوتي من جديد إلى الحيادية وإنصاف الريال، وذراً للرماد دعاني إلى عدم «الزعل» من التجريح. وسار قارئ ثالث على ذات الدرب ولكن بقسوة، رافضاً ألا يكون الكتاب أمثالي غير حياديين، وقال في لهجة الخطيب:«اعطوا الناس حقوقهم فمورينيو هو الأفضل عالميا»، وقبل أن يختتم رسالته وصف ما يحدث في البارسا بالمسرحية الكبرى، ومن يناصرونه بالسخفاء، وبالطبع كان يضعني معهم. هذه عينة مما وردني بالأمس، وصدقوني حزنت كثيراً من بعض عشاق الفريق الملكي الذين اقل ما يقال عنهم إنهم لايقرأون حتى وإن قرأوا، فماذا يريد هؤلاء أكثر من أن عنوان الزاوية بالأمس، كان «إلا مورينيو»، وإن كنت كتبت ما كتبت دون مراعاة لميول وإنما عن موضوعية وقراءة أزعم أنها متجردة لمجريات المباراة. أما إن كانت حكاية زمن البارسا لا ترضيهم، فهذا هو ما يؤمنون به في قرارة أنفسهم، ومورينيو ورونالدو وكل لاعبي الريال يعلمون اليوم أن قطار ميسي ورفاقه قد انطلق، ولا مجال أمامهم لإيقافه. كلمة أخيرة رغم هذه الحرب التي شنها القراء، فإن الكتابة عن برشلونة والريال ومورينيو تبدو أفضل ألف مرة من الكتابة عن أنديتنا وكرتنا.. على الأقل تجد تجاوباً، حتى إن هاجموك أو انتقدوك، بدلاً من كرتنا الراكدة، لعباً وقراءة.