من أراد أن ينافس على أي لقب حتى لو كان محلياً عليه أن يتحلى بثقافة الانتصار خارج الأرض لأن التفوق على المنافس بأرضه ووسط جمهوره يمثل أكبر دفعه الى الأمام، وبالتالي أقول إن ما يطمئن على مشوار الهلال في دوري أبطال إفريقيا أن لاعبيه يتميزون بثقافة الفوز خارج الأرض ما تابعناه في المرحلتين السابقيتن بالتعادل أمام كالا بملعبه وأمام الإفريقي وسط جماهيره. ولعل التاريخ أعاد نفسه من خلال برنامج مباريات المجموعة التي جاءت مطابقة لبرنامج الفريق في البطولة الكونفدرالية الموسم الماضي حيث أدى الهلال مباراته الأولى خارج ملعبه أمام الاتحاد الليبي وكسبها، ثم أدى مباراتين بملعبه أمام الجيش النيجري ودوجوليبا المالي مما سهل مهمته في الصعود الى نصف النهائي والآن يؤدي مباراته الأولى خارج ملعبه أمام إنييمبا النيجيري ثم يستقبل الرجاء والقطن بملعبه وبالتالي يجب أن يركز الفريق على الخروج بنتيجة إيجابية أمام إنييمبا لأنها تمثل أولى الخطوات نحو نصف النهائي. وقد جاءت القرعة حسب ما نشتهي وهي تبعدنا عن وجود أكثر من فريق من شمال إفريقيا لأن اللعب أمام فرق هذه المنطقة يتحكم فيه الفكر الكروي والعقلية الاحترافيه التي يتميز بها لاعبو شمال إفريقيا خاصة فرق المغرب وتونس إذ أن فريق الرجاء المغربي أخف قدراً عن الترجي التونسي الذي تابعنا مبارياته في المراحل السابقة وهو الذي ظل متواجداً في الأدوار المتقدمة للبطولة ويختلف بالتأكيد كثيراً عن الإفريقي. وإذا نظرنا الى فريقي القطن الكاميروني وإنييمبا النيجيري رغم أنهما يمثلان مدرسة غرب إفريقيا الا أن الكرة في هذه المنطقة تراجعت على مستوى الأندية وقد غابت عن الفوز بالبطولة بسبب الهجرة الجماعية للاعبين المبرزين نتيجة لتركيز السماسرة ورغبة الأندية الأوروبية التي تركزت على تلك المنطقة ونتوقع أن يفقد القطن ومازيمبي لاعبين. ولأن الطموح ليس الصعود الى نصف النهائي، وإنما الفوز باللقب نقول إن فريق الهلال رغم الصعود والتصنيف يحتاج الى عمل كبير يرتكز أولاً على دعم صفوفه بلاعبين مميزين ليس كاحتياطي ولكن لدخول التشكيلة الأساسية وعلى رأسهم قلب دفاع وظهير أيسر خاصة وأن الفرق التي صعدت الى جانب الهلال ستقوم بدعم صفوفها بعناصر جديدة قبل بداية المنافسة وبالتالي يجب التركيز الآن على التسجيلات. المطلوب التعامل مع المنافسة بالقطعة وأعني بذلك التفكير أولاً في كيفية الصعود الى نصف النهائي ومن بعد التفكير في النهائي ثم التركيز بعد ذلك على كيفية تحقيق حلم اللقب. جمعية الصحفيين الواقع الجديد انعقدت مؤخرا الجمعية العمومية لجمعية الصحفيين الرياضيين لاختيار مجلس جديد بعد زمن طويل وقد واجهت ضغوطاً كبيرة من الزملاء لإعادة ترشيحي وكنت أتمنى أن يشارك في الجمعية كل الأعضاء ولكن للأسف لم يتعدَّ العدد الذي سدد اشتراكاته المائة وستون وهو عدد لا يتناسب مع حجم القاعدة. وسعدت كثيراً أن تقدم عدد من الزملاء لترشيح أنفسهم وهو أمر يدعو للفخر لأنها ممارسة ديمقراطية وكنت مصراً على وجود منافسين لأننا ننادي بتطبيق الديمقراطية وعلينا أن نطبقها في أنفسنا. جمعية الصحفيين الرياضيين هي إرث من كبارنا الذين تتلمذنا على أيديهم حملوا الراية وأدوا الرسالة ونذكر منهم الراحلان عمر عبد التام وحسن عزالدين وكبارنا الأحياء الذين نسأل الله لهم الصحة والعافية الأساتذة أحمد محمد الحسن وميرغني أبو شنب والنعمان حسن وغيرهم من الذين وضعوا بصمتهم في هذا الكيان ووفروا لنا التأهليل والتدريب الداخلي والخارجي. وإن ترجل أستاذنا أحمد محمد الحسن عن صهوة الجواد فإنه بلا شك معنا بروحه وفكره ونشهد له أنه كان وفياً للجمعية يتعامل بمنتهى الديمقراطية لا نشعر بأنه رئيس أو هناك فارق في العمر سخر كل علاقاته لخدمة الجمعية والأعضاء وتحمل الكثير في سبيل الحفاظ على الجميعة ووحدتها, وأعتقد أن الزملاء الذين نالوا الثقة وضعوا أنفسهم أمام تحدٍّ كبير يتمثل في تصحيح مسار الصحافة الرياضة وتنقيتها وإعادة الثقة اليها وتجميل وجهها الذي شوهه البعض. الإعلام الرياضي يحتاج الكثير وأول الهموم التأهيل والتدريب والذي سيكون بلا شك على رأس البرنامج. وداعاً أحمد سيد وأنا في طريقي لتلقي العزاء في فقيد أسرتنا ابن عمي بابكر محمد علي يرحمه الله تلقيت اتصالاً من الصديق ودالشريف وبنبرة حزينة ينقل لي نبأ رحيل الزميل العزيز أحمد سيد عبد العزيز الذي رحل فجأة ودون مقدمات وهو ممسك بعجلة قيادة سيارته. برحيل أحمد سيد فقدنا زميلاً عزيزاً كان يمثل نموذجاً للصحفي المهني لا يعرف الخصام ولا المهاترات ولا الميول وكان وفياً لكل الوسط الرياضي عمل صحفياً فأجاد وتولى مهمة المراسم باتحاد الخرطوم فقدم نموذجاً في كيفية احترام الضيوف والكبار متواجداً في منظومة رواد دار الرياضية يصنع البسمة ويجسد للروح الرياضية. رحم الله أحمد سيد وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وألهم أسرته الصبر وحسن العزاء وإنا لله وإنا الليه راجعون.