من علامات التأخر والتراجع الذي نعيشه كرويا .. هو أننا لا نسأل قبل أي مباراة مصيرية عن حال
المنافس؟ .. ومقومات فريقنا .. أو ما الذي عليه أن يعمله؟.. وما هي أوجه القوة والضعف ؟.. وكل ما يتعلق بالنواحي الفنية والمهارية. بل إن ما تتمحور عليه أسئلتنا يخص إستفهامات أساسها من هو الحكم؟ .. وكيف حال هذا الحكم .. وتاريخه
وماذا سبق وان فعل بنا؟ .. ليس ذلك فقط بل المتوقع أن يفعله وأي خزي تعيشه كرتنا في ظل أجواء مشحونة متوترة كتلك . الأكيد أن فزاعة الحكم السعودي لا تقف عند المتنافسين على المقدمة بل تمتد لكل أرجاء كرة السعودية في
السفح والقاع .. الوسط والأطراف.. واقرؤوا أيضا ما لدى فرق الدرجتين الثانية والأولى .. وأحسب أنها فزاعة صنعناها بأنفسنا وصدقناها .. حتى باتت توقظنا من نومنا هلعا وخوفا قبل وبعد كل مباراة؟!. قبيح القول أنها كره قدم تجردت من معانيها التنافسية الحقيقية .. ولا أحسب اولئك الذين ما برحوا يرفعون عقيرتهم في كل لحظة وموسم وعام بالشكوى من التحكيم إلا أولئك المتأخرون الخاسرون .. أما الواثقون
المدركون فهم من يؤمن بالخطأ ويسعى للتفوق عليه من خلال إمكانيات هائلة .. تتجاوز الأخطاء و متوجهة ببصرها للأمام لا تلوي على هم ولا شكوى وتبرم. الحكم السعودي كما كل البشر .. ولا أعتقد أن أخطاءه تختلف عن نظراءه في اسبانيا وانجلترا وحتى
ألمانيا .. هو يختلف فقط في كيفية التعامل.. فلأولئك شأن عالي الموضوعية مع أخطائه والفرق واضح وملموس في توجههم هذا عن ما يحدث لدينا .. لن أتحدث عن مخصصاته المالية وما ذا يستحق مقارنة بالآخرين .. بل عن ثقة نسعى في كل حين لانتزاعها منه .. حتى بات مهددا تحت تهديد الإداريين .. وفاحش القول من بعض الإعلاميين؟! أقول نحن صنعنا
الفزّاعة .. ونحن من عمم بلائها .. اما كيف .. بتغاضينا عن اولئك المسيئين للحكم .. حتى جعلناه خارج الثقة .. وأحسب أن اتحاد الكرة هو المحور الأساس في صنع الفزاعة .. وإلا ما بال هذا الاتحاد يهب راكضا لإحضار الأجنبي لقيادة النصر والهلال .. رغم أن صاحب الشأن لم يطلب .. وهنا مربط الفرس .. أو لم يكن
أولى أن يدير الحكام السعوديون المباراة . وإلا ما بال جلال .. وهل في إدارته عورة .. الم يكن مقنعا لمنظمي كأس العالم .. أم إن وجوده ضعف لنا لأنه ينتمي لنا .. الفزاعة حقيقة موجودة .. صنعتها الأندية الخائبة وصادق عليها الإعلام.. لكن من كبّرها ونمّاها.. فهو اتحاد الكرة .