جرت العادة مع كل أحداث شغب من الجماهير أن يصدر اتحاد كرة القدم قرارات بتوقيع غرامات مالية على الأندية .. هذه الغرامات تتحملها الأندية فقط وليست الجماهير وبالتالى فلا يوجد رادع لها حتى لا تتمادى فى غيها وجهلها وتحطم المنشآت وتحرق ممتلكات الناس بالباطل بأسلوب يتنافى مع الإنسانيىة .. فما هو الذنب الذى ارتكبه صاحب محل تم تدميره فى بورسعيد أو سيارة تركها صاحبها أمام منزله ومن يعوض هؤلاء الناس .. الأندية تدفع الغرامات صاغرة لاتحاد الكرة والجمهور لايعاقب، وبالتالى لابد من معاقبة الجماهير عقابا شديدا وتطبيق المعايير الدولية فى مثل هذه الحالات وهو نقل المباريات على بعد مسافة مائة كيلو متر من ملعب النادى ورفع سعر التذكرة إلى ثلاثة أضعافها كنوع من التأديب وإن كانت هذه العقوبة الأخيرة لاتطبق أفريقيا ولا دوليا .. وإذا تمادت الجماهير فى أعمالها المخلة بالنظام تحرم تماما من الدخول إلى الملاعب .. عندما كانت الشرطة قبل 25 يناير تقوم بتفتيش الجماهير تفتيشا ذاتيا كانت الجماهير تثور وتغضب ضد الشرطة وتتهمها بالجور والظلم .. ولم نكن نشاهد كل يوم مصيبة فى المباريات لأنه لم يكن يسمح بدخول الشماريخ والصواريخ والعصى مع الجماهير حرصا على حياة الناس .. الآن نتعامل بمنطق الحرية فهل أغنى ذلك عن الانفلات والخروج على النظام .. من هنا فإن الشرطة مطالبة باتخاذ إجراءات حاسمة ورادعة تتمثل فى القبض على أى إنسان يثير الجماهير ويحرض على العنف وعرضه على النيابة للبت فى أمره .. والعودة مرة أخرى لتفتيش المتفرجين فى المناطق التى يدخلون منها إلى المدن ومنع من يشتبه فيه من الدخول إلى الاستاد فى كل بلاد العالم تستخدم الشرطة حقها فى القبض على الخارجين على القانون وتقييد أيديهم وإيداعهم فى مراكز التوقيف دون المساس بآدميتهم لأن أفعالهم تؤثر على النظام العام .. وقد شاهدت بأم عينى الشرطة الفرنسية تقيد مشاغبين أمام ستاد دى فرانس بضاحية سان دونى فى باريس وتتعامل معهم بعنف شديد والمعروف أن فرنسا هى بلد الحرية كما يقولون .. وليس من المعقول أن نضغط على رجال الشرطة عدما يتعاملون بشىء من العنف مع معتادى الإجرام أو الذين يخالفون القانون عمدا ولو ترك الأمر هكذا فإن رجل الشرطة سيظل خائفا من ممارسة دوره وقد شاهدت أحد الضباط يقف على بعد مترين من مشاجرة هو وأربعة جنود أمام مستشفى الهلال بشارع رمسيس وأثناء مناقشته مع أحد المتشاجرين رفع صوته عاليا عليه فما كان من الضابط إلا أن استدار وأمر جنوده بركوب السيارة وانصرف .. فرفقا برجال الشرطة لأنهم بشر .